د.زاهر الخروصي: التداخلات الدوائية خطرة وتؤثر في سرعة الاستجابة للشفاء
آثار جانبية لتداخل الأدوية تؤدي إلى دخول المستشفى
ضرورة استشارة الطبيب عند الحصول على وصفة طبية جديدة
قال الدكتور زاهر بن عبدالله الخروصي طبيب استشاري طب أسرة: إن التداخلات بين الأدوية من الموضوعات الطبية الحساسة جدا، ومن المهم التنويه والتوجيه من أجل تعزيز الصحة العامة وصحة المجتمع إلى المراحل التي يمر بها الدواء عند دخوله لجسم الإنسان وعند أخذه عن طريق الفم، حيث يتعرض الدواء لخمس عمليات عند دخوله الجسم وحتى خروجه من الجسم، وتشمل هذه العمليات تحرر الدواء في المعدة والأمعاء ثم يتم الامتصاص إلى الدم الذي يليه التوزيع عبر الدم إلى أعضاء الجسم الأخرى، حيث تتم عمليات الاستقلاب في هذه الأعضاء وآخر مرحلة هي مرحلة الإخراج التي تتم عن طريق الكلى أو الرئة أو حليب الأم أو العرق أو الدموع أو اللعاب أو البراز أو العصارة الصفراوية من الكبد.
لذلك يمر الدواء بعدة خطوات قبل أن يتم إخراجه من الجسم، ويعد كل من الكلى والكبد من أهم الأعضاء المسؤولة عن خروج الدواء من الجسم، وتحدث أكبر نسبة من إفراز الدواء خارج الجسم عن طريق الكلى.
تفاعل الأدوية
ويوضح الدكتور زاهر قائلا: تداخل الأدوية يحدث عندما يتم تناول عدة أدوية أو مكملات غذائية في آن واحد ويؤدي غالبا إلى تفاعل بين هذه الأدوية والأغذية وعندها تتغير استجابة المريض لأدوية زيادة أو نقصان نتيجة لأخذها في الوقت نفسه، والتفاعلات بين الأدوية قد تكون مفيدة أو ضارة، حيث قد تؤدي التفاعلات الدوائية الضارة إلى دخول المستشفى، مضيفا إلى أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بتفاعلات الأدوية لأنهم عادة يتناولون الكثير من الأدوية والكثير من المكملات الغذائية ولذلك يكونون عرضة للتفاعلات الدوائية الضارة أكثر من غيرهم.
ويشير الدكتور إلى أن تأثير الدواء في المريض يكون مختلفا عن التأثير المفترض أو المتوقع، لأن ذلك الدواء يتفاعل مع دواء آخر يستعمله المريض (التداخل الدوائي) أو يتفاعل مع الأغذية أو المشروبات أو المكملات الغذائية التي يتناولها المريض (التداخل الغذائي الدوائي)، وقد يؤدي استعمال دواءين يحتويان على المادة الفعّالة نفسها ولهما التأثير نفسه إلى حدوث آثار جانبية شديدة، فمثلا قد يستعمل المرضى دواء لمعالجة الزكام وآخر للمساعدة على النوم، أو قد يستعمل المريض نوعين من مسكنات الألم وكلاهما يحتوي على المادة الفعّالة نفسها التي سيتضاعف تركيزها في الجسم وربما تؤدي إلى تسمم كبدي أو خلل في وظائف الكلى.
نقص التأثير
ولفت الدكتور إلى أن التداخل بين الدواءين من الممكن أن يحدث لهما تأثيران متعارضان مما يقلل من فعالية أحدهما أو كليهما، فمثلا قد يؤدي استعمال الأدوية المضادة للالتهاب مثل إيبوبروفين التي تخفف الألم إلى احتباس الملح والسوائل في الجسم بينما تساعد الأدوية المدرة للبول لمرضى القلب والضغط على طرح الملح والسوائل الزائدة من الجسم، فإذا كان المريض يستعمل هذين النوعين من الأدوية فإن مضادات الالتهاب قد تنقص من فعالية مدرات البول.
كذلك يمكن لأحد الأدوية أن يبدل طريقة امتصاص أو انتشار أو استقلاب أو طرح الجسم لدواء آخر، فمثلا تقلل الأدوية المضادة للحموضة من درجة حموضة المعدة التي سوف تؤدي إلى تقليل امتصاص بعض الأدوية مثل التي تعالج حالات عدوى الفطريات.
مشيرا إلى أن الكثير من الأدوية تتفكك وتصبح غير فعّالة بتأثير أنزيمات معينة في الكبد ولكن بعض الأدوية تؤثر في هذه الأنزيمات الكبدية، حيث تزيد أو تنقص من فعاليتها، وقد تؤدي إلى إبطال مفعول دواء آخر بسرعة أكبر أو ببطء أكثر من المعتاد، ويمكن للمواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر أن تزيد من نشاط بعض أنزيمات الكبد، ونتيجة لذلك، فإن التدخين يقلل من فعالية بعض الأدوية.
وقال: من الأغذية المشهورة التي تؤثر على تفاعل الأدوية هي ثمرة الجريب فروت التي تعمل على تثبيط عمل أنزيمات الكبد، مما يؤدي إلى زيادة معدل الدواء في الجسم مثل أدوية علاج الضغط والكوليسترول وأدوية علاج الجلطات والاكتئاب، الذي قد تتسبب في كثير من الآثار الجانبية لأن تركيز هذه الأدوية سيزيد في الدم.
ويضيف الدكتور: هناك مشكلة أخرى محتملة هي أن بعض الأطعمة والمشروبات قد تحتوي على الجريب فروت ولكن لا يتم ذكر ذلك في الاسم أو في قائمة المكونات، على سبيل المثال تحتوي العديد من المشروبات الغازية بنكهة الحمضيات على عصير جريب فروت أو خلاصة الجريب فروت.
استشارة الطبيب
وأكد الخروصي على ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلاني دائما عندما نحصل على وصفة طبية جديدة إذا ما كانت تتفاعل مع أي أطعمة أو أدوية أخرى لكي نقلل من احتمال حدوث أي تفاعل دوائي أو دوائي غذائي، ومن المفيد الاحتفاظ بقائمة مكتوبة حديثة لجميع الأدوية المُستعملة، وعرضها على الطبيب عند كل مراجعة.
كما يجب على المرضى ألا يستعملوا الأدوية الموصوفة سابقا (مثل أقراص النوم أو مسكنات الألم) دون التحقق من الطبيب أو الصيدلاني، لأن هذا الدواء قد يكون مكررا أو يتداخل مع أحد من الأدوية المستعملة.
ويضيف: كذلك يجب التأكد من مكونات الأدوية والمكملات الشعبية والأعشاب قبل تناولها مع أدوية أخرى لأنها ربما تحتوي على مواد تزيد أو تنقص من فعالية الدواء أو ربما تتفاعل مع الأدوية وتنتج منها مواد سامة تؤثر على الكبد والكلى وعلى صحة الجسم والمناعة بوجه عام.
