No Image
عمان اليوم

الإجازة الصيفية.. فرصة ثمينة لتعلم الأبناء مهارات المستقبل

01 يوليو 2023
على أولياء الأمور الاستثمار في المواهب وتنميتها
01 يوليو 2023

تتزايد احتياجات الأبناء مع بدء الإجازة الصيفية للبرامج الترفيهية كالسفر والتنزه أو الالتحاق بالمراكز والمعسكرات الصيفية، حيث تشكل متنفسا ووقتا للاستجمام واكتساب معارف جديدة، ويشير أولياء أمور إلى أن هذه الفترة ثمينة لصقل المواهب الأبناء باستغلالها فيما يعود بالنفع لأبنائهم من خلال التوفيق والتوازن ما بين الترفيه والتعلم، فيما يؤكد أخصائيون نفسيون أنه على أولياء الأمور اكتشاف مواهب الأبناء واستثمارها وفتح المجال لممارسة الأنشطة التي يختارونها بما يتناسب ميولهم، وأن تستغل هذه الفترة في صقل مواهبهم بطرق جديدة ومبتكرة لتعلم مهارات المستقبل.

تشير شذى بنت سالم الريامية (أم لثلاثة أطفال) إلى أنها حرصت خلال الإجازة الصيفية على إلحاق ابنها الذي يدرس في الصف السابع بالمراكز الصيفية، ووضعت له برنامجا وأشركته في بعض أنشطة الأسرة، مع قضاء فترات محددة لمشاهدة قنوات تلفزيونية وعلى وجه الخصوص مسلسلات اجتماعية وبرامج أطفال، مشيرة إلى أنها حرصت على أن يعتمد على نفسه في مذاكرة الدروس استعداداً للعام الجديد والاستفادة من كتب شقيقه الذي يسبقه بعام دراسي.

وتقول منى بنت خليفة الحرمية (أم لأربعة أطفال): من أكثر الأمور التي تفرح أطفالي في قضاء وقت الإجازة هو التسجيل في دورات ترفيهية مع أفراد العائلة حيث يتعلمون ويلعبون سويا، شرط أن تكون على مدى يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع، ذلك يشعرهم بالثقة والحب والأمان، وهناك الكثير من النشاطات الترفيهية والتعليمية التي تكون على ذلك الشكل في مختلف المحافظات.

وتقول سارة بنت راشد العجمية: بعد عام مليء بالجهد والمثابرة وبمناسبة تفوق أطفالي في الدراسة قررت مكافأتهم في الفترة الصيفية بالسفر لإحدى الدول الآسيوية للترفيه والاستجمام والتحرر من القيود والنظام اليومي والسهر، واعتبر هذه طريقة جيدة في دعمهم وتحفيزهم وإعطائهم الثقة في كيفية الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية في الدراسة.

مقترحات

وعن أبرز الاقتراحات من المناشط الترفيهية والتعليمية التي يمكن الأهالي استغلالها في الإجازة الصيفية يقول هلال بن عبدالله العلوي مدرب ومحاضر بوزارة التربية والتعليم: هناك بعض التجارب الخاصة باستغلال الإجازة الصيفية وكيف يمكن لأولياء الأمور تحقيق الاستفادة القصوى منها ويمكن الإضافة عليها، كتوفير البيئة المناسبة لتعلم الأبناء سواء بمنصات التعلم الإلكترونية من خلال تعليمهم كيفية استغلال الأجهزة التقنية والاستفادة منها، وتشجيعهم على تبني مشاريع ومبادرات تقنية عبر المراكز الصيفية، مؤكدا ضرورة تعليم الأبناء مهارات المستقبل التي تتضمن مهارات التقنية والمهارات الأساسية والتطبيقية، بالإضافة إلى مهارات الاعتماد على النفس والمسؤولية الفردية وبناء القدرات الجسمية.

وأضاف العلوي: يجب تعليم الأبناء أهمية الوقت وعدم استنزافه فيما لا يفيد وتقسيم الوقتين مشيرا إلى ضرورة حمايته من الإدمان على الألعاب، كما يجب تنشئتهم على الاهتمام بوقت الصلوات وحفظ القرآن الكريم والمواظبة على القراءة الكتب والنوم مبكرا وعدم السهر، وممارسة الرياضة بصورة مستمرة، ويمكن تكليفهم بمسؤولية الاهتمام بالزراعة في المنزل والعناية بها.

