تآكل الطريق البحري بولاية بركاء بأمواج البحر والمواطنون يطالبون بحلول جذرية تُنهي انقطاع الطريق المستمر
لم تعُد شواطئ ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة كما كانت سابقا، قبل مرور الإعصار (شاهين)، فكثير من ملامح المناطق المطلة على الشواطئ تغيّرت، ولا تزال تأثيرات مرور الإعصار واضحة في حدوث تغييرات كبيرة في حجم الأخوار وامتداد مياه البحر إلى مسافات بعيدة عما كانت عليه سابقا.
وفي ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، يتعرّض الطريق البحري بالولاية منذ سنوات إلى تآكل مستمر بسبب أمواج البحر، لقربة من الساحل، وزادت التأثيرات بعد مرور الإعصار (شاهين) حيث يتزايد ارتطام أمواج البحر بالطريق مما تسبب في تآكله بصورة واضحة، وانقطاعه نهائيا في الأنواء المناخية.
وتتزايد أضرار الطريق بالأمواج وتأثيراتها في الأنواء المناخية والحالات الجوية، المتمثلة بالأمطار والرياح، وارتفاع أمواج البحر، إضافة إلى حالات المد والجزر اليومية، حيث يتآكل الطريق بشكل متواصل، وتتوقف الحركة المرورية نهائيا في الحالات المناخية، وعند امتداد أمواج البحر.
ومع تواصل تآكل الطريق من الجانب المحاذي للبحر بصورة كبيرة، يتحوّل الطريق في أماكن عديدة إلى مسار واحد بعد انقطاع المسار المحاذي للبحر بسبب التآكل مما يتسبب في حدوث ازدحام بالحركة المرورية بشكل دائم بالطريق.
وتزحف الأمواج والرمال باتجاه الطريق وترتطم به حيث تتآكل كل الإصلاحات والمعالجات المؤقتة بدون وجود كاسرات أمواج أو طرق حماية قوية لهذا الطريق.
وقال سعود بن حبيب بن مراد الزدجالي -من سكان المنطقة القريبة من الطريق: تعرّض الكثير من مستخدمي الطريق إلى السقوط بالحفر بعد تآكل الطريق بصورة كبيرة في الجانب المحاذي للبحر، وفي كثير من الأحيان تعلق المركبات في الرمال بعد أن تآكل الطريق.
وأشار الزدجالي إلى أن حالة التآكل التي يتعرّض لها الطريق تتزايد يوما بعد يوم خصوصا بعد إعصار شاهين الذي غمرت بسببه مياه البحر الطريق بشكل كامل، كما تتزايد التأثيرات عند الحالات الجوية، وكل الجهود التي تقوم بها البلدية في المعالجات السريعة تذهب بها الأمواج إلى البحر ويتواصل تآكل الطريق.
وأكد سعود الزدجالي على أن الطريق ينقطع نهائيا في الحالات الجوية، الأمر الذي يدفعنا إلى ضرورة البحث عن حلول تحمي الطريق وتضمن انسيابية الحركة المرورية فيه بكل الظروف.
وأعرب الزدجالي عن أمله في أن يتم وضع حلول جذرية إما بإبعاد الطريق جنوبا أو إيجاد حلول عبر كاسرات الأمواج التي تصد أمواج البحر التي تأكل الطريق وتنحته دائما.
من جانبه قال عمر بن حامد المعولي -من سكان ولاية بركاء: يتأثر الطريق باستمرار، والمعالجات المؤقتة التي تتم بين حين وآخر تعالج الطريق بشكل مؤقت ولكن سرعان ما يعود الضرر بعد أيام، حيث ترتطم أمواج البحر بالطريق وتسحب معها عند المد والجزر المعالجات التي تتم بالطريق.
وأضاف المعولي: الطريق بحاجة إلى معالجة جذرية ورفعه عن مستوى الأمواج، ووضع أحجار على شكل رصيف على الجوانب الأكثر قربا من البحر أو في المواقع المنخفضة التي تتعرّض للأمواج بصورة أكبر.
وقال حسين بن علي السيابي: الطريق حيوي ويربط بين عدد من مناطق وقرى ولاية بركاء ويستخدمه المارة بشكل دائم، ولكن هذا الطريق يتعرّض بصورة دائمة إلى تأثيرات أمواج البحر، ومن الضروري أن يتم وضع حلول جذرية له حتى لا يتأثر بشكل أكبر ويحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة، وأيضا تنقطع الحركة المرورية فيه لفترة طويلة.
