دار الوفاق.. بيئة آمنة للفئات المعرضة للإساءة والعنف
تبذل سلطنة عمان جهودًا كبيرة للحفاظ على الأسرة وتماسكها وحماية أفرادها من جميع أشكال العنف والإساءة، لتكون قادرة على إنشاء جيل يواكب التقدم ويواجه تحديات العصر.
ولأجل ذلك، جاء إنشاء دار الوفاق تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية؛ لضمان بيئة أسرية متماسكة وآمنة للفئات المعرضة للعنف والإساءة من النساء والأطفال.
وقالت مروة بنت حسن البلوشية باحثة قانونية بدائرة الحماية الأسرية في وزارة التنمية الاجتماعية: إن دار الوفاق تعمل على توفير الحماية والإقامة المؤقتة للحالات المعرضة للعنف والإساءة سواء من الأطفال أو النساء، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والتربوية والتثقيفية والترفيهية، وتوفير الدعم النفسي والمشورة القانونية.
وتوسعت اختصاصات دائرة الحماية الأسرية لتشمل متابعة لجان حماية الطفل من العنف والاستغلال والإساءة، كما تقوم بدراسة ومتابعة الأطفال المعرضين للإساءة، ومن ضمن ذلك وضع خطط وبرامج وقائية ورعائية وعلاجية بالتعاون بين الجهات ذات الصلة فكل جهة مختصة بها عضو من لجنة الحماية.
التعامل مع الحالات
وأضافت البلوشية أن الدائرة خصصت خطًا هاتفيًا مجانيًا يعمل على مدى (24) ساعة، لتلقي البلاغات المتعلقة بحالات الإساءة والعنف ضد الأطفال، وتعمل على رصد حالات العنف والإساءة، وتقديم التوجيه المناسب للمتصل، وتوفير الحماية العاجلة للطفل المعرض للعنف والإساءة.
وبينت أن مندوب حماية الطفل يتكفل بوضع خطة علاجية شاملة للطفل المعرض للإساءة، وفي المقابل يتم تأهيل وتهيئة الأسرة لحين انتهاء القضية، وإرجاع الطفل لأسرته، كما أن هناك متابعات مستمرة من قبل الدار لهؤلاء الأطفال حتى بعد رجوهم لأسرهم.
وأوضحت: بإن تم إنشاء «صفحة حمايتي» وهي بمثابة زاوية إلكترونية تعرض فيها مواضيع ذات صلة بالطفولة بشكل عام، وطرق حماية الأطفال من الأنماط والأشكال المتنوعة للإساءة بشكل خاص، كما تتيح الصفحة الفرصة للمستخدمين لكي يتعرفوا على الأبعاد الاجتماعية للممارسات الأسرية الخاطئة، وتهتم التعريف بخدمات دائرة الحماية الأسرية في مجال رعاية وحماية وإعادة تأهيل الأطفال الذين يتم إيداعهم بدار الرعاية المؤقتة «دار الوفاق» والحالات الأخرى التي تعرضت للعنف بشكل عام.
القضايا الأسرية
وعن أبرز المشاكل الأسرية التي تدرسها الدائرة قالت: إن دائرة الحماية الأسرية تتعامل مع قضايا عضل النساء، حيث يتم إيداعهن عن طريق المحكمة العليا، كذلك يتم إيداع ضحايا الاتجار بالبشر بدار الوفاق لحين الانتهاء من القضية، وكذلك الأطفال المعرضين للإساءة.
وقالت: إن عدد النساء العضل خلال هذا العام أقل مقارنة بـ 24 حالة العام الفائت، وهذا يدل على ارتفاع الوعي لدى الفتيات، لتجنب التفكك الأسري، وحل الأمور بشكل ودي بين الأسرة والفتاة.
تأهيل وتدريب
وأوضحت البلوشية أن دائرة الحماية الأسرية حريصة بتدريب الكوادر والمختصين في الدار من خلال تنفيذ عدة برامج للتعامل مع حالات الاستغلال والعنف بأشكاله لدى الأطفال، والنساء، وضحايا الاتجار بالبشر، وتدريب مدربين في مجال حماية الطفل في مختلف محافظات سلطنة عمان، ليقوموا بدورهم بنشر الوعي بمجال الحماية الاجتماعية، ونشر المعرفة المتخصّصة لدى المختصين، وأعضاء لجان الطفل، وتنفيذ حملات إعلامية بمجالات الحماية الأسرية، بما في ذلك نشر رسائل توعوية بصفة مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والاطلاع على التجارب الدولية، وأفضل الممارسات للتعامل مع ضحايا الإتجار بالبشر، والتعاون المتبادل مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الأهلية، وجمعيات المرأة العمانية بما يختص بمجالات الحماية الأسرية، وفتح باب التطوع للأفراد، والمؤسسات للمساهمة في دعم الفئات المعرّضة للعنف، ومساعدتها على الاستقرار بعد التأهيل.
