دراسة طبية: أغلب ضحايا لدغات الأفعى من الذكور تعرضوا لتجلط الدم وإصابة حادة في الكلى
- أكثر من (20) نوعًا من الثعابين في سلطنة عمان (9) منها سامة
- إجراء المزيد من الدراسات في جنوب ظفار لما تتمتع به من مناخ موسمي وموطن للثعابين
أوضحت دراسة طبية أن معظم ضحايا لدغات الأفاعي من الذكور البالغين، ومعظم الحوادث الواقعة في المزارع خلال أشهر الصيف، وتبلغ ذروته في شهر أغسطس، حيث تتميز سلطنة عمان بتنوع في الحياة البرية والتضاريس المكونة من صحارى شاسعة، وجبال، وتلال صخرية وأودية، وتبين أنه أكثر من (20) نوعًا من الثعابين في سلطنة عمان(9) منها تعد ثعابين سامة.
أما حول العالم فقد وجد حوالي 421 ألف حالة تسمم، و20 ألف حالة وفاة تحدث سنويًا، نظرًا إلى عدم وضوح مدى تأثير خطورة التسمم للمصابين في سلطنة عمان؛ لقلة التقارير من المناطق التي سُجلت لدغات الأفاعي فيها.
وتزامنا مع بداية فصل الصيف وارتباطه بظهور الأفاعي فقد نشرت مجلة عُمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية دراسة بعنوان «تقييم عوامل الخطر لسم الأفعى وما يرتبط بها من مضاعفات المعروضة على اثنين من أقسام الطوارئ في عمان»، لكل من الدكتور سالم المسروري، والدكتورة فاطمة البلوشية، والدكتورة سعاد العبرية، نشرت في العدد الثاني من إصدار المجلة لشهر مارس 2022؛ بهدف تقييم عوامل الخطر لتسمم الأفعى، والمضاعفات المرتبطة به التي يعاني منها المرضى، وذلك باستخدام بيانات من قسمين مختلفين للطوارئ مع وصف الخصائص المشتركة للمرضى.
وقد استعرضت هذه الدراسة القائمة على ملاحظة متعددة المراكز بأثر رجعي لجميع الحالات التي ظهرت عليها أعراض لدغات الأفاعي، وزارت أقسام الطوارئ في مستشفى جامعة السلطان قابوس من مارس 2016 حتى أغسطس 2017، ومستشفى الرستاق من أغسطس 2015 إلى أغسطس 2017.
وأظهرت النتائج أن 212 حالة حققت معايير الاشتمال من أصل 236، حيث لوحظ تجلط الدم في 82 مريضًا (38.7٪)، و14 مريضًا ونسبتهم (6.6٪) لديهم إصابة حادة في الكلى، و(5) مرضى ونسبتهم (2.4٪) لديهم نزيف خارجي.
ومن بين المرضى الذين كان لديهم القصور الكلوي الحاد، واجهوا الثعابين في الأودية بنسبة 85.7٪ مع وجود أعراض لنزيف في البداية من موقع اللدغة، بالإضافة إلى القيء، حيث أدى التأخير في تلقي السم المضاد للأفعى إلى زيادة خطر الإصابة الحادة في الكلى. بينما 47.6٪ من المرضى الذين أصيبوا باعتلال التخثر تعرضوا للدغات في المزرعة، و72.0٪ تلقوا العضة في الطرف السفلي من الجسم. كما ارتبطت زيادة الوقت من اللدغة إلى تلقي السم المضاد للأفعى بتطور تجلط الدم بدون تسجيل أي حالة وفاة.
علاوة على ذلك، فقد كان معظم ضحايا لدغات الأفاعي من الذكور البالغين مع وقوع معظم الحوادث في المزارع خلال أشهر الصيف (مارس إلى سبتمبر) حيث بلغ ذروته في شهر أغسطس.
وتوصلت الدراسة إلى وجود ارتباط بين الموقع (التضاريس)، الوقت المنقضي بين اللدغة، وإدارة تلقي السم المضاد للأفعى، وبين ارتفاع مخاطر الإصابة بالقصور الكلوي الحاد أو اعتلال التخثر.
وقد دعت الدراسة إلى وجود مزيد من الدراسات المستقبلية في أجزاء أخرى من البلاد، خصوصًا في جنوب محافظة ظفار التي تتمتع بمناخ موسمي، وموطن لثعابين أخرى مثل الكوبرا العربية، بالإضافة إلى أهمية الإدارة السريعة لتلقي السم المضاد للأفعى لتجنب المضاعفات غير الضرورية.
