عمان اليوم

المخدرات آفة تفتك بالمجتمع.. أحد أسبابها رفقة السوء

29 ديسمبر 2023
متعافٍ يحكي قصة إدمانه طوال 15 عاما
29 ديسمبر 2023

ـ المركز الوطني للإحصاء والمعلومات: 2994 جريمة مخدرات في 2022

ـ د. جمعة العزري: سلطنة عمان ليست من الدول المنتجة أو المستهلكة ولكنها تعد معبرا لبعض الدول لموقعها الجغرافي

ـ محامون: أكثر أنواع المخدرات شيوعا المورفين والتعاطي غالبا يكون في بداية العشرين

يَخرجُ أحمد برفقةِ أصحابه إلى البحرِ قاصدًا السعي للقمةِ العيشِ وهو ما زال في عمر الخامسة عشرة، فهذا ما تعودوه، يحصلون على رزقهم من خيرات البحر، وحينما كانوا يتحدّثون عما يحصل لهم في المدرسة من شجارٍ دائم مع زملائهم يأتي أحدهم ويُخرِج سيجارةً وينثر فوقها الحشيش، فيُشعلها ويقول لأحمد: جرّب! صدقني ستذهب إلى عالمٍ آخر، فيأخذ أحمد السيجارة ويضعها في فمه مثلما أخبره صديقه، ولا يكفّ عن السعال، فيقول صديقه ساخرا: أأنت رجل يا أحمد؟ كُن رجلا قويا، إنّ هذا ما يفعله الرجال. ويوما تِلو الآخر أصبحت السيجارة عادة لأحمد وأصدقائه، ولكن خلال شهرين فقط دخلوا إلى عالم المخدرات الذي أهلكهم وفتك بهم، وكلّما خرجوا من حفرة وجدوا أنفسهم في حفرةٍ أخرى لا خلاص منها؛ فقد رأوا ألوان العذاب والهلاك إلى أنْ أخذهم الموت وكان ذلك العالم الأسود نهايتهم.

وفقاً للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات فقد سُجّلت 2994 جريمة مخدرات عام 2022، منها 2115 جريمة ارتكبها عمانيّون، و879 لوافدين، فإلى متى ستستمر هذه الآفة في القضاء على أفراد من مجتمعاتنا؟ وكيف نحدّ من انتشار هذا السم القاتل الذي بات يهدد شتى جوانب الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية؟ فكلّما تفاقمت هذه المشكلة نتجت عنها مشكلات لا حصر لها! والدراسات تشير إلى تزايد هذه المشكلة التي تؤرق العالم؛ فقد أصبحت لا تقتصر على فئة الشباب وإنما انتشرت بين صغار السن كذلك.

الوصول للمخدرات

وأشارت شرطة عمان السلطانيّة إلى إنّ تهريب المخدرات يكون عن طريق البحر والبر والجو، فبحريا يكون عن طريق إرسال شحنة من دولة إلى الدولة المقصودة وتوضع على الشاطئ مع إرسال إحداثيات للشخص المقصود لاستلامها، وبرا عن طريق المنافذ البريّة أو عبر السياج الحدودي بوسيلة نقل بريّة ويتم وضع المواد المخدرة في أحد أجزاء المركبة، وجوا عن طريق الطيران وتوضع في حقيبة أو يتم ابتلاعها أو يتم لفّها في جسم الشخص أو بطرق أخرى.

ويذكر الدكتور جمعة العزري، المختص في القانون الجنائي بجامعة السلطان قابوس- أنّ هناك مخدِّرات طبيعية تُزرع مثل الهيروين والقات، وهناك مخدِّرات تُصنَّع كيميائيا في المعامل، وسلطنة عمان ليست من الدول المنتجة والمصنِّعة للمخدِّرات، وكذلك لا تُصنَّف من الدول المستهلِكة أي أنها لا تصنف ضمن الدول الأكثر انتشارا لجرائم المخدِّرات، ولكن بسبب موقعها الجغرافي فهي تعد معبرا لبعض الدول المنتجة.

ويضيف قائلا: إن المؤشرات في حقيقة الأمر لأعداد الأشخاص -حسب ما تشير بعض الإحصائيات- الذين ارتكبوا وأدينوا بجرائم متعلقة بالمخدرات عالية مما يدق ناقوس الخطر، ووجوب اتّخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة المخدِّرات.

