أمين عام مجلس الوزراء يدشن البوابة العمانية للشراكة الوقفية
أمين عام مجلس الوزراء يدشن البوابة العمانية للشراكة الوقفية
عمان اليوم

الملتقى الوقفي الأول يبحث تفعيل الشراكة وتطوير «الوقف»

02 يناير 2022
المفتي العام يدعو إلى توطيد الصلة بذوي العلاقات وأداء رسالة الخير
02 يناير 2022

- تدشين البوابة العمانية للشراكة الوقفية وتوقيع 3 مذكرات تفاهم

- جلسات حوارية ناقشت ثلاثة جوانب مختلفة في قطاع العمل الوقفي

نظمت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية اليوم ، الملتقى الوقفي الأول، وذلك بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وذلك برعاية معالي الشيخ الفضل بن محمد بن أحمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء.

يهدف الملتقى إلى تعزيز التواصل والتعاون بين العاملين والمشتغلين والمهتمين والداعمين للقطاع الوقفي في السلطنة، من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب فيما بينهم، والإسهام في تطوير الجوانب المتعلقة بإدارة الأوقاف لدى المؤسسات الوقفية بالسلطنة، وإبراز دور الأوقاف في تنمية المجتمع والإسهام في تطوره وتقدمه بجانب المؤسسات الأخرى، وتفعيل الشراكات بين المؤسسات الوقفية وبين المؤسسات العامة والخاصة الأخرى.

توعية الناس

وألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي، مفتي عام السلطنة ومؤسس مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، كلمة افتتاحية قال فيها: «وإذا كان الإنفاق كله مما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويبلغ الناس الدرجات العلا يوم القيامة، فإن خير الإنفاق ما كان باقيًا بعد أن ينتهي عمر الإنسان المحدود، وخير هذه الأعمال إنما هو النفقة الجارية التي يستمر أجرها، لأجل هذا كان لا بد من تقوية روح التعاون بين الجميع من أجل القيام بهذه المسؤولية فإن الإنسان قليل بنفسه كثيرٌ بأخيه، والعمل الذي تقوم به الجماعة يكون عملًا مباركًا».

وأوضح سماحته في كلمته ضرورة توعية الناس جميعًا لأجل المسارعة إلى المشاركة في هذا العمل الخيري الذي يُقرّب إلى الله سبحانه وتعالى زُلفى، كما دعا الناس إلى مشاركة الأعمال الخيرية، ودعا المؤسسات الوقفية أيا كانت إلى توطيد الصلة بذوي العلاقات بها سواء كانت علاقتها بالمؤسسات الرسمية أو الأهلية لأجل بلوغ أهدافها في هذه الحياة وأداء رسالة الخير إلى العالم أجمع.

وذكر الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن حمد الخليلي عضو مجلس الإدارة وأمين السر بالمؤسسة خلال كلمة المؤسسة في حفل افتتاح الملتقى أن فكرة الملتقى قائمة على ترسيخ وتمكين أسباب التكامل والتواصل بين شركاء القطاع الوقفي من مؤسسات وأفراد بغية تحقيق قاعدة متينة للشراكة الوقفية.

وأضاف: إن وجود منصة لتبادل الخبرات ومشاركة التجارب بين العاملين والشركاء والداعمين لهذا القطاع يمثل إضافة نوعية ولبنة جديدة في جسر العودة بالوقف إلى دوره الحضاري، فإن للوقف مكانة وعمقا خاصا في الحضارة الإسلامية.

وأوضح أن علاقة التجربة العمانية بالأوقاف مع العناية بها والحرص على تطويرها باستمرار نابع من خيرية ووعي وفق الله لها أهل هذه الأرض الطيبة، وقد جاء مشروع المؤسسات الوقفية الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حديثا كقالب عصري يتناسب ومتطلبات المرحلة الراهنة، من حيث بنيته التشريعية وهيكلته الإدارية التي تؤسس لمنظومة جديدة تحقق للوقف مزيدا من الصيانة والنماء والديمومة، لا سيما وأنها تستمد جذورها من العمق الشرعي الذي صدر الوقف كمكون أساسي في صناعة واقع المسلمين على مر العصور، كما تستمدها من حصانة القانون العماني الذي منح المؤسسات الوقفية الشخصية الاعتبارية التي تكسبها حقوق أي كيان مستقل وذلك بغية تحقيق أهدافها المخصوصة التي أنشئت من أجلها.

