No Image
عمان اليوم

تربويون وأولياء أمور: المراكز الصيفية تنمي الوعي وتصقل مهارات المستقبل

15 يوليو 2023
أكدوا أهميتها في تعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية
15 يوليو 2023

مراسلو عمان: تتواصل أنشطة المراكز والبرامج الصيفية التي تنفذ من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية خلال إجازة المدارس في فترة الصيف لتعمل على ترسيخ وتعزيز قيم المواطنة وغرس مفاهيم الاعتزاز والولاء والانتماء للوطن وبناء الشخصية الإيجابية للطلبة وتنمية مواهبهم وقدراتهم في البرامج التعليمية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها من الأنشطة، كما أنها ترفع مستوى الوعي لدى المشاركين بأهمية الوقت واستغلاله الاستغلال الأمثل وتوظيف الفراغ في أنشطة تعود عليهم بالنفع والفائدة، كما أنها تساعد على الاعتماد على النفس والإحساس بالمسؤولية الفردية والجماعية، وترسخ المبادئ والقيم والصفات الحميدة كالتعاون وقبول الرأي الآخر واحترامه، ومساعدة الطالب على اكتشاف مواهبه وقدراته وتطويرها.

وقال الدكتور ربيع بن المر الذهلي أستاذ الإدارة التربوية المساعد بجامعة نزوى: المراكز والبرامج الصيفية تعتبر مهمًا جدًا في توفير بيئة تعليمية وترفيهية للأطفال والشباب خلال فترة الإجازة الصيفية، فهي تهدف إلى تنمية القدرات والمهارات الشخصية والاجتماعية للمشاركين، وتوفر فرصة لتعلم أنشطة جديدة واكتشاف مواهبهم في مجالات مختلفة، مثل الفنون، والرياضة، والعلوم والثقافة، وتعمل المراكز والبرامج الصيفية على تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية كحلقات العمل، والرحلات الميدانية الترفيهية والتاريخية، والألعاب الجماعية والفردية سواء الشعبية أو الألعاب الحديثة أو الإلكترونية والفعاليات الاجتماعية.

وأضاف الذهلي: تتميز هذه البرامج أيضا بأنها تعطي الأطفال والشباب فرصة للتواصل والتفاعل مع أقرانهم وتكوين صداقات جديدة فعندما يلتقون بأطفال آخرين من خلفيات وأعمار مختلفة، يتعلمون كيفية التعامل مع الآخرين وتبادل الأفكار والاهتمامات.

استغلال الوقت

وأكد الدكتور ربيع الذهلي أن هذه المراكز تعمل على تحفيز الفضول وتعزيز الاكتشاف الذاتي لدى الأطفال والشباب، والتعاون، وحل المشكلات، والمبادرة وغرس أهمية الأعمال التطوعية وتعزيز الثقة بالنفس وتعزيز الشخصية، كما توفر بيئة مشوقة ومثيرة للأطفال والشباب، تنمي مهاراتهم وتعزز تطورهم الشخصي والاجتماعي، كما توفر المراكز الصيفية بيئة آمنة وتحت إشراف ذوي الخبرة والمعرفة والمسؤولية، بالإضافة إلى كونها بيئة ترفيهية للأطفال يستثمر فيها الطلبة أوقات فراغهم فيما هو مفيد لهم، حيث يستغل الأطفال بأنشطة مفيدة، وبالتالي يبتعدون عن الكسل والملل ويستغلون وقتهم بشكل إيجابي ومفيد، كما تلعب هذه البرامج دورًا مهمًا في صقل شخصية الأطفال، حيث يتعلمون قيم ومبادئ مثل الانضباط والمسؤولية والاحترام والتحمل والتعلم الذاتي.

وقال الدكتور أحمد بن مبارك الخروصي أستاذ مساعد بجامعة الشرقية: للمراكز الصفية دور بارز وفعّال في شغل أبنائنا في فترة الإجازة، حيث يتجه الأبناء نحو الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لشغل أوقات فراغهم في مدة لا تقل عن شهرين، حيث إن هذه الأجهزة والبرامج سلاح ذو حدين تخرج بأبنائنا إلى سلبيات كثيرة إذا قصّر أولياء الأمور في متابعة أبنائهم؛ لذا تعتبر المراكز الصيفية الحل الأمثل لشغل أوقات فراغهم عبر تقديم البرامج والمهارات الكافية في مجالات تربوية وتعليمية متعددة وتقديم المفيد لأبنائنا الطلبة.

وأضاف الخروصي: المراكز الصيفية تعتبر فرصة لصقل مهارات الأبناء وإكسابهم المهارات اللازمة في مختلف النواحي.

بناء الشخصية

وأكد راشد بن سليمان الصمصامي مدير مدرسة أن المراكز الصيفية تؤدي دورًا رياديًا وفعالًا وتساهم بشكل مباشر في صقل شخصية الطلبة وتنمية معارفهم ومهاراتهم وخبراتهم من خلال ما يتلقونه من برامج متنوعة هادفة ومن خلال مشاركاتهم في المناشط المختلفة، ويأتي دور الآباء في تشجيع وحث أبنائهم على المشاركة والالتزام وتحقيق أكبر استفادة ونشكر كل المتطوعين على جهودهم الملموسة وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتهم.

