التغذية المتوازنة بعد العمليات الجراحية تسرّع الشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية
سوء التغذية يطيل أمد البقاء في المستشفى -
قال الدكتور سليمان بن ناصر الهميمي أخصائي أول جراحة العظام بمستشفى نزوى المرجعي: يؤثر سوء التغذية سلبا على نتائج العملية الجراحية للمريض من عدة نواح، والدراسات السريرية أوضحت أن ما يقارب من ثلث المرضى المنومين بالمستشفيات يعانون من سوء التغذية ومعظمهم ممن يعانون من أمراض الجهاز الهضمي، وفقط ما يعادل 10% منهم يتم تشخيصه وعلاجه قبل العملية، مضيفا إن التغذية تهدف بعد العملية الجراحية إلى تسريع عملية الشفاء، وتساعد على العودة إلى الحياة الطبيعية والنشاطات التي يحبها المريض في أسرع وقت ممكن، لذلك من الضروري الحفاظ على نظام غذائي مناسب بعد العمليات الجراحية.
ويفقد بعض الناس شهيتهم بعد الجراحة وبعد تناول الأدوية المسكنة للألم، ومع ذلك، تزيد الجراحة من حاجة الجسم للسعرات الحرارية بالإضافة إلى أن المريض يحتاج إلى مزيد من السعرات لإتمام عملية الشفاء والتحسن، لذلك كمريض عليك تناول وجبات صغيرة حتى إذا انخفضت شهيتك.
المضاعفات المصاحبة
وأشار إلى أن سوء التغذية يشمل نقص الغذاء والتغذية المفرطة التي تؤدي إلى السمنة وارتفاع نسبة سكر الدم، ويتم تشخيص حالة سوء التغذية بعدة طرق مختلفة، وأكثرها شيوعا هي وزن المريض والكتلة العضلية، ومستوى ألبومين الدم، وعدد كريات خلايا الدم البيضاء، ومستوى الزنك في الدم ومستوى السكر التراكمي وهيموجلوبين الدم، مضيفا إن المريض المصاب بسوء ونقص التغذية أو أحدهما تكون فترة نقاهته من العملية أطول، على عكس الشخص الذي يتمتع بحالة صحية جيدة، وعلى ذلك قبل إجراء الجراحة للمريض لا بد من إصلاح أي نقص أو سوء تغذية إن وجد.
وأوضح الدكتور أن سوء التغذية يمكنه أن يؤدي إلى الكثير من المضاعفات المصاحبة للعملية الجراحية وتشمل التهابات الجروح، وبطء التعافي والتئام الجروح، وإطالة مدة البقاء بالمستشفى، وإطالة تشافي المريض ورجوعه للحياة الطبيعية وقد تصل للوفاة في بعض الحالات، وعلاوة على ذلك فإن تكاليف العلاج على المستشفى والمجتمع ترتفع بشكل ملحوظ.
التدخل الجراحي
ومع ذلك فإن الحالة الغذائية للمريض لا تلقى ذلك الاهتمام اللازم قبل التدخل الجراحي، خاصة في العمليات الكبرى، وبطبيعة الحال فإن احتياج الجسم للتغذية السليمة بعد التدخل الجراحي يزداد بشكل ملحوظ لأن الجسم يدخل في حالة هدم مخزون الجسم من البروتينات والعناصر الرئيسية الأخرى لاستعمالها في التشافي للعضو المصاب وبناء الأنسجة الجديدة، ومعها تزداد أهمية الاهتمام بالغذاء الجيد والمتنوع بعد العملية، فإذا كان المريض يعاني من سوء التغذية قبل العملية فإن الوضع يزداد سوءا بعدها.
التعافي السريع
وأوضح الدكتور أن الدراسات والتجارب السريرية أظهرت فروقا واضحة للمرضى المصابين من سوء التغذية عندما تتم تهيئتهم غذائيا قبل العمليات الكبرى من ناحية التعافي السريع وقلة المضاعفات المصاحبة للعملية، وعلى سبيل المثال فإن في حالات استبدال مفاصل الورك والركبة وكذلك عملية العمود الفقري فإنه توجد هناك علاقة وثيقة بين ارتفاع حالات تأخر التئام الجروح والتلوث البكتيري للمفصل وبين السمنة المفرطة وأيضا حالات السكري غير المنضبط.
وأضاف: إن التغذية تبدأ من قبل التدخل الجراحي المخطط له بأسبوعين على الأقل، وتستمر إلى مرحلة التشافي التام وهي متفاوتة حسب نوع التدخل الجراحي، فقد تمتد على سبيل المثال إلى 3 أشهر في حالة استبدال مفصل الركبة، ويشمل ذلك تناول البروتينات التي تأتي من اللحوم الحمراء، والأسماك، والبيض والدواجن، بمعدل 0.8 جرام لكل كيلوجرام يوميا، بالإضافة إلى التقليل من السكريات والخبز الأبيض واستبداله بالخبز الأسمر والحبوب الكاملة كمصدر للكربوهيدرات بما يعادل 250 إلى 350 جراما يوميا، كما يجب إضافة الخضار والفواكه والمكسرات إلى النظام الغذائي لاحتوائها على المواد الغذائية النادرة كالمعادن والفيتامينات.
وللمرضى المصابين بداء السكري، فإن ضبط سكر الدم يجب البدء فيه 3 أشهر قبل العملية ويتم التأكد منه عن طريق فحص سكر الدم التراكمي.
وقال الدكتور: أما في حالة المصابين بالسمنة المفرطة فمن الضروري العمل على تخفيف الوزن بإشراف أخصائي التغذية كون تنزيل الوزن بشكل قاسٍ يؤدي إلى نتائج عكسية من سوء التغذية وزيادة المخاطر المصاحبة للعملية الجراحية، وفي حالات سوء التغذية الشديد قد يحتاج للمريض للتنويم داخل المستشفى وأخذ التغذية بالحقن تحت إشراف أخصائي التغذية والطبيب المعالج إلى حين تحسن الوضع العام للمريض.
