«البوت».. شجرة معمرة على سفوح جبال الحجر
تحتضن البيئة العمانية العديد من الأشجار المعمرة وبينها «البوت» التي تنمو ليصل طولها إلى 4 أمتار وتعد من أكثر الأشجار انتشارا في جبال سلطنة عمان، وهي من الأشجار التي تتكاثر ذاتيا دون تدخل زراعي من الإنسان، وثمار البوت التي تباع في الأسواق المحلية ذات أهمية وقيمة غذائية، وتتمتع شجرة البوت بجذع قوي متين وسيقانها متفرعة ذات شكل أسطواني وتكون إما قائمة أو متدلية، وتأخذ الأوراق شكلا بيضيا وهي خضراء ذات حافات مكتملة، وأزهارها بيضاء مختصرة، وتكون في العثاكيل، أما الثمار فهي عنبات لبية تتجمع في عناقيد ويتحول لونها إلى الأرجواني المائل، وتطرح شجرة البوت ثمارها عند بدء قيظ النخيل في يونيو ويوليو من كل عام، وبعض الأشجار قد تتأخر لوجودها في أماكن أكثر برودة من غيرها.
وقال المهندس سعيد بن عاصم العبري، أخصائي نظم بيئية بإدارة البيئة بمحافظة الداخلية لـ«عمان»: إن شجرة البوت التي تعد من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة تنبت بأعالي الجبال وتنتشر بكثافة في جبال الحجر الغربي كجبل شمس والجبل الأخضر حيث البرودة الشديدة شتاءً والتي تحتاجها لتستوفي براعمها كفايتها من البرودة اللازمة لها للإزهار، وتعد شجرة البوت من الأشجار متوسطة الحجم، وأوراقها صغيرة، وفروعها شوكية رمادية اللون، يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار، وأزهارها بيضاء تميل للصفرة، وثمارها دائرية خضراء تتحول إلى اللون الأرجواني القاتم أو الأسود، حلوة المذاق ذات قيمة غذائية ومردود اقتصادي.
وأشار إلى أن شجرة البوت تعد من الأشجار المعمرة النادرة حيث توجد في دول قليلة حول العالم منها سلطنة عمان وإيران وباكستان، وتعد من الأشجار المقاومة التي تعتمد على مياه الأمطار في الري ولا يلزمها رعاية، تزهر مرة واحدة في السنة وتحتاج إلى ما يزيد عن السنة، إلى أن تصل إلى مرحلة النضج، ويتم جني ثمارها في شهري يونيو ويوليو من كل عام.
وأضاف: في إطار المسؤوليات والواجبات المناطة لهيئة البيئة عمدت الهيئة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والمبادرات لضمان تدارك هذه الأشجار المهددة، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر إصدار العديد من التشريعات والقوانين لصون الطبيعة بالإضافة إلى العديد من القرارات الوزارية الخاصة بحماية الأشجار المعمرة والمهددة بالانقراض، إضافة إلى مشروع ترقيم الأشجار البرية المعمرة وهو أحد أبرز المشروعات التي قامت بها إدارة البيئة بمحافظة الداخلية بهدف نشر ثقافة الحفاظ على الأشجار والتحذير من التعدي عليها، حيث يتم تثبيت لوحات معدنية على هذه الأشجار المعمرة من أجل تعزيز الجانب المعرفي والتوعوي بالأهمية البيئية والاقتصادية لهذه الأشجار، كما تم إطلاق برنامج حماية البيئة بولاية الجبل الأخضر، الذي يستمر لشهري يوليو وأغسطس من كل عام، بهدف توعية المواطنين والسائحين بالآثار الناتجة عن السلوكيات والممارسات البيئية الخاطئة من أجل رفع وتعزيز المسؤولية الاجتماعية بضرورة الحفاظ على الحياة الفطرية والأشجار البرية المعمرة مثل البوت والعتم والعلعلان، وكذلك إطلاق المبادرات الهادفة إلى زراعة الأشجار البرية والحفاظ على الغطاء النباتي، وأهمها المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة، التي أطلقتها الهيئة في يوم البيئة العماني 8 يناير 2020م، وإنشاء مشتل بولاية الجبل الأخضر خاص لإكثار أشجار البرية والأنواع التي تنتشر في بيئة الجبال مثل البوت والعلعلان والعتم والطلح.
يجني سكان المناطق الجبلية البوت ويبيعونه في أسواق المدن كسوق نزوى وغيرها من الأسواق، ويمثل البوت مصدر دخل جيد لسكان تلك المناطق لإقبال الناس على شرائه، وتتغدى الحيوانات والطيور على ثماره وأوراقه خاصة في مواسم الجفاف وشح الغطاء النباتي.