وأوضحت الريان بنت يحيى الخروصية طالبة بجامعة السلطان قابوس كلية العلوم أن المركز الصيفي الذي حضرته أضاف وطور لي الكثير من مهارات اللغة الإنجليزية المطلوب تعلمها وإتقانها، حيث كان للمعلم القائم على برنامج اللغة الإنجليزية دور واضح جدًا في إتقاني لتلك المهارات.

وأضافت الريان: إن مثل هذه المراكز الصيفية ذات الكفاءة العالية يجب استغلالها والاستفادة منها بشكل جيد وذلك لما تحويه من تدريبات لتلك المهارات المهم تعلمها وكذلك الأسلوب الذي يتبعه المعلم في الشرح له دور كبير في إيصال المعلومة وإتقان المهارة وإكساب المتعلم ثقته بنفسه.

وقال عيسى بن سالم الخروصي أخصائي أنشطة مدرسية: مما لا شك فيه أن المراكز الصيفية والبرامج لها دور ملموس في شغل أوقات فراغ أبنائنا الطلبة، حيث تساهم في صقل شخصياتهم وتنمية مواهبهم وتهدف أيضًا إلى احتوائهم في بيئات تحفظهم من الوقوع فيما يؤثر على سلوكهم وتصرفاتهم، مضيفًا إن بولاية العوابي 14 مركزا تقوم بأنشطة مختلفة منها حفظ وتلاوة القرآن الكريم وأنشطة ترفيهية وكذلك توجد دورة مكثفة للعلوم الشرعية مخصصة لطلبة الصف التاسع ودورة إبداع واختتمت برحلة تعليمية لأداء 85 طالبا مناسك العمرة.

وقالت أمنيات بن خليفة الخروصية خريجة كيمياء تطبيقية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: تلعب المراكز الصيفية دورًا بالغًا في استغلال أوقات الطلبة الاستغلال الأمثل من خلال صقل مهاراتهم وتوسيع مداركهم لمختلف المعارف والعلوم، علاوة على ذلك هي بمثابة متنفس للطلبة في فترة الإجازات الصيفية إذا تمت إدارتها بطريقة احترافية وإدخال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع توجهات الفكر الحديث، ويمكن اعتبار المراكز الصيفية جسر عبور بين الطلبة والعالم الخارجي المحيط إذا تخللتها رحلات تعليمية وترفيهية متنوعة.

وقال سالم بن صالح الريامي ولي أمر: لا شك أن مثل هذه المراكز الصيفية لها من الدور البالغ في صقل شخصيات وتنمية مهارات الطلبة، حيث يكتسب الطلبة من خلالها المعرفة العلمية الأمر الذي يعزز قدراتهم على طريق الإبداع والتميز، كما تعد المراكز الصيفية رافدا مهما في تحسين مستواهم التحصيلي أضف إلى ذلك فإن لهذه المراكز دورا مهما في استغلال أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.

وأشارت الطالبة سارة بنت سيف البحرية إلى أن المركز الصيفي كان متنوعا في مجالاته وخاصة في فن المناظرات باللغة الإنجليزية، حيث أصبحت لدي ثقة في التحدث باللغة الإنجليزية وإبداء الرأي بكل صراحة ووضوح.

وأوضح الطالب قصي بن راشد الشريقي أن البرنامج الصيفي الذي أقيم هذا العام كان لي نقطة تحول في صقل شخصيتي من خلال اكتسابي مهارات مختلفة، كما أنني أشعر بالثقة عند مقابلة الجمهور وأتحدث إليهم وأحاورهم.

ختام البرنامج في الداخلية

وقد أنهى 200 طالب وطالبة من مدارس تعليمية الداخلية أسبوعين من البرامج والفعاليات وحلقات التدريب التفاعلية جاءت ضمن البرنامج الصيفي «صيفي رؤية وبناء» واحتضنته مراكز بسياء بولاية بهلا والشيخة نضيرة الريامية بولاية منح والجبل الأخضر وولاية بدبد.

وقد نظّمت المراكز احتفالات ختامية كُرم فيها المجيدون، كما تخللتها عروض لمنتجات الطلبة خلال فترة البرنامج وتمثلت في معروضات فنية وإبداعية وعروض مرئية عن ملخص الفعاليات التي أقيمت خلال فترة تنفيذ البرنامج الصيفي، كما قدمت فقرات متنوعة من مواهب وإبداعات الطلبة وتكريم القائمين على المراكز والمتعاونين في إنجاح الفعاليات، وقد تعرّف المشاركون على مجموعة من الأنشطة العملية في مهارات العمل التطوعي وبرمجة الروبوتات وبرمجة طائرات الدرون بدون طيار وحلقات في الثورة الصناعية الرابعة ومهارة تشفير وفك الرسائل، وحلقات عن التصميم الجرافيكي والتصوير ومونتاج الفيديو وصناعة الصابون وبرمجة المتحكمات في تطبيقات إنترنت الأشياء وفي أساسيات التصوير وصنع باقات الورد والتدريب على النسيج باستخدام النول والحزام النسيجي اليدوي «إرث حضاري» ودورات في اللغة الإنجليزية وفي الابتكار والذكاء الاصطناعي.