وأضاف السيابي: تم إغلاق الطريق عدة مرات من قِبل شرطة عمان السلطانية لسلامة المواطنين في الحالات الجوية، وآخر مرة تم إغلاق الطريق في موجة البرد والرياح الشمالية التي هبّت على سلطنة عمان وتسببت في ارتفاع أمواج البحر إلى ثلاثة أمتار تقريبا، حيث تعالت أمواج البحر بصورة كبيرة واجتاحت الطريق وتعطلت الحركة المرورية، وخلال هذه الأيام تمت معالجة الطريق بصورة مؤقتة وأعتقد أن هذه المعالجة وقتية وستتلاشى مع الأيام وستجرف أمواج البحر معها الرمال التي يتم كبس الطريق بها، ونعود إلى نقطة البداية.
من جانبه أكد منير بن سبيل البلوشي -من سكان ولاية بركاء: الطريق يشكّل خطرا على المرتادين، خصوصا إذا كان من خارج الولاية، مشيرا إلى أن المنطقة ساحلية وتجذب إليها سياحا من خارج الولاية للاستمتاع بالشواطئ الجميلة، ومع وجود التأثيرات بالطريق قد يتعرّض الكثير من الأشخاص لانحراف مركباتهم ومن ثم تعلق في رمال الشاطئ.
وأشار البلوشي إلى أن الحلول التي يتم العمل بها حاليا لا تعتبر مجدية من حيث عدم استمراريتها.
ويقترح منير البلوشي أن يتم عمل تحويلة للطريق من منطقة (حلة الشمال ـ إلى قرحة البلوش) بحيث يأخذ انحرافا إلى الجنوب بعيدا عن المنطقة قليلا لتفادي ارتطام أمواج البحر بالطريق، مؤكدا أن هذه الخطوة قد تكون مجدية في ظل عدم جدوى الحلول المؤقتة التي تتم معالجة الطريق بها حاليا.
المجلس البلدي
وحول هذا الموضوع قال يونس بن عبدالرحيم بن عبدالرحمن البلوشي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة ورئيس لجنة الشؤون العامة: وقفت الجهات المعنية عدة مرات على الطريق البحري بولاية بركاء وما يتعرّض له من تآكل بسبب أمواج البحر، وهو بحاجة إلى أعمال صيانة، كما أن إعادة إصلاحه قابلة لأن تكون من خلال خيارين إما أن يكون ضمن خطة مشروع طريق الباطنة الساحلي الذي وجّه فيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بإنجازه، وقامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بإسناد الأعمال الاستشارية لطريق الباطنة الساحلي، أو أن تتم إعادة إصلاحه بعمل كاسرات للأمواج وحماية من أمواج البحر.
وأشار إلى أن الطريق يتعرّض لتوقف الحركة خصوصا عند الأنواء المناخية وارتفاع موج البحر، وشهد خلال الفترة الماضية توقفا للحركة المرورية فيه نهائيا بسبب دخول أمواج البحر إلى الطريق، وقامت شرطة عمان السلطانية بجهود مشكورة لمنع الناس من العبور بسبب خطورة الطريق في تلك الفترة.
وأكد البلوشي على أن ولاية بركاء تشهد مشروعات تنموية واقتصادية كبيرة، وعلى القطاع الخاص أن يكون مساهما في مشروعات التنمية وشريكا فيها من خلال المساهمة في إنجاز بعض مشروعات الصيانة لبعض الطرق ليس على مستوى ولاية بركاء فقط، بل هو مطالب في هذه المرحلة أن يكون شريكا مع الحكومة في عدد من المشروعات.
وأوضح رئيس لجنة الشؤون العامة بالمجلس البلدي بجنوب الباطنة أن الطريق البحري بولاية بركاء مهم ويخدم الحركة السياحية بالولاية والولايات المجاورة، وستعمل الجهات المختصة ببلدية بركاء ومكتب المحافظ وكافة الجهات على وضع الحلول المناسبة لصيانته وتوفير مزيد من الخدمات العامة به خدمة للمواطنين والزوار.
