مها الحبسية
مها الحبسية
عمان اليوم

دراسة عمانية حول تأمين أجهزة إنترنت الأشياء بتقنية "بلوك تشين"

18 مايو 2022
18 مايو 2022

ـ مها الحبسية: التكنولوجيا تمتلك القدرة على إحداث تأثير إيجابي اجتماعيا واقتصاديا

طور فريق بحثي بقيادة الباحثة مها بنت محمد الحبسية المحاضرة في قسم الحوسبة بكلية الشرق الأوسط مشروعًا بحثيًا يتعلق بتقنية بلوك تشين ودورها في تأمين أجهزة إنترنت الأشياء في المدن الذكية.

وقالت الباحثة مها الحبسية: إن ظهور العالم المتصل أصبح حقيقة واقعة من خلال تقنية إنترنت الأشياء، حيث تؤثر هذه التقنية بشكل كبير في مستوى معيشة الناس من ناحية التطور والتواصل وطريقة العمل من ناحية أخرى، وبالرغم من ذلك هناك بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة جدية وسريعة في ظل التطورات السريعة وأيضًا اهتمامًا أكبر لهذه التقنية .. وتضيف: تعد الجوانب الأمنية المتعلقة بالبيانات التي تنشئها أجهزة إنترنت الأشياء وتجمعها وتعالجها أساس نهوض الثورة الرقمية، ففي السنوات الأخيرة اكتسبت تقنية بلوك تشين اهتمامًا بالغًا في إيجاد حلول للأجهزة المتطورة القائمة على تأمين أجهزة إنترنت الأشياء، وساعدت في تعميم مفهوم إنترنت الأشياء وفعاليته والتقدم المستمر لتحليل البيانات الضخمة التي يمكنها تحليل خوارزميات "تيرابايت/بيتابايت" بشكل فعال مما أسهم في رفع الكفاءات العملية، وتوافر منصات برمجيات مفتوحة المصدر مثل نظام "مايكروسوفت أزور" والعديد من الأنظمة الأخرى المعنية بتخزين ومعالجة المعلومات الضخمة بدقة عالية، التي تتميز بدرجة عالية من الأمان والتشفير الذي يستحيل كسره لكل من أجهزة الإنترنت والبيانات الضخمة.

وأشارت إلى أن الهدف الرئيس من هذا المشروع هو دراسة التأثير المحتمل لنظام أمان "بلوك تشين" على الظروف الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان، وأيضًا تحديات الأمن السيبراني لأجهزة إنترنت الأشياء في المدن الذكية عالميًا ومحليًا، فمن خلال هذا المشروع ستسهم تقنية "بلوك تشين" في تأمين أجهزة إنترنت الأشياء في المدن الذكية من خلال تصميم وتنفيذ إثبات خوارزميات التقنية واستكشاف العوائق المحتملة التي تحول دون اعتماد تقنية بلوك تشين في تطبيقات المدن الذكية.

وعن أبرز النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة البحثية قالت مها الحبسية: أثبتت النتائج أن التكنولوجيا لديها القدرة على إحداث تأثير إيجابي من منظور اجتماعي واقتصادي بعد استكشاف مزايا استخدامها في العمليات التجارية المختلفة، فعندما تحث دولة ما على بناء مدن ذكية سيكون استخدام أجهزة إنترنت الأشياء متعددًا، وبالتالي فإن أمان البيانات التي تتدفق داخل وخارج أجهزة إنترنت الأشياء أمر مهم لذلك كان لابد من تسريع وتيرة الانتقال إلى العالم بحركة البيانات من خلال التقدم التكنولوجي المزود بالإنترنت، والمنافسة المتزايدة على الموارد الشحيحة في هذا النظام البيئي، لذلك فإن تقنية بلوك تشين تعمل كمنصة لتوزيع المعلومات الموثوقة، وتوفر طريقة لتسجيل المعاملات أو أي تفاعل رقمي بطريقة مصممة بحيث تكون آمنة وشفافة ومقاومة لانقطاع التيار الكهربائي وقابلة للتدقيق وأيضًا فعالة، إذ تعتبر تقنية "بلوك تشين" لامركزية، لذلك لا توجد سلطة واحدة يمكنها الموافقة على المعاملات أو وضع قواعد محددة لقبول المعاملات، وهذا يعني أن هناك قدرًا كبيرًا من الثقة المتضمنة حيث يتعين على جميع المشاركين في الشبكة الوصول إلى توافق في الآراء لقبول المعاملات، فهذا النهج اللامركزي سيؤدي إلى القضاء على نقاط الفشل الفردية، مما يخلق نظامًا بيئيًا أكثر مرونة لتشغيل الأجهزة وجعل بيانات المستهلك أكثر خصوصية.

وعن التوصيات التي خرجت بها هذه الدراسة تقول الباحثة: من المهم أن يزيد الوعي في المجتمع العماني عن هذه التكنولوجيا الجديدة ولجميع شرائح المجتمع، وتوفير الفرص للعمل على تطوير المهارات والخبرات ذات الصلة المطلوبة في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، وأن يتم تنفيذها في دورات جامعية مناسبة لإكساب الجيل القادم دراية كافيه بهذه التكنولوجيا وفوائدها، والتركيز على وضع سياسات واستراتيجيات جديدة وفقًا لاحتياجات تطبيق هذه التقنيات، وتوفير بنية تحتية مناسبة في المؤسسات التي ستكون قادرة على استيعاب تكامل هذه التكنولوجيا الجديدة مثل قنوات اتصال أفضل، واتصالات إنترنت أسرع، وما إلى ذلك، أيضا توفير موارد مالية كافية، وإقامة المؤتمرات والمنظمات الإرشادية المصممة لهذا الغرض، فهذا كله من شأنه أن يعمل على تحقيق الإيرادات الكبيرة للبلد، إضافة إلى تماشي هذه التقنية مع استراتيجية عمان الصناعية ومع المتطلبات الاستراتيجية للبحث العلمي والابتكار، ومع تطوير البحث ورؤية عمان 2040 على إحداث ثورة في البحث في أحدث التقنيات.

إنجازات المشروع

حصد المشروع على عدة جوائز منها الحصول على تمويل مالي من قطاع البحث العلمي والابتكار، والمركز الثالث في مسابقة "بلوك تشين فيست" المقامة في محافظة ظفار بالتعاون مع نادي "بلوك تشين"، أيضًا تم نشر ورقة بحثية في مجلة "GEINTEC" البريطانية مرتين على التوالي، ومسابقة مسرعة ساس، ومشاركة المشروع في فعاليات يوم التكنلوجيا في جامعة السلطان قابوس، وإقامة حلقات عمل مختلفة في كل من جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ونادي بلوكتشين عمان، وتم اعتماد ورقة البحث من قبل جامعة السلطان قابوس كمرجع معتمد للطلاب.

وأعربت الباحثة مها بنت محمد الحبسية أعرب عن شكرها لفريق البحث المكون من الدكتورة سونيل نايركوماران سميثا لمساعدتها العلمية وAdarsh S – IIITMK ، والمعهد الهندي لتكنولوجيا المعلومات والإدارة بولاية كيرالا الهندية على تعاونهم المثمر والجهد المذول من قبلهم على إخراج هذه الدراسة بهذا المستوى.

Image