«رعاية الطفولة»يضم 98 طفلا.. وبيوت الشباب تحتضن 64 في 18 منزلا
برامج تهيئة متكاملة للاحتضان وقاعدة بيانات مصنفة بالأسر الحاضنة والأطفال -
دراسة ومتابعة حالات الأطفال الأيتام ومن في حكمهم من المعرضين للإساءة -
أكدت وزارة التنمية الاجتماعية وجود مؤشرات توضح ارتفاع الإقبال على احتضان الأطفال الأيتام حيث وصل عدد الحالات الملتحقة بمركز رعاية الطفولة حتى نهاية عام 2021م 98 حالة منهم 52 من الذكور و46 من الإناث، كما وصل عدد بيوت إدماج الشباب 18 منزلا يشغلها 64 شابا، وتعمل الوزارة على تقديم التدريب اللازم للأمهات البديلات والآباء البدلاء وإعدادهم بصقل مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والمهنية للتعاطي مع متطلبات الأطفال والشباب الاجتماعية. وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية على مد مظلة الرعاية الاجتماعية لشرائح المجتمع، وخاصة الأيتام وغيرهم من فاقدي الرعاية الأسرية لترسيخ مبدأ الاندماج الاجتماعي لأبناء المجتمع، وذلك من خلال تطوير الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الوزارة لهذه الفئة لتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة. ويعمل مركز رعاية الطفولة على إعداد الملتحقين به ليكونوا مواطنين فاعلين وذلك بتوفير العيش وفق مقومات الحياة الكريمة المستقرة في جو أسري بديل يسوده الاحترام والقيم والمبادئ.
ويقدم المركز الرعاية الاجتماعية والتربوية والمعيشية المتكاملة والملائمة لجميع الأطفال من خلال خدمات الإيواء والغذاء والكساء والتعليم، وخدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية، وبرامج التوجيه والإرشاد النفسي والسلوكي، وتطبيق مقاييس القدرات النفسية والاكتشاف المبكر للحالات التي تتطلب تدخلا علاجيا أو وقوفا على موهبة ما لإطلاق الطاقات الكامنة وبرامج إكساب وتنمية المهارات وتعزيز الثقة بالنفس من خلال تنفيذ الأنشطة الترفيهية والثقافية والاجتماعية والرياضية.
ويوفر المركز برنامج الرعاية اللاحقة لمن يبلغ سن 14 عاما من الذكور الذين يتم إلحاقهم في هذا السن ببيوت إدماج الشباب من خلال برامج تعليمية ومهنية وحرفية تتناسب مع مرحلتهم العمرية.
ويحرص المركز على تنمية قدرات مقدمي الخدمة من خلال تقديم التدريب اللازم للأمهات البديلات والآباء البدلاء وإعدادهم بصقل مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والمهنية للتعاطي مع متطلبات الأطفال والشباب الاجتماعية والنفسية والصحية والدينية والثقافية والترفيهية بما يتماشى ومبادئ الدين الإسلامي والهوية العمانية وقيم المواطنة المسؤولة.. كما يقوم المركز بتهيئة الشباب والشابات المقبلين على الزواج وتبصيرهم بمتطلبات الحياة الزوجية في كافة الجوانب مع تقديم الدعم المالي والأسري لإتمام مشروع الزواج ومتابعتهم المستمرة.
إدماج الشباب
وفي إطار الدمج المجتمعي عملت وزارة التنمية الاجتماعية على إنشاء بيوت إدماج الشباب لأطفال المركز من الذكور لمن يصل منهم 14 عاما، حيث وفرت لهم منازل سكنية خارج أسوار المركز لتأصيل مفهوم المواطنة وفتح المجال أمامهم للتعايش مع أقرانهم بدون تمييز، وتعزيز الشعور لديهم بالاستقلالية لبناء الثقة بالنفس والاضطلاع بالمسؤولية. ووصل عدد بيوت إدماج الشباب 18 منزلا يشغلها 64 شابا، كما تم تسليم 11 منزلا لـ11 شابا، مع إتاحة 7 منازل مستأجرة لـ 53 شابا، وذلك بهدف تمكينهم وإدماجهم في المجتمع.
الرؤية المستقبلية
ولا تسعى الوزارة إلى التوسع في إنشاء مراكز أخرى لرعاية الطفولة حيث أكدت المؤشرات وجود ارتفاع في معدل الإقبال على احتضان الأطفال الأيتام ومن في حكمهم، بما يضمن المصلحة الفضلى لهؤلاء الأطفال وتوفير بيئة أسرية مستقرة لهم. وتعمل الوزارة على تطوير آليات العمل بمركز رعاية الطفولة حيث شكلت في عام 2020م لجنة استشارية من خبرات وطنية تطوعية للمشاركة في دراسة الواقع الفعلي للعمل في المركز ووضع الخطط والبرامج التطويرية من خلال فرق العمل التخصيصية وبالشراكة والتعاون مع المؤسسات الشريكة والداعمة.