مجابهة الآفة

ويقول العزري: إنّ لجرائم المخدرات آليات متبعة في سلطنة عمان من أجل مواجهتها ومكافحتها ضمن الاستراتيجية الوطنية، وهذه الجرائم بشتى أنواعها سواء كانت تعاطيا أو ترويجا أو تهريبا لها آثار خطيرة على الفرد والمجتمع وهذه الآثار قد تكون اقتصادية واجتماعية وصحية؛ فهي مزدوجة في خطرها الأمني، ومن مخاطرها أيضا أنّها غالبا ما تكون سببا لارتكاب جرائم أخرى مثل الحوادث المرورية، والجرائم والمتعلّقة بالتعدي على الأشخاص.

ويضيف: أن الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع المخدرات أتت على ثلاثة محاور أساسية: فالمحور الأول تشريعي يتمثل في إصدار القوانين والقرارات والأنظمة المتعلّقة بالتعامل المشروع مع المخدرات والإجراءات التي تُتَخذ في مواجهة من يخرج عن تلك القواعد، وأبرز هذه القوانين هو قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ويتحدث عن مفهوم المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية ويحدد من الجهات المعنية بتطبيقه، وألحقت به الجداول التي تبين ما هي المواد المخدرة والنسب التي إذا تعدّت حيازتها تعد جريمة، أما المحور الثاني فهو إنشاء مؤسسات وطنية هدفها مواجهة هذه الآفة ووضع حلول لها، وأهمها اللجنة الوطنية، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والادعاء العام، والمحور الأخير التثقيف ونشر الوعي من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وخطط لزيارات الأماكن التي تنتشر بها هذه الآفة مثل الجامعات، والمدارس.. ويضيف كذلك فيما يخص المحور الثالث إنّ شرطة عمان السلطانيّة لديها معرض متنقل؛ فرجال الشرطة يتنقلون بين المحافظات والولايات لتوعية الناس وتنبيههم من خلال تعريفهم بالصور المختلفة والمستحدثة للمواد المخدٍّرة، مثل العلك المخلوط بها مواد مخدّرة والسجائر الإلكترونية، فهذه كلها قد يكون ولي الأمر يجهلها أو الأبناء أنفسهم يتم التلاعب بهم فيقعون في دائرة الإدمان ويتم استغلالهم بعد ذلك.

وتذكر شرطة عمان السلطانية أنّ العقوبات المقررة قانونا لجرائم المخدرات والمؤثرات العقلية تختلف بين المهرّب والمروّج والمتعاطي، ذاكرة الفرق بينهم، فالمهرِّب هو من يقوم باستلام المخدِّرات الأساسية من الدول المُهرَّب منها، ويتم الحكم عليه حسب الكميّة فبعض الأحيان تصل إلى 25 سنة وبعضها تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام، والمروِّج هو من يبيع المخدِّرات للمتعاطي، والحكم عليه من ثلاث إلى خمس سنوات، والمتعاطي هو من يستخدم جرعة المخدِّرات في جسمه والحكم عليه من ستة أشهر إلى سنة.

انتشار الآفة

ويقول المحامي موسى العامري: إن انتشار هذه الآفة يكثر بين الذكور، ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تنتشر بكثرة حتى بين الإناث من طالبات المدارس والجامعات، وقد يكون من أسباب انتشارها بين الإناث بشكل أقل هو العادات المجتمعية والحياة الاجتماعية.

ويضيف المحامي أحمد العرفي بأنّ قانون مكافحة المخدّرات والمؤثرات العقليّة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (17 /99) قد نصّ على تعريفات عامة للمخدِّرات وذلك وفق الآتي: «إنّ المخدٍّرات هي كل مادة طبيعية أو تركيبية من المواد المدرجة في الجدول (1، 2، 3، 4، 5) من المجموعة الأولى»، أمّا المؤثرات العقليّة فهي «كل مادة طبيعية أو تركيبية من المواد المدرجة في الجدول (1، 2، 3، 4، 5) من المجموعة الثانية»، أي هناك تصنيفا للمخدرات والمؤثرات العقليّة وتُحدّث باستمرار من قبل وزارة الصحة بالتعامل مع الجهات المعنية.

ويذكر العرفي أنّ أكثر أنواع المخدرات شيوعا في الوقت الحالي هو المورفين، والبداية العمرية لتعاطي المخدرات غالبا تكون في بداية العشرين.

صراع 15 عاما

يحكي أحمد الزدجالي -متعافٍ من الإدمان- قصته مع هذه الآفة الخطيرة التي بدأت وهو في سن الخامسة عشرة واستمرت خمسة عشر عاما. دخل هذا العالم المظلم مع أصدقائه، فبدأ بالحشيش والتبغ وانتقل إلى المورفين والهيروين ومع مرور الأيام لم يكتفِ بذلك فوصل إلى الإبر والكريستال.

