No Image
عمان اليوم

استشاري: الخطأ في تشخيص الوفاة الدماغية يقترب من 0%

18 فبراير 2023
حركات لاإرادية قد تستمر48 ساعة بعد الموت
18 فبراير 2023

مع تطور العلم وتقدم الطب بمرور السنوات تغير مفهوم وتعريف الوفاة البشرية، إذ اقتصر المفهوم قديما على توقف القلب وبعد توصل الطب إلى إمكانية إنعاش القلب واستخدام أجهزة التنفس لاستمرار المريض في الحياة ارتقى التعريف إلى الوفاة الدماغية بالتوقف النهائي لوظائف الدماغ وخاصة منها جذع الدماغ.

وبحسب وزارة الصحة فإن الخطأ في تشخيص الوفاة الدماغية يكاد يصل إلى 0% في سلطنة عمان مع أهمية وجود طبيب استشاري في طب الأعصاب لتشخيص حالة الوفاة الدماغية مع أهمية العمل بالبروتوكول العماني لمثل هذه الحالات.

وقال الدكتور جابر الخابوري، استشاري أول طب أعصاب بمستشفى خولة لـ"عمان": إن الوفاة الدماغية يمكن تعريفها بأنها الوقف النهائي لوظائف الدماغ البشري ويتجسد ذلك في أن المريض لا يستجيب لأي نداء أو آلم، وموت الحركات اللاإرادية في جذع الدماغ مع عدم القدرة على التنفس.

وقد أسهم العلم في تغيير مفهوم الوفاة إذ كان قديما تحدد الوفاة بتوقف القلب لكن مع مرور السنوات شهد الطب تقدما معرفيا ويتركز هذا التقدم في مجالين هما إمكانية إنعاش القلب في حالته توقفه، إضافة إلى توصل العلم لاستخدام أجهزة تنفس في حالة توقف تنفس المريض، ومن هنا بدأ تعريف الوفاة يختلف مع مرور السنين وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن تعريف الوفاة اليوم يكمن اليوم في التوقف النهائي لوظائف الدماغ وخاصة جذع الدماغ.

وأشار إلى أن هناك أسباب عديدة للوفاة الدماغية بينها توقف القلب وانقطاع الأكسجين والدم عن الدماغ مما يؤدي إلى موت وظائف الدماغ الأساسية مع استمرار بعض الحركات اللاإرادية حتى بعد وفاة الدماغ، إضافة إلى الجلطات وبينها الجلطات الكبرى التي يسببها في نزيف كبير في الدماغ مع توقف جزء كبير من الدماغ، وكذلك الحوادث المرورية الشديدة من الممكن أن تتسبب في تلف شديد للدماغ مؤديا إلى وفاة الإنسان، ومن بين الأسباب أيضا الالتهابات الشديدة في الدماغ والأورام الدماغية وفشل الكلى والكبد التي نادي في حالة استفحالها وعدم إمكانية علاجها إلى الوفاة الدماغية.. مشيرا إلى أن العلماء والخبراء في العالم وضعوا تعريفا وشروطا لتشخيص الوفاة الدماغية والبدء في فحص الدماغ، مع وجود برتوكولات في مختلف دول العالم، وسلطنة عمان وقد استحدث البروتوكول العماني لتشخيص وفاة الدماغ إذ لابد في التشخيص أن يكون الطبيب استشاريا متخصصا في طب الأعصاب أو طبيب جراحة الأعصاب وهذه من الأساسيات في تشخيص الوفاة دماغياًا، كما أننا وضعنا بروتوكولا للحيلولة دون وقوع خطأ في تشخيص الوفاة دماغيا.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الدواء الأمريكية قاموا بدراسات عديدة لنسبة الخطأ في تشخيص الوفاة دماغيا اقتربت نسبة الخطأ من 0%، لكن من المشاكل التي تحدث في تشخيص الوفاة الدماغية أن الطبيب الذي يقوم بالتشخيص غير متخصص في طب الأعصاب وليس متمكنا أو أن البروتوكول لم يوضع بالشكل الصحيح، وبحسب بروتوكول وزارة الصحة فإن الخطأ في التشخيص تكاد تقترب من 0%، موضحا: أن المريض قد يتوقف قلبه مع تأخر في إنعاشه مما يؤدي إلى وفاة الدماغ لكن بسبب الإنعاش واستخدام أجهزة التنفس من الممكن أن تستمر دقات القلب والتنفس مع العلم أن المريض لا يمكن القول أنه على قيد الحياة وإنما متوفى أكلينيكيا أو سريريا وهنا يأتي دور استخدام البروتوكول وبقية الإجراءات لتشخيص الوفاة، أما بالنسبة إذا ما توفي المريض دماغيا دون التمكن من إسعافه فإن القلب يستمر في الخفقان لدقائق معدودة مع استمرار بعض الحركات اللاإرادية لنحو 24 ساعة سواء في القدم أو اليد أو الرأس وهذه الحركات تصدر من الحبل الشوكي بحسب العديد من البحوث الطبية وقد تستمر بعض الحركات اللاإرادية لـ48 ساعة ويعتقد أهالي المتوفى أنه على قيد الحياة وهذا ليس صحيحا.