رعاية الأيتام
تم البدء في تطبيق نظام الرعاية البديلة للأطفال المحتاجين للرعاية في نوفمبر 1988م بعد صدور القرار الوزاري رقم (96/88) والمعدل بالقرار الوزاري رقم (49/2007م)، والقرار الوزاري رقم (125/2019)، ويقصد بنظام الرعاية البديلة ضم طفل أو أكثر من الأطفال مجهولي الأبوين أو الأب أو من أبناء الأسر المتصدعة إلى أسرة عمانية بديلة بهدف إيوائه ورعايته وتحمل مسؤولية تنشئته، ويحظى هذا النظام بالقبول من المواطنين الذين هدفوا من وراء ذلك إلى الحصول على الأجر والثواب وإشباع غريزة الأمومة والأبوة لدى بعضٍ منهم لاسيما المحرومون من الأطفال. وبلغ عدد الأطفال الملتحقين بأسر حاضنة خلال عام 2021م 6 أطفال منهم 4 ذكور و2 إناث.
وصدرت اللائحة التنفيذية لقانون الطفل بالقرار الوزاري رقم (125/2019) وتضمن الفصل الرابع منها نظام الرعاية والحضانة الأسرية، وقد وضعت اللائحة التنظيمية للرعاية والحضانة الأسرية الإطار القانوني لاحتضان الأطفال المحرومين من الرعاية والحضانة الأسرية وذلك وفق مواد تنظيمية أبرزها الشروط الواجب توافرها في الأسرة الحاضنة، وإجراءات الاحتضان، وإجراءات تسليم الأطفال المحتاجين للرعاية، وآليات الإشراف والمتابعة.
وتتم متابعة الأطفال وزيارتهم بشكل دوري كل 6 أشهر لتقييم أوضاعهم الاجتماعية والصحية والتعليمية لدى الأسر الحاضنة، والتأكد من مدى التزام الأسرة ووفائها بتلبية احتياجات الطفل المحتضن واندماجه في الأسرة البديلة، إذ يتم الوقوف على أبرز التحديات والمشكلات التي تواجه الأسرة والطفل على حد سواء، والعمل على دراستها وتذليلها بتقديم الحلول والبرامج المناسبة لتحسين الأوضاع والخدمات المقدمة للأطفال المحتضنين وتعزيز اندماجهم الاجتماعي.
ومن باب الحرص على أهمية تمكين الأسر الحاضنة للتعامل مع الطفل بالطرق العلمية والعملية، يتم عقد دورات لتعريف الأسر بالطرق التربوية السليمة من أجل تقديم الحماية والرعاية الفعالة للطفل وفق أسس ومبادئ تربوية وتوجيهية وإرشادية. كما يتم توضيح الإجراءات والآليات المناسبة للتعامل مع المشكلات النفسية والاجتماعية والانفعالية التي تواجه الطفل المحتضن، وذلك لتعريف الأسرة بالأساليب والممارسات الفضلى المدعمة بالقصص والتجارب لاختيار الوقت والأسلوب المناسب لمكاشفة الطفل المحتضن بحقائق حياته.
وتقوم لجان حماية الطفل بدراسة ومتابعة حالات الأطفال الأيتام ومَنْ في حكمهم المعرضين للإساءة، واِتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية الطفل وإيجاد خطط علاجية وإرشادية له وللأسرة لضمان بقائه في بيئة آمنة ومستقرة، وفي حال تعذر تجاوز التحديات يتم نقل الطفل إلى دار الوفاق لمدة مؤقتة قبل نقله إلى مركز رعاية الطفولة.
ومن خلال الشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص يتم دعم الأطفال من ذوي الإعاقة والمحرومين من الرعاية الأسرية بالخدمات اللازمة في مجال التعليم، والصحة النفسية والسلوكية، وغيرها. وإيماناً بأهمية التعليم الجامعي كونه يرفد المجتمع بالكفاءات والخبرات المختلفة ويؤدّي رسالة تربويّة جليلة يتم تقديم منح دراسية مجانية لهؤلاء الأطفال من خلال نظام البعثات الخارجية والمنح الداخلية.
ويُمنح الأطفال مجهولو الأب/الأبوين معاشًا شهريًا من نظام الضمان الاجتماعي، كما تقدم مساعدات مالية للأسر الحاضنة إذا أثبت واقع البحث الاجتماعي أن الأسرة تحتاج إلى مساعدة مالية وذلك طوال مدة رعايتها واحتضانها للطفل وحتى يستطيع الاعتماد على نفسه مادياً.
ولتطوير منظومة الرعاية البديلة تم إعداد أدلة استرشادية موجهة للمختصين من مقدمي الخدمة وللأسر الحاضنة، كما تم استحداث آليات عمل وبرامج تهيئة متكاملة لاحتضان الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية ليحظوا بالانتقال السلس وببيئة أسرية آمنة ومستقرة نفسيا واجتماعيا. كما تم التعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومكتب الإفتاء في وضع أكبر قاعدة معلوماتية مدونة للفتاوى المتعلقة بالرعاية البديلة، والاحتضان، وقضايا الأطفال والشباب فاقدي الرعاية الأسرية كالأيتام ومن في حكمهم، وأحكامها من رضاعة، ووصية، وزواج، وميراث، وغيرها، مصنفة بدقة تصنيفا موضوعيا. وأنشأت الوزارة قاعدة بيانات مصنفة تتعلق بالأسر الحاضنة والأطفال المحرومين من البيئة الأسرية.
