التجارة الإلكترونية عبر منصات التسوق تأخذ مساراً تنموياً يدعم الأسواق التجارية
- انتشار واسع للمنصات الإلكترونية وثقة المجتمع بها
بات التسوق عبر المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي أمراً شبه معتاد عليه خاصة بعد تفشي فيروس كوفيد19، وازدهرت التجارة الإلكترونية في أوقات الحجر والإغلاقات التي فرضتها جائحة كورونا، وشجعت أغلب أصحاب المحال التجارية في الأسواق إلى عرض بضائعهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، والإعلان عن العروض الترويجية التي يقومون بها لتشجيع الزبائن على الشراء عبر تلك المنصات. وتعد التجارة الإلكترونية هي النسخة المستقبلية للتجارة في شكلها الحالي.
قال ناصر بن سيف الغافري مؤسس دكان ماركت: «إن التجارة الإلكترونية عبارة عن شراء وبيع السلع والخدمات، عبر شبكة إلكترونية (الإنترنت)، من التجار إلى الزبائن، وأصبحت التجارة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليوم حيث إننا نرى المجتمع يبحث عن المواقع والتطبيقات التي تلبي أو توفر الخدمات أو السلع التي يرغب في الحصول عليها دون تكبد عناء السفر. ومنذ بداية عام ٢٠٢٠ م انتشرت المنصات الإلكترونية في السلطنة بشكل كبير وذلك بعد ملاحظة إقبال المجتمع على التسوق الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ( الإنستجرام و سناب شات) وغيرها، ومن هذا المبدأ نشأت لدي فكرة تأسيس منصة دكــــــــان ماركت.»
وأضاف الغافري: يعتبر دكــــــــان مــــــــاركــــــت من المنصات الحديثة التي تم تدشينها خلال أواخر العام المنصرم حيث إنها تلبي متطلبات المجتمع المحلي في التسوق الإلكتروني خلال فترة الجائحة وذلك من خلال توفير السلع والمنتجات التي تهم الزبائن، ولخدمة الزبائن بالشكل المطلوب تعمل المنصة كوسيط بين التاجر والزبون لحفظ حقوق الطرفين وتوفر النظام التحكيمي في عملية البيع والشراء عبر المنصة... ولقد تم توفير خدمات الدفع الإلكتروني وكذلك خدمة التوصيل إلى عنوان الزبون (من الباب إلى الباب) وذلك عبر التعاقد مع الشركات الرائدة في خدمة التوصيل محليًا ودوليًا ومنها شركة أسياد ممثلةً عبر بريد عمان. موضحا أن إدارة المنصة تسعى إلى التوسع عبر توفير تجار من دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
ومن أهم الصعوبات التي واجهت تأسيس المنصة الحصول على بعض التراخيص والاشتراطات المحلية والدولية، بالإضافة إلى العثور على الشركات التقنية المتخصصة في مجال البرمجيات وبفضل الله تعالى تم التغلب على تلك الصعوبات واجتيازها، وتم تفعيل المنصة وهي حاليًا متاحة عبر الشبكة العنكبوتية وعبر جميع تطبيقات الهواتف الذكية ونتمنى أن تكون منصة دكــــــــان مــــــــاركــــــت من المنصات الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية.
من جهتها تقول آمنة المعمرية إحدى المهتمات بتجارة وبيع المستلزمات النسائية: أتوقع أن تتوسع التجارة الإلكترونية في السلطنة في السنوات القادمة، كما أن هناك العديد من أنشطة التجارة الإلكترونية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تتيح للأفراد شراء احتياجاتهم من خلالها والدفع عند الاستلام.
وأضافت: من خلال تجارتي المتواضعة لاحظت الإقبال الكبير في التسوق الإلكتروني والتوصيل للمنازل، حتى بعد الحظر والإغلاقات التي سببتها الجائحة، ويبحث الناس دائما عن أسهل الطرق في الحصول علي متطلباتهم اليومية ولذلك اختاروا التسوق الإلكتروني، خاصة في ظل وجود ثقة في المنتجات وأوقات التوصيل. موضحة أن التجارة الإلكترونية لم تؤثر على الوظائف المرتبطة بالشكل التقليدي للتجارة، بل أدى ذلك إلى ظهور أهمية العاملين بالتسويق الإلكتروني بشكل كبير، بالإضافة إلى اتجاه العديد من الأشخاص لإنشاء مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر كتصنيع الملابس والصناعات اليدوية التي يمكن العمل بها من المنزل والتسويق لها وبيعها إلكترونيا مما يوفر فرص عمل جديدة.
تقول نورة بنت هلال البوسعيدية: خلال الحجر كان هذا النوع من التسوق هو المتنفس الوحيد لي، وأصبحت لدي الرغبة في تصفح الحسابات التجارية، والشراء بصورة أفضل واسرع عما كانت عليه قبل الوباء.
وأوضحت أنه مع حظر التجول الجزئي أو الكلي كانت المتاجر الإلكترونية هي المنفذ الوحيد أمام المستهلكين، خصوصا السلع التي أغلقت محالها التجارية مثل الإلكترونيات والملابس وأدوات المطابخ والأغراض المنزلية والأدوات الرياضية وغير ذلك.
وهناك مجموعة من الأشخاص كان لديهم تخوف من الشراء والتسوق إلكترونيا قبل أزمة كورونا، ولكن في ظل الظروف التي فرضتها الجائحة، قاموا بالشراء إلكترونيا لبعض السلع، وبالتالي اعتادوا على التسوق إلكترونيا حتى بعد انتهاء إغلاقات كورونا.
من جهته يقول سالم بن عبدالله الشكيلي: إن التجارة الإلكترونية عبر منصات التسوق في الشبكة العنكبوتية أصبحت اليوم تأخذ مساراً تنموياً يدعم الأسواق التجارية، وانفتح الناس على المنصات الإلكترونية بشكل عام، إضافة إلى سهولة ويُسر التعامل مع هذه التطبيقات التي أصبحت في متناول الجميع. مضيفا أن التجارة الإلكترونية ليس لها تأثير على عمل المحلات التجارية باختلاف منتجاتها، فهي لا تتعارض معها.
وأكد أنه من خلال مكوث الناس داخل منازلهم خلال وجود الجائحة أدى ذلك إلى زيادة الفترات التي يقضيها الأشخاص على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتم التعرف بشكل أكبر على المنتجات الموجودة على مختلف المواقع، وبالتالي شراء الاحتياجات والمتطلبات إلكترونيا.
