عمان اليوم

تقنية الاستمطار الصناعي ساهمت في تعزيز 15-18% من الأمطار خلال السنوات الماضية

09 أغسطس 2021
12 محطة استمطار ودراسة لإنشاء محطات جديدة بمسندم وجنوب الشرقية
09 أغسطس 2021

نجاح تجارب تعزيز كمية الأمطار التي أجريت في الجبل الأخضر

1300 مليون متر مكعب حجم الموارد المائية المتجددة السنوية بالسلطنة

المجال الزراعي يستهلك 78% .. و316 مليون متر مكعب عجز مائي

مواطنون يطالبون بتركيب المزيد من المحطات في ولاياتهم لزيادة تدفقات الأفلاج

أكدت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه نجاح تجربة الاستمطار الصناعي التي أجريت في الجبل الأخضر لما قدمته من نتائج إيجابية ساهمت في تعزيز كمية الأمطار في مناطق تأثيرها كغيرها من محطات الاستمطار الأخرى، وقد أثبتت الأبحاث والإحصائيات العلمية التي أجرتها الوزارة نجاح تقنية الأيونات في الاستمطار الصناعي، كما أثبتت هذه التقنية خلال السنوات الماضية نجاحها في السلطنة في تعزيز الأمطار بنسبة 15-18%، طبقًا لبيانات الأمطار التي تم جمعها عن طريق أجهزة قياس كمية الأمطار الموزعة حول محطات الاستمطار في مختلف محافظات السلطنة، والتي تتمثل في 12 محطة استمطار، محطتين تم وضعها على جبال محافظة ظفار و10 محطات على جبال الحجر الشرقي والغربي و4 محطات في محافظة شمال الباطنة و3 محطات في محافظة الداخلية و3 محطات في كل من محافظات مسقط والظاهرة وشمال الشرقية، يتم تقييمها سنويا من خلال التحاليل الإحصائية التي يقدمها الخبراء والمتخصصون في هذا المجال.

وأوضحت الوزارة في تصريح خاص لـ«عمان»: قدرت الوزارة حجم الموارد المائية المتجددة السنوية بالسلطنة حوالي 1300 مليون متر مكعب ويزداد الطلب على هذه الموارد وخاصة في المجال الزراعي الذي يستهلك ما يقارب 78% من الاحتياجات المائية السنوية، وقد قدرت العجز المائي في السلطنة بحوالي 316 مليون متر مكعب كل عام، وبالتالي فالمعدلات السنوية لهطول الأمطار منخفضة وشديدة التباين في مختلف محافظات السلطنة، حيث لا تتعدى 50ملم في المناطق الصحراوية إلا أن المعدلات في المناطق الجبلية قد تصل إلى أعلى من 300ملم سنويا بالإضافة إلى النمو المتسارع الذي تشهده السلطنة في جميع أوجه الحياة جنبًا إلى جنب مع النمو السكاني السريع وتحسن مستوى المعيشة والذي أدى إلى ارتفاع معدلات استهلاك المياه واختلال الميزان المائي.

وهنا برز اتجاه السلطنة للبحث عن حلول وبدائل لمواجهة هذا العجز تمثلت استراتيجيا في وضع خطة رئيسة لإدارة وتنمية الموارد المائية في السلطنة متضمنة سن القوانين والتشريعات، وكذلك بناء السدود بمختلف أنواعها وبرامج تقييم ومراقبة موارد المياه والعمل على الاستفادة من البدائل الأخرى المتاحة المتمثلة في تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي، ومع التقدم التكنولوجي في العالم ظهرت عدة أفكار وتقنيات جديدة، فكانت تجربة الاستمطار الصناعي أو تقنية تعزيز الأمطار هي إحدى أهم التجارب التي ركزت عليها دول المنطقة.

بواعث أيونية

استخدمت السلطنة محطات البواعث الأيونية والتي تعمل على نشر الأيونات سالبة الشحنة، حيث تُنقل هذه الأيونات بواسطة ذرات الغبار والهواء الصاعد إلى السحب لتحفيزها على زيادة التكاثف وبالتالي هطول الأمطار، ولكن تبرز الحاجة إلى توافر ظروف مناخية معينة مثل الرطوبة العالية والتيارات الهوائية الصاعدة من أجل أن تعمل هذه المحطات بكفاءة عالية، حيث يستمر المختصون في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في إجراء الدراسات المناخية والفزيائية والجغرافية لمناطق مختلفة في أرجاء السلطنة لمعرفة المواقع المناسبة لإنشاء محطات جديدة لتعزيز الأمطار لا تقع ضمن نطاق التأثير للمحطات الحالية مثل محافظتي مسندم وجنوب الشرقية.

