عمان اليوم

انتشار الكوليسترول عند المراهقين.. والسمنة والعامل الوراثي أهم الأسباب

01 يناير 2023
37% نسبة المصابين في مسح لعام 2017
01 يناير 2023

توعية المراهقين وطلبة المدارس لتغيير نمط الحياة

انتشار الكوليسترول الوراثي بسبب الزواج من الأقارب

أسهمت أساليب الحياة المعتمدة لدى الناس والمراهقين بشكل خاص متمثلة في نوع الغذاء وقلة الحركة بارتفاع نسبة الكوليسترول لديهم والإصابة به، حيث تعمل وزارة الصحة على إقامة حملات توعوية؛ لتثقيف المراهقين حول خطورة ارتفاع الكوليسترول، ومدى ارتباطه المباشر بالإصابة بأمراض خطيرة.

وتحدثت الدكتورة منال بنت خليفة الكندية استشارية أول كيمياء حيوية وأمراض الدهون بالمستشفى السلطاني، عن أبرز الأسباب المؤدية إلى ارتفاع الكوليسترول عند المراهقين وكيفية الوقاية منه، وأكدت أن ارتفاعه يصنف إلى نوعين، كوليسترول ناتج عن إصابة ثانوية، وكوليسترول وراثي ناتج من وجود خلل في الشفرة الوراثية وهذا ينتقل من الآباء إلى الأبناء منذ الصغر.

وقالت: إن الأسباب الثانوية المؤدية إلى ارتفاع الكوليسترول منتشرة بكثرة، أبرزها: الإصابة بمرض السكري، لذلك معظم البالغين المصابين به يتناولوا أدوية خافضة للكوليسترول، أما السبب الثاني لارتفاعه هو السمنة، حيث تنتشر السمنة في الوقت الحالي عند المراهقين، وتعد مرضا شائعا ويجب الانتباه له، إذ يصاب الشخص بالسمنة لقلة الحركة، والأكل غير الصحي المنتشر بكثرة بين المراهقين، ونوعية الغذاء نفسه، بالإضافة إلى أن معظم الأغذية التي يتناولها المراهق هي أغذية مشبعة مليئة بالنشويات والكربوهيدرات، حيث نلاحظ ارتفاع السكري من النوع الثاني عند المراهقين؛ لقلة حركتهم وأكلهم غير الصحي، وهذا مخالف لما تعودنا أن نراه عند المراهقين، وهو انتشار السكري من النوع الأول، كما أنه من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول عند المراهقين هو اضطراب في الغدة الدرقية، وخاصة خمول الغدة الدرقية عندما لا تفرز الهرمون، مما يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول بشكل واضح، ومتى ما تم علاج اضطراب الغدة الدرقية يعود الكوليسترول إلى وضعه الطبيعي.

الأدوية

وأشارت الكندية إلى أن من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول هو تناول بعض العقاقير والأدوية، حيث تعد بعض الأدوية الطبية المستخدمة للعلاجات مثل الستيرود أو الأدوية الخافضة والمثبطة للمناعة من المسببات إلى ارتفاع الكوليسترول بالنسبة للمراهقين؛ لأنهم يعانوا من حب الشباب، وبعض الأدوية المستخدمة في علاج حب الشباب تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول مثل الروكاتين.

مضيفة: من الأسباب الثانوية التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول، هي بعض الأمراض التي قد يصاب بها الفرد، مثل أمراض الكلى والكبد، وهي منتشرة بين البالغين والمراهقين على حد السواء.

وأوضحت أن نسبة ارتفاع الكوليسترول تختلف باختلاف المسبب له، وفي الغالب عندما يكون الارتفاع الكلي أكثر من 6 مليمول، هنا يجب الانتباه ومحاولة معرفة الأسباب المؤدية إلى الارتفاع ومعالجته.

وأشارت إلى أن ارتفاع الكوليسترول يعد من الأمراض المزمنة، ولا يصاحبه أية أعراض، أي أن الشخص لا يستطيع معرفة نفسه، حيث يتم تشخيصه بعمل الفحص المخبري إذا تبين وجود ارتفاع في كمية الكوليسترول الكلي أو الكوليسترول الضار، وهنا يتم اتخاذ الإجراءات لمحاولة معرفة الأسباب ومن ثم العلاج.