وقال عبدالعزيز بن مسعود الغافري، المدير العام المساعد للأوقاف والأموال وإعمار المساجد ومدارس القرآن الكريم لشؤون الأوقاف وبيت المال في كلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية خلال الملتقى: إن مثل هذه الملتقيات تسهم في تطوير العمل الوقفي والخيري باعتباره جزءا من الواجب الإنساني من خلال حرص منفذيها على تحديث آلياته ليتماشى مع مستجدات العصر الحديث.

وأضاف: إن هذا الملتقى يناقش موضوعات مهمة تعنى بقدرة الأوقاف على العصرنة في الموقوفات والحداثة في نظمه الشرعية والقانونية بهدف تقديم النماذج لمشروعات وقضية مستحدثة تتعاطى مع احتياجات المجتمع المعاصر لتخفيف معاناة الإنسان.

جلسات حوارية

وناقش الملتقى ثلاثة جوانب مختلفة في قطاع العمل الوقفي وذلك من خلال جلسات حوارية، إذ ركزت الجلسة الأولى على تفعيل الشراكة الوقفية بين المؤسسات الوقفية والتحديات التي تواجهها في سبيل تعزيز التكامل فيما بينها، وقد شارك في الحوار الشيخ أفلح بن أحمد الخليلي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفة، والدكتور محمد بن يحيى الخروصي مدير عام الأوقاف والأموال وإعمار المساجد ومدارس القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وعبدالواحد بن محمد المرشدي رئيس مجموعة الصيرفة الإسلامية صحار الإسلامي، وخالد بن جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى، فيما تولى إدارة الحوار الدكتور أحمد بن سالم الخروصي.

وركزت الجلسة الثانية على آلية إدارة المؤسسات الوقفية والممارسات الناجعة للتنظيم الإداري والأسس الفقهية في إدارة الأوقاف.

شارك في الحوار الشيخ خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، وأحمد بن سليمان القصابي مدير شركة ديلويت والدكتور ماجد بن محمد الكندي أمين فتوى بمكتب الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ونفذت هذه الجلسة بإدارة للحوار من عيسى بن سالم الريامي.

واستعرضت الجلسة الثالثة الضوابط والأطر المتعلقة بالاستثمار الوقفي والتحديات التي تواجه المؤسسات الوقفية في الاستثمار الوقفي.

وشارك في الحوار أسعد بن هلال الخروصي المكلف بتسيير أعمال الرئيس التنفيذي في بنك العز الإسلامي، وفهد بن سلطان الإسماعيلي مؤسس شركة تبيان العقارية، وعبدالعزيز بن خليفة السعدي الرئيس التنفيذي لشركة أوبار كابيتال، وأدار الحوار المذيع أحمد بن سالم الكندي.

بوابة الشراكة الوقفية

ودشنت خلال الملتقى البوابة العمانية للشراكة الوقفية «وقف» التي تسعى إلى تقديم خدمات متنوعة تسهل عملية الوقف، فهي تجمع المؤسسات الوقفية والأسهم الوقفية في منصة إلكترونية واحدة، حيث تقدم البوابة معلومات حول المؤسسات الوقفية والأسهم الوقفية وأنشطتها وطرق التواصل معها وذلك بدعم من صحار الإسلامي.

وتهدف منصة وقف إلى تعزيز مفهوم الوقف في المجتمع، تقديم خدمات إلكترونية للمؤسسات الوقفية، وتسهيل عملية الوقف.

ووقعت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية ثلاث مذكرات تفاهم مع مؤسسات مختلفة، الأولى برنامج تعاون مع مؤسسة سراج الوقفية لدعم التعليم، وقعت برنامج التفاهم معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ورئيسة مجلس إدارة المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج»، كما وقعت المؤسسة مذكرة تفاهم مع السهم الوقفي التقني التابع لهيئة تنظيم الاتصالات وذلك بعد تدشين السهم خلال الملتقى، والذي يهدف لتعزيز كفاءة خدمات التقنية والاتصالات في المؤسسات التعليمية، ووقع مذكرة التفاهم عمر بن عبدالله القتبي مدير تنفيذي أول لقطاع تنظيم الاتصالات بهيئة تنظيم الاتصالات، كما وقعت المؤسسة مذكرة تفاهم مع صحار الإسلامي لدعم البوابة العمانية للشراكة الوقفية، وقع مذكرة التفاهم عبدالواحد بن محمد المرشدي رئيس الصيرفة الإسلامية بصحار الإسلامي، ووقعت المؤسسة مذكرة تفاهم رابعة مع بنك نزوى لدعم برنامج تعزيز الوعي الوقفي الذي دشنته المؤسسة في العام المنصرم، ووقع المذكرة خالد بن جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى.

