الأكاديمية السلطانية للإدارة تحتفل بتخريج أول دفعة من برامجها
- د.علي اللواتي: المساهمة في بناء جهاز إداري مبتكر وصانع للمستقبل
- أمل السبتية: استطاع البرنامج أن يدعم النظر في تحسين الإجراءات وحوكمتها
احتفلت الأكاديمية السلطانية للإدارة بتخريج أول دفعة من برامجها في "برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي" الذي يهدف إلى إعداد قيادات وطنية ممكنة في مجالات رسم وصياغة وتنفيذ السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق التنافسية الوطنية، ضمن مسارين متوازيين لأصحاب السعادة الوكلاء والمديرين العامين -ومن في حكمهم- بوحدات الجهاز الإداري للدولة.
تخلل البرنامج عدد من الزيارات الميدانية للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في طرق رسم وصياغة وتنفيذ السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي، بالإضافة إلى تصميم المشاريع وآليات التغلب على التحديات.
وقال سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة إن "برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي" جاء تنفيذا للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتطوير القيادات الوطنية التي تعمل على رسم وإعداد السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي، وذلك لتعزيز آفاق الاقتصاد العُماني وتنافسيته والمساهمة في بناء جهاز إداري مبتكر وصانع للمستقبل.
التوجهات العالمية
وأضاف سعادته أن مخرجات البرنامج من القيادات الوطنية ضمن مساريّ أصحاب السعادة الوكلاء والمديرين العامين – ومن في حكمهم- بوحدات الجهاز الإداري للدولة قد اطلعوا خلال مشاركتهم في البرنامج على التوجهات العالمية وآخر التطورات في التفكير والتخطيط الاستراتيجي، ورسم وصياغة السياسات العامة وأدوات تنفيذه، مما ساهم في إكسابهم القدرة على رسم وتنفيذ السياسات العامة بمنهجيات علمية محكمة تتسم بالوضوح والواقعية، بالإضافة إلى تحليل وتطوير الاستراتيجيات والسياسات لتحقيق أهداف السياسة العامة، وترجمة الاستراتيجيات الوطنية إلى خطط عمل تنفيذية تسهم في تعزيز مبدأ التعاون بين وحدات الجهاز الإداري للدولة.
وأكد سعادته على أن التفوق الذي يحدث الفرق على المستوى العام ليس تفوقا فرديا وإنما تفوق تكاملي بين القيادات، فالتعاون والعمل بمفهوم الفريق هو الأساس، وأن النجاح في خضم التحديات العالمية الراهنة يقتضي العمل بكامل طاقة المؤسسات، وأن ننظر للمؤشرات والمستهدفات على أنها الحد الأدنى المقبول وليس سقف الطموح، ومن المهم أن لا نحيد عن الغاية الأسمى من العمل الحكومي والتي هي الوصول بالقدرة للوفاء بالتطلعات المجتمعية الآنية والمستقبلية.
وأوضح روجر تان مساعد الرئيس التنفيذي لكلية الخدمة المدنية بسنغافورة أن البرنامج استقطب حوالي 60 شخصا من أبرز الشخصيات القيادية في القطاع الحكومي بسلطنة عمان، بهدف خلق الفرص لإيجاد مساحة للفهم المشترك وبناء شبكات عبر مختلف المؤسسات، مشيرا إلى أنه تطرق إلى العديد من المواضيع والجوانب المتعلقة بالسياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي، كما تؤكد سنغافورة على التزامها المستمر في هذه الشراكة والعمل جنبا إلى جنب مع سلطنة عمان سعيا نحو مستقبل مشرق.
استشراف المستقبل
واستهدف المسار الأول (24) مشاركًا من أصحاب السعادة الوكلاء ومن في حكمهم بوحدات الجهاز الإداري للدولة، والذي تناول التطورات العالمية والإقليمية ذات الصلة بالتفكير الاستراتيجي والتخطيط، وصياغة السياسات العامة وتقويمها، وأفضل الممارسات في مجال مراجعة السياسات، وحلقة عمل في التفكير والاستشراف المستقبلي، والتنافسية في سلطنة عُمان، وكيفية تعزيز التعاون والتنسيق بين وحدات الجهاز الإداري للدولة لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"، بالإضافة إلى العمل على مشاريع تطبيقية.