العلاج

وأوضحت أن بالنسبة لعلاج الكوليسترول يجب معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك، بمعنى إذا كان الكوليسترول ناتج عن سمنة فإن العلاج يكون تقليل الوزن بممارسة الرياضة، والأكل الصحي الذي يحتوي على كمية بسيطة من الدهون المشبعة، والقليل من النشويات والكربوهيدرات، وبالتالي اتباع هذا النظام سيؤدي تلقائياً إلى تعدل نسبة الكوليسترول وبالتالي لا يحتاج إلى علاج وأدوية طبية، أما بالنسبة للسكري متى ما تم تنظيم السكر لدى المراهقين والصغار سوف ينتج عنه تنظيم في مستويات الكوليسترول، أما بالنسبة للأدوية إذا كانت هي المسببة فإذا استطاع الشخص الامتناع أو التقليل منها سوف يعود إلى مستواه الطبيعي، أما في بعض الحالات إذا كان الشخص لا يستطيع التوقف عن أخذ الأدوية لبعض الأمراض المزمنة فهنا يتم إعطاء الشخص أدوية خافضة للكوليسترول".

أمراض خطرة

وأضافت الكندية: تأتي الأهمية القصوى لمعالجة ارتفاع الكوليسترول هي العلاقة الوطيدة بينه وبين أمراض خطيرة، إذ يعد مسببا رئيسيا لانسداد الشرايين وأمراض القلب والجلطات القلبية أو الدماغية، وهناك أدوية طبية لمعالجة الكوليسترول، مثل الستاتين، وحالياً توجد أدوية تستخدم عن طريق الحقن تحت الجلد ونلجأ لاستخدامها لبعض الحالات.

أما عن القهوة فقد أوضحت الدكتورة أن القهوة نفسها لا تسبب ارتفاع الكوليسترول، ولكن إذا صاحب شربها مواد مضافة معها مثل كمية كبيرة من الحليب كامل الدسم والكريما بكثرة قد تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول.

وعن أهم الدراسات البحثية التي قامت بها وزارة الصحة لمعرفة نسبة المصابين بارتفاع الكولسترول في سلطنة عمان أفادت أن الوزارة قامت بمسح في عام 2017م على مستوى العيادات؛ لمعرفة عدد الناس المصابين به، وبعض الأمراض المزمنة الأخرى مثل السكري، حيث أظهر حوالي 37% من الناس في عمان مصابين بارتفاع الكولسترول الكلي، كما تمت دراسة على مستوى دول الخليج في 2019 للنظر في مدى انتشار الكولسترول الوراثي في المنطقة، وبينت النتائج الأولية للدراسة أن هناك 1 من كل 112 شخصا مصابا بالكولسترول الوراثي، وهو شائع في منطقة الخليج بسبب الزواج بين الأقارب.

أما عن مدى اهتمام وزارة الصحة في توعية وتثقيف أفراد المجتمع بمخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول أفادت الكندية: أطلقت وزارة الصحة في سبتمبر من هذا العام بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ووزارة التربية والتعليم، وجامعة السلطان قابوس، والرابطة العمانية للدهون وتصلب الشرايين حملة استهدفت عدة محاور، منها إقامة فعاليات في مراكز تجارية للتوعية، والتعريف عن فرط الكوليسترول العائلي، وتوعية المجتمع للوقاية منه، واستهدفت الحملة إقامة حملات تثقيفية داخل المدارس من خلال إقامة الندوات، وقياس الكولسترول بين طلبة المدارس خاصة للصف الحادي والثاني عشر، حيث استهدفت الحملة مدارس محافظة الداخلية، ونأمل إقامتها في محافظات أخرى، كما تعاونت هذه الهيئات مع وزارة التربية والتعليم في إدارة فعالية لطلبة المدارس؛ لإنتاج فلم توعوي قصير لطلبة الصف الحادي والثاني عشر حول فرط الكوليسترول العائلي، وحالياً نحن في طور فرز المشاركات وإعلان الفائزين، وقامت بدورها الرابطة العمانية للدهون، وتصلب الشرايين بعمل فعاليات في المراكز التجارية والتعرف والتوعية عن الكوليسترول، كم تم خلالها فحص المشاركين والحاضرين للفعالية لقياس الكوليسترول.

وبينت الدكتورة أن التوعية عن خطورة المرض يحتاج لتعاون مشترك ما بين العاملين في المجال الصحي والهيئات الدراسية والإدارية في المدارس، وتعاون من الناشطين الاجتماعين للمساعدة في توعية الناس؛ لتغيير نمط الحياة إلى نظام صحي؛ للوصول إلى الوزن المثالي، والتشجيع على ممارسة الرياضة.