يقول: إنّه عالم شيطاني ينغمس فيه المرء ويؤول إلى تدمير حياة الإنسان مثلما وصل الأمر إلى زملائي الذين توفاهم الله بسبب هذا السم، ولكن أشعر أنّ الله تعالى وفقني للخروج منه لحكمة ولأنشر رسالتي إلى الناس.

وبدأت رحلته في العلاج عندما طلب المساعدة من أحد زملائه وذهب إلى مركز العلاج وهي مصحة مختصة لمعرفة حياة المدمن وسلوكياته ومعرفة المشكلة من جذورها، والتحق ببرنامج «زمالة المدمنين المجهولين» وكان لهذا البرنامج دور كبير في تعافي أحمد، حيث جعله يواجه نفسه ويواجه أخطاءه، وجعله أمينا مع نفسه ومع ربّه، ونصيحته لكل متعاطٍ وقع في حفرة هذا العالم الأسود أن يلجأ إلى هذا البرنامج الذي غيّر حياته وأعادها إلى الطريق المستقيم.

يذكر الزدجالي أنّ هناك فروقا بين التعافي والامتناع وهذا ما لا يعرفه الكثير من النّاس، ويجهلون سبب رجوع الشخص للتعاطي بعد امتناعه عنه بعدما تلقي الجهات المختصة القبض عليه، والفرق هو أنّ الممتنع لا يتعاطى، ولكن توجد عنده سلوكيات الإدمان ومشكلات أخرى في طريقة تفكيره.. ويضيف: إنّ الشخص الذي يتعاطى المؤثرات العقلية يصبح مسلوب الإدارة أي يصل إلى مرحلة العجز، وهذه المشكلات توجد عند الممتنع، أمّا المتعافي فهو الذي امتنع عن المؤثرات العقليّة إضافةً إلى أنّه يعرف كيفية التعامل مع أفكاره قبل أن تتحول إلى رغبة ملحّة، والوسائل الأنسب لضبط النفس.

الإدمان

وقالت الدكتورة دينا حسين، متخصصة في علم النفس وأخصائية في الإدمان: إنّ مفهوم الإدمان هو اعتياد لشيء معين يتضخم ويتفاقم مع الوقت، ومن الممكن أن يكون إيجابيا ظاهريا وهو في حقيقته سلبي مثل إدمان الرياضة، أو سلبيا ظاهريا وفي حقيقته سلبي كذلك.

وتذكر الدكتورة منار الخضر، مختصة في علم النفس الإكلينيكي والإدمان أنّ هناك عدة أسباب تدعو الإنسان لسلوك طريق إدمان المخدرات مثل الأسباب التي تتعلّق بالوراثة؛ فيكون انحدار المدمن من أب وأم لهما جينات التعاطي، إضافةً إلى معاشرة الأم في الأشهر الخمسة الأولى لزوج مدخن يؤدي هذا إلى انتقاله عن طريق المشيمة للجنين، وهذا المتغير ما زال تحت الدراسة.. وتضيف قائلةً: إنّ هناك أسبابا تتعلّق بالفرد مثل السمات الشخصيّة مثل أن يقود مرض آخر عند الشخص إلى تعاطي المخدرات، وسمة الاعتمادية وهي التدليل المفرط من جانب الأبوين قد يتحول اعتماد الابن على أبويه إلى اعتماده على المخدّرات، إضافةً إلى الإحساس بالدونية والخجل الاجتماعي، وضعف مهارة حل المشكلات مثل التعامل مع الضغوط، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، وهناك أسباب أخرى تتعلق بالأسرة في أساليب التنشئة مثل التسلط والإهمال أو التدليل الزائد، وأيضا العنف الأسري سواء كان لفظيا أم جسديا، وكذلك التفكك الأسري أي أنّ التواصل والتفاعل بين الأسرة قليل، وإضافة إلى غياب أحد الوالدين بسبب الوفاة أو السفر أو الطلاق، وأخيرا أسباب متعلقة بالمجتمع مثل أصدقاء السوء أو الفقر والجهل.

ويضيف العرفي عوامل ذهاب الشخص للمخدرات وهي قد تكون أسرية مثل القدوة السيئة أي إدمان أحد الوالدين، والتفكك الأسري، وإهمال التربية السليمة ومتابعة الأبناء، وعوامل بيئية مثل أصدقاء السوء، والفراغ، والسفر في سن صغير للخارج دون رقابة، وعوامل أخرى مثل ضعف الوازع الديني، والتهور الزائد وحب التجربة.

وتقول الدكتورة دينا: إنّ هناك عوامل تجعل الفرد يستمر في التعاطي وهي أنّ الفرد يكون لديه مرض الإدمان وسلوكيات إدمانيّة عالية وفي الوقت نفسه لا يلجأ إلى أية وسائل علاجيّة، والعزوف عن الحياة الاجتماعية، كذلك الأعراض الانسحابية التي تظهر عند الشخص عندما يبدأ بالإقلاع عن المادة المخدِّرة مثل آلام في الجسم وهكذا يعود لأخذ المادة المخدّرة.

