العمل الخيري التطوعي في سلطنة عمان .. إسهامات بارزة على طريق التكافل
سعيد الوهيبي: تأهيل الأسر المتعففة وتوفير مصادر دخل ثابتة للمحتاجين
سالم الإسماعيلي: نلبي حاجة المعسرين ونكفل الأيتام وندعم موارد الرزق
مسلم النظيري: الفرق التطوعية بحاجة إلى الدعم المؤسسي الحكومي والخاص
فايزة الموسوية: نسعى إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالدم
جهاد الفارسي: هدفنا المحافظة على البيئة ونشر ثقافة ترشيد الاستهلاك
توسع خلال الآونة الأخيرة نشاط الأعمال الخيرية والتطوعية في سلطنة عمان، من منطلق مبدأ التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع، وخير شاهد على ذلك؛ اللحمة المجتمعية التي شهدتها ولايات شمال وجنوب الباطنة نتيجة تأثرها بإعصار شاهين في أكتوبر 2021، حيث انطلقت الحملات الخيرية والتطوعية من كافة ربوع البلاد تحمل الخير وتقدم المساعدة.
وللوقوف على الأهداف والطموحات التي تسعى إليها الفرق الخيرية والتطوعية، وإلى أي مدى يمكن أن تلبي احتياجات المجتمع لتعزيز مفهوم التكافل، اقتربت"عمان" من الأعمال والمبادرات التي تقوم بها هذه الفرق والتحديات التي تواجهها.
تأهيل المتعففين
في البداية قال الدكتور سعيد الوهيبي نائب رئيس "فريق مطرح الخيري": إن الفريق يعمل تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية التابعة لمكتب سعادة والي مطرح، ويخدم الفريق فئة الضمان الاجتماعي وفئة ذوي الدخل المحدود، حيث يقوم بتوزيع المؤن في شهر رمضان المبارك، وكسوة وأضاحي عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، وإقامة المعارض الخيرية لمنتجات الأسر المتعففة والمنتجة، والقيام بحملات تنظيف عامة بالتعاون مع بلدية مسقط، وحملات التبرع بالدم والمساهمة في مشروع توزيع الحقيبة المدرسية وزيارة الأطفال المرضى المرقدين في المستشفيات وتوزيع الهدايا عليهم، وتنظيف وصيانة بعض المساجد.
وأشار إلى الأهداف الرئيسية للفريق وهي الإشراف على تنفيذ البرامج المقدمة من قبل لجنة التنمية الاجتماعية بولاية مطرح، والنظر في طلبات الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة في العمل الخيري التطوعي، وتنظيم الحلقات التدريبية والعملية والحملات التطوعية والصحية والثقافية، وغيرها من الأعمال ذات المردود الاجتماعي، وتأهيل الأسر المتعففة ومساعدتها في تحويلها إلى أسر منتجة، وإنشاء مشاريع تساهم في إيجاد مصادر دخل ثابتة للأسر المحتاجة.
وتحدث الوهيبي عن آليات عمل الفريق، قائلا: إن الفريق يسعى لتقديم خدمات إنسانية وتطوعية متميزة من خلال برامج وأنشطة مختلفة لبناء وتنمية الفرد، ليصبح عضوا إيجابيا في المجتمع، وإنشاء قنوات تواصل فاعلة بين لجنة التنمية الاجتماعية والمجتمع المحلي، وهو يخضع لإشراف إداري ومالي وفني من قبل لجنة التنمية الإجتماعية بولاية مطرح التابعة لمكتب سعادة والي مطرح، ويحصل على الدعم والمساندة المستمرة من مكتب سعادة الوالي.
وأضاف: من التحديات التي يواجهها الفريق ضعف الإقبال على التبرع المالي من قبل المؤسسات والمتبرعين الأفراد، والذي يحد من قدرة الفريق أحيانا على مساندة الفئات المحتاجة ومنافسة الفرق واللجان الخيرية غير المصرح لها بالعمل في المجال الخيري يخلق تحديا يتمثل في عشوائية العمل التطوعي، والذي يسبب إحجاما من المتبرعين عن المساندة المالية أو المادية لكثرة الطلبات التي يتلقونها، بالإضافة إلى عزوف بعض الكفاءات المتواجدة في الولاية للانضمام إلى الفريق بسبب طبيعة العمل التطوعي، فالمتطوعون مرتبطون بأعمالهم وأنشطتهم الأخرى، وليسوا متفرغين دائما للقيام بالأنشطة المخططة وعدم وجود مقر دائم ومخزن للفريق.
رفع الحاجة
من جانبه أوضح سالم بن راشد الإسماعيلي نائب رئيس "فريق عبري" أن الفريق تأسس لتلبية حاجة المعسرين من أبناء المجتمع، وتم إشهاره رسميا في عام 2017، ووصل عدد المتطوعين بالفريق إلى 120 متطوعا يديرون كافة الأعمال التطوعية التي توكل إليهم بكل رحابة صدر.
وأضاف: لدى الفريق مبادرات في المناسبات والأعياد، ومبادرات ثابتة، وهي: كفالة الأيتام، والتموين الغذائي، وفرحة سجين، ومبادرة سكن، وتأثيث منزل، وهذه المبادرات تديرها لجان تطوعية نذرت نفسها لخدمة المجتمع.
وأوضح أن الفريق يسعى لرفع الحاجة عن جميع الأسر والاعتماد على الذات وإيجاد مصادر دخل من الصناعات المنزلية، لتكون الأسرة قادرة على تلبية كافة احتياجاتها الأساسية.
