عمان اليوم

ذبح الأضاحي ونحرها.. سنة دينية واجتماعية يتناقلها العمانيون جيل عن جيل

27 يونيو 2023
الأطفال يتعلمون من الآباء تقسيم الأضحية و توزيعها على المستحقين
27 يونيو 2023

يحرص العمانيون في عيد الأضحى على ذبح الأضاحي هديا وتقربا لله سبحانه وتعالى واقتداء بسنة نبية الكريم، حيث يبدأون بالذبح بعد صلاة عيد الأضحى و تختلف أوقات الذبح بين منطقة وأخرى، إلا أن الغالبية العظمى يفضلون ذبح الأضاحي في اليوم العاشر من ذي الحجة.

ومن بين أهم ملامح عيد الأضحى بين العمانيين حث الأجيال على التمسك بسنة ذبح الأضاحي و كيفية اختيارها و توزيع لحومها، و اعتبارها عادة أصيلة لنشر ثقافة التراحم والمودة بين أفراد المجتمع، حيث تخصص الأسر جزء من الأضاحي لتوزيعها على المحتاجين و المتعففين أو الجيران.

وفي صبيحة عيد الأضحى تجد الأسر تتجمع في مكان معين و يجلب كل رب أسرة الأضحية الخاصة به، سواء كانت أضحية خاصة أو شراكة بين عدة أسر، وبعد البدء في عملية الذبح والنحر، يقوم رب الأسرة بتوزيع جزء من الأضحية في أكياس و يأمر الأبناء بتوزيعها على الجيران، كما تكون أبواب المنازل دائما مفتوحة ومن يأتي للسلام والمباركة بالعيد يتم الترحيب به وإعطائه جزء من لحوم الأضاحي.

فرحة العيد

وقال ربيع بن عبدالله السيابي: العيد فرحة و الأضحية جزء مهم في عاداتنا العمانية فهي إضافة إلى أنها تعد سنة من سنن الإسلام فإنها كذلك عادات أصيلة في أوساط المجتمع العماني، ففي أيام العيد نحافظ على العديد من العادات المتوارثة مثل ذبح الأضاحي و توزيع أجزاء من لحومها.

وأكد السيابي على أن الأسر تحرص على ترسيخ هذه العادة عند الأطفال ليحافظوا عليها في المستقبل، وأضاف: كان الأجداد يصطحبوننا عند ذبح الأضاحي، و شاهدنا كيف يختارون الأضحية الأفضل للذبح في يوم العيد، وذلك اقتداء بالسنة النبوية، و كيف يحرص الأجداد على استذكار بعض الأسر المحتاجة ويحرصون على أن يكون لهم نصيب من الأضحية وأيضا مشاركة الأهل والأقارب بأجزاء منها.

مشاركة الأقارب

من جانبه قال صالح بن سعيد الشيذاني: أبرز ملامح عيد الأضحى هو ذبح الأضاحي، ففي عيد الفطر هناك القليل من الأسر تذبح في العيد ولكن الذبح في عيد الأضحى فرحة بالنسبة لنا ولأطفالنا، وهي تشمل جوانب دينية وإنسانية، وفيها الكثير من الجوانب المهمة التي نحاول أن نغرسها في أجيالنا و تعليمهم كيفية توزيع الأضحية و مشاركة الأقارب هذه الفرحة.

وأضاف: المجتمع العماني لديه الكثير من العادات التي يمارسها في العيد، وتعد الأضاحي جزءا من هذه العادات وأهمها، حيث تجتمع الأسر والأقارب لتناول وجبات العيد، التي تعتبر لحوم الأضاحي فيها الوجبة الأساسية.

وأكد الشيذاني على أن الأضاحي ليس فيها تكليف على الأسر من النواحي المادية حيث تستطيع عدد من الأسر أن تتشارك في الأضحية، و من لم يستطع فإن الكثير من الأسر المقتدرة تحرص على أن تشاركهم فرحة العيد من خلال توزيع اللحوم.

عادات حميدة

من جهته أعرب راشد بن حمد الصوافي عن افتخاره بالعادات العمانية الأصيلة التي تمارس في أيام العيد، ومن بينها حرص الناس على ذبح الأضاحي، وقال حرص العمانيون على ذبح الأضاحي في العيد دليل على حرصهم للتقرب لله سبحانه وتعالى.

وأشار الصوافي إلى أن الأسر بعد أن تنتهي من صلاة العيد تستعد لذبح الأضاحي، وإعداد اللحوم وبذلك يكون للعيد رونق فريد وكرم بين الناس بعضهم لبعض فتجد من يتبرع بجزء من الأضحية لمساعدة أسرة معسرة، ومنهم من يدعوا جاره لتناول وجبة في بيته، و كذلك تجد الأطفال ينتشرون بين المنازل يحملون جزء من لحوم الأضاحي لتوزيعها للمحتاجين، مؤكدا أن هذه عادات حميدة تغرس المودة بين أفراد المجتمع، ومواصلة غرسها في نفوس الأجيال.

من جهته قال ناصر بن راشد الجابري: تستغل الأسر لحوم الأضاحي لعدة جوانب، منها ما يوزع ومنها ما يُحتفظ به ليكون غذاء في الأيام التي تأتي بعد العيد، موضحا بأن أيام العيد يكون فيها رب الأسرة في إجازة مع عائلته وقضاء أوقات للزيارات وإعداد الوجبات من شواء وغيرها من الوجبات في العيد، يرسخ العديد من المفاهيم لدى الأسرة ومن بينها اللقاءات الأسرية و زيارة الأرحام و تبادل الوجبات التي يغلب على مكوناتها لحوم الأضاحي.

وأضاف: في الوقت الحاضر لا يلتقي الناس كثيرا إلا في العيد، ففي أيام العيد فرصة لأن تلتقي الأسر، وما يعد من وجبات في أول يوم المتمثل في العرسية و الأوقات التي يستغلها الشباب لذبح الأضاحي كلها عادات تعطي مجال أكبر للقاء والتحدث بين أفراد الأسرة.

من جانبه قال عمر بن يوسف القاسمي: قبل العيد بأيام تحدد الأسرة نوع الأضحية في العيد، ومن لا يملك أضحية مناسبة يتوجه للحظائر والمربين والأسواق والهبطات لاختيار الأضحية التي تناسبه من ناحية عمر الأضحية وصحتها، و بما يتناسب مع المقدرة المالية لرب الأسرة والمعيل، ومنذ تلك الأيام إلى يوم العيد تحرص الأسر على إشراك الأبناء في الاختيار وإخبارهم بنوع الأضحية لكي يشعرون بأنهم جزء مهم في العائلة وبأن هذه العادات مهمة ويجب التفكير فيها والحرص عليها، و تعليمهم القصص الدينية لبداية الأضحية وكيف سنها ديننا الحنيف، وكل هذه الجوانب مهمة في غرس الدين والعادات والتقاليد.