اللوزتان.. خط الدفاع الأول ضد الميكروبات وتصبح أقل فاعلية عند الالتهاب
يعد التهاب اللوزتين من المشكلات الصحية الشائعة عند الأطفال والمراهقين، وتتطور أعراضه لمشكلات أكثر خطورة إذا ترك دون علاج، وعند إصابة اللوزتين بالالتهاب تصبح غير قادرة على طرد الجراثيم من مجرى الهواء، ومع تراكمها تظهر أعراض مزعجة كالقيء، وسيلان اللعاب، وفقدان الشهية.
وقال الدكتور خالد بن سعيد الزعابي استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى جامعة السلطان قابوس: إن اللوزتين تشكلان خطًا دفاعيًا ضد الميكروبات التي تدخل إلى الفم سواء كانت من الفيروسات أو من البكتيريا، لكن بسبب وجود تجاويف فيهما، تترسب بقايا الطعام مسببة ما يسمى بحصوات اللوزتين التي تكون سببًا في التهابهما، موضحًا أن الالتهاب المتكررة يكون سببًا في استئصالهما جراحيًا إذا زادت عدد مرات الالتهاب عن (٧) مرات في السنة الواحدة أو (٥) مرات في السنة الأولى، أو (٣) مرات في كل سنة لمدة (٣) سنوات متتالية، وكذلك تستأصل اللوزتان إذا كانتا سببًا في تضييق أو غلق مجرى التنفس فيما يسمى بانقطاع النفس الانسدادي النومي.
وقال الزعابي: أثبتت دراسة أجريناها في المستشفى الجامعي أن إزالة اللوزتين عند الأطفال الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي تحسن من جودة النوم، ومن مستوى الإدراك والسلوك لديهم، وسبب ذلك أن انقطاع النفس؛ بسبب تضخم اللوزتين الذي يؤدي إلى نقص كمية الأكسجين في الدماغ، وبالتالي يؤدي إلى أضرار تنعكس على سلوك الأطفال، كما تسبب فرط الحركة، وتؤثر على قدرتهم على التركيز والذاكرة، وقدرتهم على إنجاز المهام الموكلة إليهم، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، والإجراء الجراحي كفيل بتحسين هذا كله.
أضاف: من أسباب استئصال اللوزتين أيضًا اختلاف حجم أحدهما عن الأخرى، ويستدعي ذلك التأكد من عدم وجود ورم خبيث فيها خاصة لكبار السن، ويلجأ الأطباء إلى استئصال اللوزتين للوصول إلى منطقة أعمق، وعلاج بعض الأمراض فيها، مشيرًا إلى أن من الأخطاء الشائعة بين الناس إزالة اللوزتين الذي يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، ولذلك تجد أن بعض الآباء يتخوفون التدخل الجراحي المفيد لأبنائهم؛ بسبب المفاهيم المغلوطة، وفي الحقيقة أن اللوزتين تقل مساهمتهما مع الوقت في الدفاع عن الجسم، وتصبح عالة على جهاز المناعة؛ لكثرة الالتهابات.
ويذكر الزعابي أن إزالة اللوزتين يؤدي إلى تعزيز جهاز المناعة بتقليل الحمل عليه، ومن جهة أخرى ينبغي ألا نغفل عن حقيقة أن جهاز المناعة في جسم الإنسان يتكون من آلاف الغدد اللمفاوية التي تعمل على حمايته من مختلف المخاطر، وبالتالي إزالة اثنتين من الغدد (اللوزتين) لن تؤثر على جهاز المناعة بشكل مباشر، ومن فوائد إزالة اللوزتين أيضًا إعادة الشهية للطفل بعد نقصها؛ بسبب تكرار الالتهابات، وقد يلاحظ بعض الآباء التحول الإيجابي على شهية ووزن الطفل بعد التدخل الجراحي، مؤكدًا أن التدخل الجراحي لا يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن، والحقيقة أن تكرار الالتهابات يؤدي إلى نقص في الشهية أو انسدادها، وبعض الاضطرابات المعوية بسبب الصديد الناتج من التهابات اللوزتين الذي يبلعه المريض دون شعور، ويؤدي في نهاية الأمر إلى نقص في الوزن، ومن الطبيعي أن يتأقلم الجسم بعد إزالة المسبب، وتعود الشهية إلى وضعها الطبيعي، وينعكس ذلك على وزن المريض بعد الإجراء الجراحي.