وأشاد الاسماعيلي بدور لجنة التنمية الاجتماعية بعبري في دعم ومساندة الفريق وتذليل الصعوبات، والعمل على تسهيلها وإيجاد الحلول لتحقيقها، وقال: "التعاون قائم لأبعد الحدود مع أعمال الفريق وخصوصا من وزارة التنمية الاجتماعية ولجنة التنمية الاجتماعية".
جيل واعٍ
وتحدث مسلم بن مسعود النظيري مؤسس فريق "بصمة تغيير التطوعي" حول الفريق، قائلا: يهدف إلى خلق جيل واعٍ بأهمية إدارة وتنظيم الوقت والتطوع والتواصل الاجتماعي والإسعافات الأولية والصحة والرياضة، والكشف عن المواهب والثقافة المالية لدى الأطفال من خلال تطبيق برنامج "أولادنا أمانة"، الذي نستهدف من خلاله فئة الأطفال من عمر 7 سنوات إلى 17 سنة في جميع محافظات سلطنة عمان.
وأشار النظيري إلى أن هناك العديد من المشاركات التطوعية للفريق منها المشاركة في مسابقة "المتطوعون في رمضان " للفترة السابعـة بمشروع "الثقافة الماليـة لدى الأطفال وآليـات الادخار وترسيخها لديهم"، وحقق الفريق العديد من المراكز. وقال: إن الفريق حصل على المركز الأول في الدعم، والمركز الأول في البرامج، والمركز الثالث في الفريق، والمركز الثالث في العلاقات، والمركز الثالث في الإعلام.
وعن آلية عمل الفريق أوضح النظيري أن الفريق يتكون من خمس لجان، وهي لجنة شؤون المتطوعين ولجنة الإعلام ولجنة التدريب ولجنة إدارة الفعاليات و لجنة العلاقات، ومن خلال هذه اللجان تتوزع المهام على جميع الأعضاء، وتعمل كخلية نحل لتوصيل أهداف الفريق من خلال برنامج "أولادنا أمانة". وأضاف: تم وضع قواعد السلوك والتعامل بين الأعضاء في فريق بصمة تغيير؛ بهدف ضمان الاستمرار في التفاعل البناء القائم على الاحترام المتبادل بين الأعضاء والحفاظ على خصوصية كل عضو. وقال النظيري: " تحتاج الفرق التطوعية إلى الدعم من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة وتسهيل الإجراءات لإيصال رسالة الفرق".
نقص الموارد البشرية
من جانبها أوضحت فايزة الموسوية مؤسسة "فريق عمان للمتبرعين بالدم" أن الهدف من الفريق، هو نشر ثقافة التبرع المستدام، وزيادة الوعي بأهمية التبرع بالدم والصفائح الدموية، ومضاعفة عدد المتبرعين الجدد. وعن مبادرات الفريق، قالت: المشاركة في العديد من حملات تبرع بالدم، وتنظيم الفعاليات المرتبطة بالتبرع بالدم مع جهات مختلفة بالتعاون مع بنوك الدم.
وقالت الموسوية إنها حصلت على كوادر عمانية شابة رغبت في الانضمام للفريق من خلال حملات التبرع بالدم، والتواصل مع الفريق عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وتم تنظيم العمل من خلال تقسيم الفريق إلى مجموعة من اللجان واعداد مهام الفريق وأهدافه وتوزيع المهام على اللجان للمتابعة والإشراف. وأوضحت أن الفريق يعمل بنظام العضوية السنوية، لإتاحة الفرصة لانضمام متطوعين جدد، مع المحافظة على عدد مناسب من الأعضاء.
وعن التحديات والعقبات التي تواجه الفريق أوضحت أن الفريق يحتاج إلى الدعم في بعض الأحيان، ومكان مناسب لإقامة الحملات، والذهاب إلى مناطق بعيدة خارج محافظة مسقط لنشر الوعي بأهمية التبرع بالدم والحث على التبرع المستمر، بالإضافة إلى نقص الكوادر البشرية في الفريق كمصممي الفيديو والجرافيك.
التوعية بمكونات البيئة
وقال جهاد بن خالد الفارسي أن فريق "بصمتنا غير" للعمل التوعي يهدف لتفعيل دور العمل التطوعي للمحافظة على مكونات البيئة، وتوعية المجتمع بمكونات البيئة والمشكلات ذات العلاقة بها، من خلال المبادرات والمشاريع التطوعية، ونشر ثقافة التقليل من الاستهلاك.
وأوضح أن الفريق يفتح باب الانضمام إليه سنويا ووصل عدد الأعضاء إلى 80 عضوا. وقال: تم إنشاء لجان متخصصة من أجل تنظيم العمل داخل الفريق، كاللجنة الاعلامية ولجنة المبادرات وأيضا العلاقات الخارجية.
وعن مبادرات الفريق أشار الفارسي إلى أن الفريق قام بعدد من المبادرات وهي معسكر كراكيب الذي يستهدف طلبة المدارس، وفكرته الأساسية استخدام الأدوات غير المرغوب بها وإعادة تدويرها، ومبادرة "لنغرس" وتستهدف محميات السلطنة من خلال عمل برنامج تفاعلي من مسابقات وتحديات داخل المحمية لتوعية المجتمع بأهمية المحميات والتعريف بالمحميات الموجودة في السلطنة، ومبادرة "ظلال" وهي تعمل على زيادة الرقعة الخضراء داخل محميات السلطنة من خلال تشجير المحميات وخلق التوازن البيئي داخل المحميات وتهيئة البيئة المناسبة لزيادة التنوع الحيوي.
وأوضح أن الفريق يعمل تحت مظلة نادي قريات، وخلال الفترة الماضية اعتمدت الكثير من الجهات المعنية على نشاط الفريق لتنفيذ بعض المبادرات، وحصل على الدعم الذي ساعده للوصول إلى أهدافه.