وقالت الوزارة: إن السلطنة اعتمدت على تقنية الاستمطار الصناعي لدعم مخزونها من المياه الجوفية، من خلال تعزيز كميات هطول الأمطار، باعتبار السلطنة وبحكم موقعها الجغرافي في حزام الدول الجافة وشبه الجافة وقد تم تصنيفها من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة على إنها شديدة الجفاف في معظم مساحاتها، ويعزى ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة، فمناخ السلطنة رغم أنه يتميز بشتاء معتدل إلا أن الصيف شديد الحرارة حيث تصل فيه درجة الحرارة إلى أعلى من 40 درجة مئوية.

وقالت الوزارة: إن السلطنة اعتمدت على المياه الجوفية كمصدر رئيس للمياه العذبة في السلطنة والتي تمثل حوالي 92% من إجمالي الموارد المائية الطبيعية المتجددة، وباعتبار الأمطار هي المصدر الأساس لتغذية الموارد المتجددة حيث تخزن كميات منها في مختلف الطبقات الصخرية الحاملة للماء تحت الأرض لتستخرج لاحقا عن طريق الآبار، الأفلاج أو العيون، وتكون المياه الجوفية في المناطق الجبلية والسهول القريبة عذبة صالحة لمختلف الاستخدامات، غير أن جودة هذه المياه تتأثر بمدة ومسافة جريانها وتصبح مالحة باتجاه الأجزاء الساحلية والصحراوية.

محطات الاستمطار

وقد أنشأت السلطنة أول محطتي استمطار عام 2013 إحداها على جبل السراة بارتفاع 2670 مترا يمتد تأثيرها على محافظات الظاهرة والداخلية وجنوب الباطنة، والثانية محطة الجبل الأخضر على جبل الروس على ارتفاع 2337 مترا ويشمل تأثيرها كلًا من محافظتي الداخلية وجنوب الباطنة.

وفي عام 2014 أنشأت محطتين، إحداهن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة على جبل الريس على ارتفاع 1634 مترًا ليشمل تأثيرها محافظات الظاهرة وشمال وجنوب الباطنة، والثانية بولاية سمائل في محافظة الداخلية على ارتفاع 1389 مترًا بجبل الكعاب ليشمل تأثيرها محافظتي مسقط وشمال الشرقية.

وفي عام 2015 تم إنشاء محطتين أيضا، الأولى كانت في ولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية على ارتفاع 1833 مترا بالجبل الأبيض وشمل تأثيرها أجزاء من محافظتي مسقط وشمال الشرقية والمحطة الأخرى في محافظة شمال الباطنة في صحار على ارتفاع 1255 مترا بجبل الحور وقد شمل تأثيرها محافظتي الظاهرة وشمال الباطنة.

وفي عام 2016 تم إنشاء أول محطة في محافظة مسقط في ولاية قريات على الجبل الأبيض على ارتفاع 1574 مترًا ليشمل تأثيرها أجزاء من محافظتي مسقط وشمال الشرقية وفي العام نفسه تم إنشاء محطة الخابورة بمحافظة شمال الباطنة على ارتفاع 1328 مترًا ليشمل تأثيرها على محافظتي الظاهرة وجنوب الباطنة.

وفي عام 2017 تم إنشاء محطتين إحداهما في محافظة شمال الباطنة بولاية لوى على قمة جبل الغشابي بارتفاع 1227 مترا ويشمل تأثيرها كلًا من محافظتي شمال الباطنة والبريمي والأخرى أنشئت على جبل علكا بمحافظة الداخلية بولاية بدبد على ارتفاع 1634 مترًا ليشمل تأثيرها أجزاء من محافظتي شمال الشرقية والداخلية.

وفي عام 2018 أنشأت السلطنة محطتي استمطار على جبال محافظة ظفار، الأولى في ولاية رخيوت على جبل جحد «جبل القمر» بارتفاع 1029 مترًا والأخرى في ولاية ضلكوت على جبل حموت على ارتفاع 1176 مترًا ليشمل تأثيرها القرى التابعة للولاية نفسها والقرى المجاورة لها.

وحول مدى تقبل الأهالي والسكان لعمليات الاستمطار الصناعي، أكدت الوزارة أن المواطن يتقبل ويتفاعل مع كل ما يحقق تعزيز وتنمية الموارد المائية والذي بدوره يساهم في تغذية الخزانات الجوفية وزيادة مناسيب وتدفقات الأفلاج نظرًا للظروف المناخية بالسلطنة ووقوعها في الحزام الجاف وشبه الجاف، وقالت: إن تقنية الاستمطار الصناعي هي إحدى الوسائل التي تسهم في ذلك، وبالتالي يتزايد التقبل لدى المواطنين بتحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها ويتجلى ذلك من خلال المطالبات التي ترد للوزارة لتركيب المزيد من المحطات في ولاياتهم ومحافظاتهم.