المستشفيات والعيادات الخاصة .. كلفة باهظة تثقل الأعباء ـ المطلوب تقنين الأسعار وتأسيس شراكة حقيقية بين القطاع الصحي العام والخاص

ينظر المجتمع الى المؤسسات الصحية الخاصة على انها تقدم خدمات مساندة للقطاع الصحي الحكومي، للمساهمة في تقديم الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها، وتتعدد الاسباب التي تدفع بالمواطنين للتوجه الى المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج، ومن بينها السرعة في المواعيد وعدم الانتظار لتلقي العلاج في الحالات الاعتيادية، وغيرها من الاسباب.

وعلى الرغم من ان مؤسسات القطاع الصحي الخاص تلاقي اقبالا كبير من قبل ابناء المجتمع، الا ان اسعار الخدمات العلاجية المقدمة بمؤسسات القطاع الخاص مرتفعة وليست في متناول الجميع.

وتستطلع (عمان) آراء عدد من افراد المجتمع حول الخدمات الصحية المقدمة من القطاع الصحي الخاص، وآمالهم في ايجاد آلية مخفضة للآسعار، اضافة الى الارتقاء بالخدمات التي تؤسس لشراكة حقيقية بين القطاع الصحي العام والقطاع الخاص في توفير الخدمات.

وقالت إيمان المعولية: إن مواعيد المرأة الحامل متباعدة في المراكز الحكومية ، فالحامل فترة حملها أحيانا تقلق وتود الاطمئنان بوضع الجنين وصحته، فتضطر للذهاب إلى العيادات النسائية الخاصة التي تتطلب دفع مبالغ طائلة للكشف على صحة الجنين ، يتطلب سعرا لفتح الملف لا يقل عن عشرين ريالا، وللاستشارة الطبيبة سعر آخر ومن غير الأشعة التي تصل أحيانا فوق الأربعين ريالا، لأنه عادة المراجعات الدورية في المستشفيات الحكومية للحوامل للحالات الحرجة.

تأخر الموعد

فاطمة الغمارية قالت:"أعاني من ألم في الأسنان، فتوجهت لقسم الطوارئ بإحد المستشفيات الحكومية للعلاج، بعد أن أجرى لي طبيب الطوارئ المعاينة اللازمة صرف بعض الأدوية المسكنة للألم، وطلب مني أخذ موعد للزيارة القادمة، وحين توجهت لقسم المواعيد ظهر موعدي بعد شهر، وأنا لم أتحمل الألم فذهبت إلى عيادة الأسنان وكانت الضربة القاسية حيث أخذت مني ما يقارب الخمسين ريالا، وطلبت معرفة قيمة تنظيف الأسنان ـ سابقا بعشرة ريالات ـ وتفاجأت بالسعر 30 ريالا.. لماذا؟

تكاليف باهظة

وقال خالد العلوي: "والدتي تعاني من آلام في الركبة وتعجز عن المشي، وأخذت موعدا في المستشفى الحكومي وأخبرنا الطبيب بأنها تحتاج إلى إجراء عملية في الركبة ولكن يتوجب علينا الانتظار ما يقارب السنتين حين يأتي دورها في القائمة، وهذا التأخر في المواعيد التي تعطى للمرضى في المستشفيات الحكومية يضطرهم للتوجه إلى المستشفيات الخاصة، حيث كلفتنا في حدود 7000 ريال عماني".

حل جذري

عفراء العبرية قالت: "أعاني من مشكلة النزول الأبيض فذهبت إلى أحد مراكز العيون المعروفة لدينا لإجراء عملية بسيطة لا تستغرق خمس دقائق، ولكنني انصدمت من تكلفة العملية التي تصل حوالي 900 ريال، وفي حال رغبت بدكتور زائر لإجراء العملية يتطلب مني الانتظار ودفع مبلغ إضافي للعملية حوالي 2500 ريال، لماذا هذا الغلاء، بعدها قررت السفر إلى الخارج لإجراء العملية حيث تكلفة العلاج وتكلفة السفر والإقامة لم تتعد 900 ريال.

راشد النعماني قال إن مشكلة المواعيد في المستشفيات الحكومية تعتبر معاناة حقيقية، لا أعلم السبب هل قلة الكادر الطبي أم كثرة عدد المراجعين بشكل يومي، وهذا ما يدعوني للذهاب والمراجعة للمراكز الطبية الخاصة، ورغم ارتفاع الأسعار الحالية في بعض التخصصات ولكن لا مفر من ذلك.

وقالت عنود الريامية إن مغالاة بعض المستشفيات و العيادات الخاصة في أسعار خدماتها، تؤثر سلبا على الجانب الإنساني للمهنة"مشيرة أن ابنتها خطة علاجها تتطلب العلاج الطبيعي المكثف، ففي مستشفى السلطاني اذهب لكل أسبوع مرة واحدة تقريبا وأخبرني الطبيب ضرورة تكثيف العلاج الطبيعي واللجوء إلى المراكز الخاصة للعلاج الطبيعي، وفي كل جلسة ادفع 25 ريالا للساعة الواحدة وفي حال رغبت بإجراء العلاج في المنزل يتطلب دفع 7 ريالات إضافية، رغم قرب المركز من مسكني لا يتعدى 5 دقائق.

مراجعة ضرورية

بسبب تخوفها من الولادة في مستشفى حكومي نتيجة الوضع الحالي كوفيد 19، تقول زهرة اليعربية، اضطررت إلى دفع حوالي 1500 ريال قيمة عملية الولادة أجريتها في مستشفى خاص وشملت الفحوصات الطبية وغرفة التنويم، وغيرها من الفحوصات للرضيع، ولكن هذه الأسعار بحاجة للمراجعة والضبط لتكون في متناول المرضى، ولولا الحاجة لأجريت العملية في المستشفى الحكومي.

وقال ياسر الرئيسي: أضطر أحيانا إلى دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل تلقي الخدمات العلاجية بالمستشفيات الخاصة رغم أني أتمتع بخدمة التأمين الصحي التي تلزمني بتحمل نسبة من قيمة الفاتورة، وهي تمثل مبلغا كبيرا نظرا لارتفاع أسعار الخدمات العلاجية بالمستشفيات، والتأمين الصحي أحيانا لا يشمل بعض العلاجات مثل الأسنان و العيون وبعض العمليات الجراحية.

أشار علي اليوسفي "بسبب تأخر المواعيد في المستشفيات الحكومية أضطر إلى دفع مبالغ مالية كبيرة في مستشفيات وعيادات خاصة، لا تراعي ذوي الدخل المحدود"، مشددا على ضرورة مراعاة هذه الفئة، خصوصا أن العلاج يعد أمرا إنسانيا بالدرجة الأولى.