كما نفذت في الملتقى حلقات عمل مصاحبة للمسجلين مسبقا في مجالات متنوعة تعنى بالقطاع الوقفي، وهي: حوكمة المؤسسات الوقفية التي قدمتها شركة ديلويت، وأخرى حول دراسات الجدوى للمشروعات الاستثمارية الوقفية قدمتها شركة أوبار كابيتال وثالثة حول التسويق للعمل الوقفي قدمتها شركة ماتش ميديا.

وأوضح عمر بن عبدالله القتبي مدير تنفيذي أول لقطاع تنظيم الاتصالات بهيئة تنظيم الاتصالات ورئيس السهم الوقفي أن الهدف من مُبادرة السهم الوقفي التقني هو رفع كفاءة خدمات التقنية والاتصالات في المؤسسات التعليمية من خلال توفير مصادر تمويل مُستدامة لتعزيز التعليم التقني في المؤسسات التعليمية بسلطنة عُمان.

وأضاف: إن الجوانب التي تُغطيها المبادرة هي المساهمة في تكلفة أجهزة التقنية والاتصالات اللازمة لتعزيز التعليم التقني بالمؤسسات التعليمية في سلطنة عمان، وسيذهب جزء من عوائد السهم الوقفي لتوفير التكلفة الشهرية للاشتراك في باقات خدمات الاتصالات لبعض المؤسسات التعليمية، وستساهم المبادرة في تغطية تكلفة الدورات التدريبية وتجهيزات بعض المختبرات وتوفير الدعم المالي للاختراعات والابتكارات العلمية الطلابية في مجال التقنية والاتصالات والذكاء الاصطناعي والتقنيات المُتقدمة التي تخدم القطاع، إضافة إلى المساهمة في توفير أجهزة تعليمية تقنية لطلاب أسر الدخل المحدود والضمان الاجتماعي.

وختم قائلا: إطلاق السهم الوقفي يأتي تعزيزًا لدور الهيئة في تنظيم قطاع الاتصالات وتمكين عملية التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية.

ومن جانبه، علّق عبدالواحد المرشدي، رئيس مجموعة الصيرفة الإسلامية بصحار الدولي، قائلًا: انطلاقا من إيماننا الراسخ بأهمية الوقف في نظام التمويل الإسلامي وتأثيره الإيجابي على الصعيد الاجتماعي، بادر صحار الإسلامي بدعم الملتقى الوقفي الأول الذي يضم نخبة من المشاركين والمهتمين بالوقف من عدّة قطاعات. وصاحب هذا الملتقى جلسات نقاشية وحلقات عمل متخصصة من أجل الرقي بالتجربة الوقفية في سلطنة عُمان، كما قمنا في صحار الإسلامي بدعم البوابة العُمانية للشراكة الوقفية «وقف» التي بدورها تجمع الأسهم الوقفية تحت منصة واحدة بهدف تسهيل مشاركة الجمهور الراغبين في الإسهام في منظومة الأوقاف في السلطنة، وبدورنا، نحرص على تعزيز دورنا الريادي تجاه خدمة المجتمع، حيث تأتي هذه المبادرات ضمن إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية لصحار الإسلامي.

وقال خالد بن جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى: استرشادًا بمبادئ الشريعة الإسلامية وانطلاقا من إيماننا الراسخ بأهمية أنشطة المسؤولية المجتمعية الهادفة نحو خدمة المجتمع، يستمر بنك نزوى في دعم تعزيز التنمية الاجتماعية والاستثمارية من خلال شراكاتنا المثمرة مع مختلف المؤسسات، وما رعايتنا للملتقى الوقفي الأول إلا ترجمة لهذه الفلسفة.

وتشكل المؤسسات الوقفية في الوقت الراهن عاملًا من عوامل الرفد المجتمعي، وعليه يتحتم تفعيل الدور التكاملي بين القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية لدعم المؤسسات الوقفية، وبدورنا، سنستمر في دعم جهود المؤسسات الوقفية الرامية إلى نشر الوعي حول مفهوم الوقف وتأثيره على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي.

حظي الملتقى بإقبال من المؤسسات المجتمعية من خلال الشراكة الاستراتيجية من القطاع الخاص ممثلًا في صحار الإسلامي وبنك نزوى وبنك العز الإسلامي والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال LNG وشركة أوبار كابيتال والشركة العمانية الهندية للسماد.