«الفيتامينات».. مخاطر صحية على الأطفال تستدعي الاستشارة الطبية
حذرت أخصائية تغذية من مخاطر تناول الأطفال الفيتامينات أوالمكملات الغذائية في مراحل أعمارهم الأولى دون استشارة الطبيب والمختصين، حيث يؤدي ارتفاع تناول معدل الجرعات ومدتها الزمنية إلى مخاطر وأعراض جانبية للطفل، وأشارت إلى أن هناك حالات خاصة تتطلب تناول فيتامينات بصورة منفصلة.
وأوضحت أميرة الناصرية، أخصائية تغذية علاجية أولى بالمستشفى السلطاني، في حوار مع «عمان» أن التطور التقني أسهم في الوصول إلى مستويات عالية من البحث والتقصي، ونشأ جيل من الأمهات أخذن زمام المبادرة والسعي لتنشئة أطفالهن بمستويات عالية من الوعي وبقدرات جسدية وذهنية عالية، إلا أن ذلك السعي تواجهه الكثير من التحديات التي تجعل اتخاذ القرار أكثر صعوبة، بين رغبة الأم بنمو سليم وسريع، وزخم الترويج للمنتجات الصحية.
وذكرت الناصرية أن أفراد المجتمع قد يخلطون بين مفاهيم المكملات الغذائية ودورها في بناء الجسم ومدة احتياجاته الضرورية لها، مشيرة إلى وجود عدة أنواع من الفيتامينات التي يمكن للأطفال تناولها وتلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية، وتشمل فيتامين A الذي يدعم صحة العيون والنمو العام والجهاز المناعي، ويساعد فيتامين D على امتصاص الكالسيوم والفوسفور ويعزز نمو العظام والأسنان، أما فيتامين C فيعزز النظام المناعي ويعمل بمثابة مضاد للأكسدة، ويحمي فيتامين E الخلايا ويدعم صحة الجلد والشعر والأظافر، أما فيتامينات مجموعة ب التي تشمل فيتامين ب1 وب2 وب3 وب6 وب12، فتدعم العمليات الحيوية في الجسم وتعزز صحة الجهاز العصبي، مشيرة إلى وجود مصادر مختلفة للفيتامينات في الغذاء، مشددة على أهمية تناول نظام غذائي متوازن يشتمل على مجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان الحصول على جميع الفيتامينات اللازمة.
وأكدت الناصرية: هناك دواعٍ قد تتطلب تناول الأطفال مكملات الفيتامينات أو تعويض الفيتامين ذاته إذا كان الطفل يعاني من نقص فيتامين محدد، من خلال تحديد نقص الفيتامينات عن طريق الفحص الطبي وتقييم حالة الطفل، وتعويضه بتناول فيتامينات لسد هذا النقص، وهناك فيتامينات ضرورية لنمو وتطور الأطفال صحيا قد لا تكون متوفرة بكميات كافية في النظام الغذائي اليومي، ويتم التوصية بتناول الأطفال فيتامينات متعددة لتعزيز صحتهم ودعم نموهم العام، وفي حالات خاصة يتطلب تناول فيتامينات بصورة منفصلة، مثل الأطفال الذين يعانون من حالات صحية معينة، أوالأطفال الذين يتبعون نظاما غذائيا علاجيا محدودا أو خاصا.
أعراض جانبية
ودعت الناصرية إلى ضرورة استشارة الطبيب المعالج أو اختصاصي التغذية قبل تناول الأطفال للفيتامينات، لكي يتسنى لهم تقديم التوجيه لنوعيتها، وكميات الجرعات والمدة الزمنية وتحديد الفحوصات الدورية لمتابعة استجابة الجسم لها، كما ينبغي التنبه والحذر من زيادة الجرعات التي قد تسبب السمنة أو الأعراض الجانبية لارتفاع مستويات الفيتامين في الجسم خصوصا الذائبة في الدهون منها، على سبيل المثال -لا الحصر- يحتاج الجسم فيتامين أ لصحة العين والبشرة وتعزيز الجهاز المناعي، إلا أن تناوله بكميات تفوق المسموح بها أو ما يسمى بسمية فيتامين أ، تؤدي لاضطرابات المعدة، وصعوبة في التنفس وتشكل عبئا سميا عاليا على الكبد وتؤدي لخلل وظائفها، كما أن الكثير من جرعات الفيتامينات تتداخل مع بعض الأدوية وتؤثر على فعاليتها لذلك فإن المشورة الطبية تؤمن من مخاطر مضاعفات تناول الفيتامينات.
كما دعت الأمهات إلى سلوك مسار واضح لهذه المكملات من خلال الاستشارة المختصة للحصول على إجابة دقيقة وملائمة لظروف طفلها الفردية وكل طفل له احتياجاته الخاصة تبعاً للعمر، والوزن، ومؤشرات الحالة الصحية، والتداعيات العلاجية وأهمها غذائه وتناوله اليومي للنظام الغذائي المتوازن أو حالات النقص الغذائي أو ضعف الشهية.
وختمت الناصرية حديثها بقولها: إن تغذية الطفل السليمة تبدأ منذ أيام حمله الأولى، من خلال غذاء صحي ومتنوع يتسم بالتوازن بين المجموعات الغذائية ويساعد الأم على الحفاظ على مخزون المغذيات وإنجاب طفل معافى يتمتع بالصحة وتتواكب متطلباته مع الرضاعة الطبيعة التي تتبعها الأطعمة التكميلية، وما يتزامن مع رحلة متابعة النمو السليم وأن كل يوم يكبر فيه الطفل تتجدد احتياجاته من الغذاء لضمان نموه الجسدي والذهني وتطور قدراته وتعزيز مناعته.