أما المسار الثاني فاستهدف (34) مشاركا من مديري العموم ومن في حكمهم بوحدات الجهاز الإداري للدولة، بواقع (9) وحدات تعلم تنفيذي، تركزت حول التوجهات العالمية الحديثة في مجالات صياغة السياسات العامة وتحديات تنفيذها، وترجمة الخطط الاستراتيجية إلى خطط تنفيذية، وتحليل مؤشرات التنافسية بسلطنة عُمان، بالإضافة إلى تقديم مشاريع تطبيقية وزيارة تعليمية لسنغافورة.
وتم تنفيذ البرنامج بالشراكة مع كل من كلية "الخدمة المدنية" التي تُعد المؤسسة التعليمية المركزية للخدمة العامة بسنغافورة، وكلية "لي كوان يو للسياسات العامة" التابعة لجامعة سنغافورة الوطنية والتي تُعد من أفضل الجامعات الآسيوية، بالإضافة إلى "المعهد الدولي للتطوير الإداري" (IMD) من سويسرا، والذي يُصنف كواحد من أرقى المعاهد عالميّا في مجال الاقتصاد والإدارة.
التفكير الاستراتيجي
وقالت المهندسة أمل السبتية مدير عام التخطيط بوزارة العمل: تجلى الأثر من نتائج برنامج السياسات والتخطيط الاستراتيجي على المستوى الشخصي في إدراك أكبر لمستوى التفكير الاستراتيجي، أما على المستوى المجتمعي فساعد في ترسيخ مبدأ المسؤولية التشاركية والشفافية التي تعد مطلبا أساسيا لإنجاح أي سياسة، وعلى المستوى المؤسسي استطاع البرنامج أن يدعم النظر في تحسين الإجراءات وحوكمتها، حيث إنها تعتبر عامل نجاح رئيسيا في العمل، وعلى المستوى الوطني، فإن المصلحة الوطنية أولوية لا يُعلى عليها ولابد أن تجتمع الخطط والسياسات لما فيه مصلحة الوطن.
وأضاف العميد ركن ناصر القتبي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية: ساعد البرنامج في تكوين رؤية واضحة في كيفية رسم السياسة العامة والتخطيط الاستراتيجي لكل جهة حكومية بحيث يكون هناك مزيد من تحقيق التناغم والتوافق بين مؤسسات الدولة المختلفة مبنية على الواقع والحقائق، إضافة إلى وجود قيادات شابة قادرة على استيعاب المتغيرات المتسارعة وخاصة في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
تبادل الأفكار
وأشار هشام بن سالم الحميدي مدير عام التخطيط بوزارة المالية إلى أن البرنامج ساهم في تعزيز مهارات صياغة السياسات وتنفيذها وترجمة استراتيجياتها إلى خطط عمل، إلى جانب التعرف على خطط القطاعات الاقتصادية المختلفة عن كثب بما يسهم في مواءمة وتكامل الأدوار لتحقيق رؤى وسياسات الدولة بكفاءة عالية.
وقالت جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم: إن برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي أحد البرامج الهادفة والمثرية لتبادل الأفكار وتشارك الرؤى مع القيادات وصناع القرار من مختلف القطاعات، مشيرة إلى أن أكثر ما تميزت به رحلة البرنامج هو التعرف على تجارب الدول في صياغة سياساتها العامة وتحديد توجهاتها وترتيب أولوياتها بما يتناسب مع ما تمتلكه هذه الدول من مقومات اقتصادية وجيوسياسية وموارد بشرية تشكل حجر الأساس لنجاح خططها وأهدافها، وكانت رؤية عمان 2040 حاضرة في كل ما تعلمناه في البرنامج، وكانت محور الحديث مع ضيوف الشرف الذين استضافتهم الأكاديمية من داخل سلطنة عمان وخارجها.
وتواصل الأكاديمية السلطانية للإدارة تنفيذ برامجها من أجل تأهيل وتطوير القيادات الإدارية الحالية، وإعداد القيادات الواعدة في القطاعين العام والخاص بما يتناسب مع احتياجات المستقبل في ظل الاقتصاد الجديد، وتأهيل وتطوير الكفاءات الإدارية التخصصية في القطاعين العام والخاص بالمعارف والمهارات والفكر الإداري الحديث، والمساهمة في تطوير بيئة عمل حكومية محفزة وسريعة الاستجابة للاحتياجات المتغيرة للمواطن والقطاع الخاص.