وفي السياق قالت نائلة بنت محمود البريدية أخصائية نفسية: إن الإجازة الصيفية بمثابة النعمة العظيمة للوالدين والأبناء إذا تم استغلالها بالطريقة الصحيحة، ومزجها بالمتعة والترويح عن النفس، في حين أنها تكون معول هدم إذا سارت الأيام والأسابيع والشهور دون التخطيط لها أو الاستفادة منها في تعلم الجديد أو تعزيز القيم، مشيرة إلى أنه من المهم أن تكون الخصائص الإنمائية حاضرة في ذهن الآباء بما تتناسب احتياجات أبنائهم، فمن غير المناسب أن يمارس الجميع بمختلف الأعمار ومختلف الخصائص نفس الأنشطة والروتين في الإجازة، ومن الجيد للوالدين السعي الحثيث لبناء قيم جديدة وتعزيز أخرى موجودة عند الأبناء، فالفراغ كفيل بخفض القيم عند الأطفال، ويجب أن يكون الوالدان قبل كل شيء بمثابة القدوة لكل ذلك.

مضيفة: إن من الجيد أن يعزز الوالدان من سياحة التأمل في الإجازة الصيفية، فالتأمل يعزز الصحة العقلية والنفسية والجسدية للجميع، كما يثري الجانب الروحي، وهنا لا أقصد السياحة بمعناها المعتاد وإنما استغلال أي نزهة بسيطة لإثراء التأمل في خلق الله لما له من دور قوي ومهم في إكساب الأطفال الارتباط بالله، وبالكون من حوله، وتعزيز خصائصه النفسية والاجتماعية.

وحذرت نائلة البريدية الآباء من زرع بذور المقارنات بينهم كأسرة والأسر الأخرى في أي جانب، فالإجازة مليئة بمثل هذه الأمور، كما ينبغي تقنين استخدام التكنولوجيا بجميع أنواعها وأن لا يترك الأمر مفتوحا على مصراعيه بدعوى الاستمتاع بالإجازة، لما لذلك من آثار لا يستهان بها، ومن الجيد أن تتضافر الجهود من الأسرة والمؤسسات الحكومية والخاصة لصنع أنشطة مختلفة في الإجازات الصيفية ففيها تصنع جوانب من الإنسان، وتستثمر العقول وتخلد الذكريات ويتشارك الناس الأوقات.

اكتشاف المواهب

وعن كيفية اكتشاف ميول الأبناء قالت نائلة: إن الآباء دائما يهتمون برؤية أبنائهم متميزين وناجحين، وفي هذا العصر أصبحنا نتفق أن النجاح والتميز لا ينحصر في التفوق الدراسي، وإن كان لذلك أهمية خاصة، وإنما يستطيع الإنسان النجاح باستثمار مواهبه وميوله أفضل، وقد يؤمن الكثير من الآباء بهذا الأمر ولكنهم لم يكتشفوا ميول أبنائهم واهتماماتهم، وهناك عدة نقاط تساعد الآباء على اكتشاف ذلك من خلال اللعب وهي الوظيفة التي يستمتع كل طفل بالقيام بها، فمن خلال لعب الأطفال تتفتح الأبواب للآباء لمعرفة ما يحب أطفالهم القيام به من أنشطة ويستمتع به، فملاحظة لعب الأطفال عامل مساعد لمعرفة اهتماماته، كما يمكن سؤال الطفل عن الأنشطة التي يرغب بممارستها وفتح المجال له لممارسة الأنشطة التي يختارها، وملاحظة في أي الأنشطة سيرغب في الاستمرار وفي أي الأنشطة سيرغب في التوقف عنها حتى ولو كان اختارها بنفسه، كما أن الأسئلة التي يطرحها الأطفال، والأحاديث التي يتحدثون بها وطريقة حديثهم قد تكون مؤشرا للوالدين، فهنا تتأكد أهمية ملاحظة الوالدين لكل ذلك، مما ينبغي التشجيع المستمر والدعم وعدم التقليل من أي نشاط، مشيرة إلى أن اكتشاف الميول والمواهب قد تأخذ أحيانا بعض الوقت، وفي كل إجازة يستطيع الأطفال أن يمارسوا مجموعة من الأنشطة ليعرف الوالدان أين توجد اهتمامات الطفل ومهاراته ليأتي التركيز عليها لاحقا في إجازات أخرى.