المضيبي

كما اختتم البرنامج التدريبي بعنوان «الإعلامي الصغير» بولاية المضيبي بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظه شمال الشرقية ومركز التدريب الإعلامي بوزارة الإعلام ويأتي ضمن الأنشطة الصيفية لطلبة وطالبات المدارس، حيث تناول البرنامج الذي قدمه حمد بن عبدالله المفرجي المصور التلفزيوني بوزارة الإعلام عددا من المحاور الأساسية في المجال العملي مركزا على عدد من الجوانب النظرية والعملية والتعريف بالكاميرا وأنواع البرامج الإخبارية والحوارية وموضوعات أخرى في المجال الصحفي.

جامع الروضة

واختتمت بجامع الروضة بولاية صحم فعاليات الأنشطة الدينية والثقافية والمجالات التعليمية بمشاركة أكثر من 100 طالب وطالبة، حيث تم تكريم الطلبة الدارسين في العديد من المسابقات منها مسابقة تحفيظ القرآن الكريم المستويان الأول والثاني ومسابقة الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها وبرامج متنوعة كتقديم الدروس الأسبوعية للنساء في المناطق الجبلية، وبرنامج محو الأمية للأمهات وفعاليات التاجر الصغير حيث يتعلم الأطفال البيع والشراء والتعامل مع الناس منذ الصغر والمبادرات التربوية في مختلف المجالات العلمية والتدريبية وإقامة العديد من الدروس العامة لأفراد المجتمع، والخاصة لطلاب الملتقى الصيفي بالجامع في مجالات اللغة والقراءة وتقديم المحاضرات التوعوية في مجال القانون وحماية المستهلك.

وتم تقديم عرض مرئي يحكي بعضا من نفحات الفعاليات والمناشط التي أقيمت في الجامع لهذا العام، وتقديم فقرة إنشادية قدمتها طالبات الملتقى الصيفي بعدها تم تكريم المشاركين والداعمين والفائزين في مختلف البرامج والأنشطة والمبادرين.

إبداع وصنعة

واحتضنت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة فعاليات البرنامج الصيفي «صيف المصنعة إبداع وصنعة» لطلبة المدارس للصفوف (9-12)، ويعد هذا البرنامج إحدى ثمرات التعاون والشراكة المؤسسية والمجتمعية بين الجامعة والمجتمع المحلي، وتضمن البرنامج محاضرات توعوية حول أهم الممارسات الحياتية خلال المرحلة الجامعية، حيث قدم الأستاذ منصور الذهلي حلقة عمل بعنوان أساسيات الهندسة، تعرف من خلالها المشاركون على التقنيات الحديثة المستخدمة خلال الثورة الصناعية الرابعة ومنها طريقة عمل طابعات ثلاثية الأبعاد.

واستكمل البرنامج بسلسلة من حلقات العمل، حول أساسيات اللغة الإنجليزية والابتكار وريادة الأعمال وعرض التجارب الشخصية للمشاركين والتعرف على التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي وأهمية الذكاء الاصطناعي في إنجاز المتطلبات العملية الدراسية وتقنيات التعليم وإنترنت الأشياء.

ملتقى الحمراء

وتتواصل فعاليات الملتقى الصيفي بالحمراء الذي يشارك فيه أكثر من 150 من النساء والأطفال وطلاب المدارس الذي تنظمه جمعية المرأة العمانية بالحمراء، ويشتمل على العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية وحلقات العمل التدريبية والتعريف بدور المجتمع والشراكة المجتمعية ودور الأفراد فيما يتعلق بهذه الشراكة.

وقالت زهرة بن سالم العبرية رئيسة الجمعية: أطلقت الجمعية على هذا الملتقى مسمى «مشروع قريتي مسؤوليتي»، وشاركت في تنفيذ الفعاليات جميع المؤسسات الحكومية الخدمية من خلال تقديم العديد من الأنشطة والفعاليات لإبراز دورها، والتعريف بما تقدمه من خدمات للمجتمع كل في مجاله، وأضافت: يهدف الملتقى إلى رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة في النواحي الثقافية والاجتماعية والصحية إلى جانب تنمية مهاراتها من خلال إقامة دورات تدريبية مختلفة خاصة بشؤون المرأة ومن بين البرامج التدريبية التي عقدتها الجمعية للنساء في مقرها ضمن فعاليات الملتقى الصيفي دورة في مجال المخبوزات، وكذلك عمل المعجنات والحلويات والمخللات ودورة في الحساب الذهني للأطفال، كما تم خلال الملتقى الصيفي تنفيذ برنامج المنتدى الصيفي همة وإبداع ببلدة العيشي اشتمل على العديد من الفعاليات والأنشطة بمشاركة المجتمع.