ويؤكد الدكتور حسين العبري اختصاصي أمراض نفسية أنّ الأعراض الانسحابية لها دور في استمرار المدمن على التعاطي، وفي الوقت ذاته يكون دماغ الشخص قد تعوّد على تلك المادة؛ فيصبح المدمن عاجزاً عن السيطرة على نفسه، إضافةً إلى وجود أصدقاء مدمنين حوله.

وتشير الدكتورة منار إلى أنّ هناك مظاهر جسدية تُمكِّن الأسرة من معرفة وجود مدمن مثل احمرار العين واتساع حدقة العين، وهالات تحت العين، والنعاس والرجفة، وتغير لون الجلد، وخسارة الوزن الناتج عن فقدان الشهية، وتضيف: المظاهر السلوكيّة وهي مثل إنفاق الكثير من المال وطلبه بشكل أكبر، وتظهر سلوكيات عدوانية عند الشخص حتى أنّه من الممكن أن يقبل بأي نشاط إجرامي، وظهور أصدقاء جدد وخصوصا إذا كان المريض في فترة المراهقة، بالإضافة إلى الكذب والمراوغة، والميل للعزلة، وحب المغامرة؛ فالمدمن يميل للشيء الجذّاب لكي يشعر بالإثارة.

وتقول الدكتورة دينا: إنّ الشخص المدمن يكون لديه تغيّب اجتماعي وأسري، وقدرته في الاستيعاب والتركيز تصبح قليلة وتغيّر في طريقة النطق، وكذلك من الممكن ملاحظة سرقة بعض الأشياء من المنزل، وتكمل في حديثها عن نظرة المجتمع للشخص المتعاطي فتقول: إن نظرة غالبية المجتمع بها وصمة، وهذا ما يؤدي إلى عدم لجوء كثير من المتعاطين للعلاج خوفا من نظرة المجتمع.

ويضيف العبري أنّه في بعض الأحيان قد يرجع المتعافي إلى دائرة الإدمان بسبب نظرة المجتمع السيئة له حتى بعد التعافي.

تدمر الصحة النفسية!

تقول الدكتورة منار: إنّ المواد المخدرة تؤثر على كيمياء المخ بشكل سلبي، وهو ما يؤثر سلبيا على الصحة النفسية والعقلية للفرد، بل وتغير طريقه تفكيره، فأضرار المواد المخدرة على الصحة النفسية تتمثل في القلق والأرق وهذا يحدث نتيجة لاختلال توازن بعض الناقلات العصبية في المخ مما يؤدى لتوليد الشعور بالقلق ومن ثم الإصابة به، وأيضا الاكتئاب؛ فالمدمن يشعر بالذنب والعار والدونية وضعف قيمة الذات مما يؤدي للرغبة في الانتحار، إضافة إلى تغيرات سمات الشخصية وهي التي تسمى بسمات الشخصية ما بعد الإدمان (بعض الاضطرابات السلوكية مثل الكذب، المراوغة، السرقة، سرعة الغضب، حب المغامرة) والاضطرابات المعرفية وهي تشمل الأفكار والمعتقدات الراسخة لاكتمال التعاطي. والاضطرابات الوجدانية (عدم التناسب الانفعالي) والاضطرابات الذهانية كالهلاوس السمعية والبصرية.

هلاك أم نجاة

توجّه الدكتورة دينا كلمة لكل شخص وقع في حفرة الإدمان: «يجب أن تدرك أنّ ما لديك هو مرض ولا يجب أن تشعر بالعار وإنما عليك أن تطلب المساعدة لحل هذه المشكلة، واعلم أنّ التعافي من المخدرات ليس مبنيا على النية فقط وإنّما النية والتنفيذ من خلال اتباع الطريقة الصحيحة للتعافي التي تكون على مراحل وليس فقط خروج المادة من الجسم، وكذلك بعد التعافي يجب أن تعود إلى حياتك الاجتماعية والأسرية تدريجيا، وحاول استغلال أوقات الفراغ بما هو مفيد لك».

وتضيف الدكتورة منار: أنّه يجب على الأسرة معرفة أنّ الإدمان ليس انحرافا سلوكيا، ولكنه مرض يحتاج لعلاج في الأماكن المختصّة به، ويجب أن تكون الأسرة متماسكة وتتعامل مع الأبناء بالطريقة الصحيحة أي تحتويهم بالقدر اللازم الذي لا يصل إلى التدليل الزائد.