إدمان الألعاب الإلكترونية.. ظاهرة خطيرة تهدد حياة أطفالنا
- الأطفال المدمنون يعانون من القلق والعنف والعصبية الزائدة
- الإصابة بخلل في التركيز وزخم في المعلومات
- إصابة الأطفال بـ"النموفوبيا" واضطرابات في النوم
- فقدان مهارات التواصل الاجتماعي ولغة الحوار
يظهر الإدمان على الألعاب الإلكترونية عند الأطفال عندما يفقد الطفل القدرة على التحكم في عدد الساعات التي يقضيها على الألعاب، ممّا يؤثر بصورة سلبية على حياته سواءً كان في الجانب السلوكيّ أو النفسيّ أو الصحيّ،، وفي الآونة الأخيرة شكّل هذا الإدمان ظاهرة لا تخفى مخاطرها، وهذا الاستطلاع يسلط الضوء على أبرز المخاطر المترتبة على هذه الظاهرة.
- المخاطر السلوكية
أوضحت مريم بنت محمد الرواحية أخصائية اجتماعية حول المخاطر السلوكية التي سببها إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية قائلة: يحتوي الكثير من الألعاب الإلكترونية على أفكار وسلوكيات وقِيَم دخيلة على مجتمعنا، بالإضافة إلى الألفاظ غير اللائقة التي يكتسبها الأطفال من خلالها، ثم يمارسونها في حياتهم دون إدراك لمدى خطورتها عليهم وعلى المجتمع.
وأضافت الرواحية إن الألعاب الإلكترونية تجعل الأطفال منعزلين اجتماعيا مما يُفقدهم مهارات التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما نرى الأطفال المدمنين على الألعاب الإلكترونية يعانون من القلق، والتوتر والعنف، والعصبية الزائدة، وعدم التركيز عند التحدث إليهم، فكما يبدو لهم أن الألعاب الإلكترونية متعة وإثارة، ويحاكون ما يجدونه فيها في سلوكياتهم اليومية دون تمييز بين الصواب والخطأ.
- المخاطر النفسية
وعن المخاطر التي سبّبها إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية علّقت نصرة بنت عزيز الريامية أخصائية نفسية بأنّ هناك العديد من المخاطر النفسية، ومنها أنّ الأطفال المدمنين يتّصفون بصفة التسويف؛ إذ يقومون بتأجيل أعمالهم، ويماطلون في أداء المهمات المطلوبة منهم، مشيرة إلى أنّ الإدمان سبّب لبعض الأطفال سوءا في إدارة الوقت، بالإضافة إلى إصابة بعض الأطفال بخلل في التركيز وزخم في المعلومات، حيث إنه يؤثّر على الجانب المعرفيّ للطفل.
كما أشارت إلى أن الإدمان سبّب إصابة الأطفال بـ"النموفوبيا"؛ وهو قلق الانفصال عن الجهاز الإلكتروني، فبمجرد فقدان الطفل للجهاز يُصاب بنوبة من الهلع والخوف نتيجة عدم امتلاكه جهازه الإلكترونيّ. وأكدّت الريامية على أن فقدان لغة الحوار هو من المخاطر التي سبّبها الإدمان، حيث إنّ الطفل يميل إلى العزلة، وبالتالي تنتج عن ذلك قلة العلاقات الاجتماعية، ويميل الطفل إلى العلاقات الإلكترونية.
وقالت الريامية: كما أنّه سبّب لدى العديد من الأطفال اضطرابات في النوم، إذ إنّ الطفل يكون نائما ولكن عقله لا ينام، ومن المحتمل أن يقول الطفل المدمن بعد استيقاظه من نومه كأني لم أنم، ممّا تنتج عنه رغبة الطفل في النوم لفترات طويلة.
كما أكدّت الريامية على وجود الكثير من الدراسات التي تحدّثت عن علاقة الإدمان بميل الطفل إلى الوحدة، وكذلك اتّصافه بالقلق الدائم، وتراجع العلاقات الاجتماعية، وقد تمّ إثبات كل هذا من خلال الدراسات. وأضافت إنّ الطفل المدمن يفتقر المتعة التي يشعر بها عند ممارسة أنشطة يحبها، حيث إن هناك أطفالا كانوا يستمتعون بالرسم ولكن بعد الإدمان على الألعاب الإلكترونية فقدوا متعة الرسم.
وأشارت نصرة إلى ملاحظة مهمة ألا وهي اضطرابات في الهوية، حيث إن الأطفال المدمنين يظهرون بهوية غير هويتهم ويعود ذلك إلى أن الطفل لا يثق بذاته، مضيفة إنّ الطفل المدمن يكون أقل رضى بما تقدمه له الحياة، وكذلك الهروب من المشاكل الحياتية، وذلك من خلال هروبه إلى الواقع الإلكتروني.
- ملاحظة أولياء الأمور
وعن ملاحظة أولياء الأمور لبعض الأطفال قالت صفوى بنت أحمد البلوشية: إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية سبّب العديد من المخاطر سواءً على الجانب النفسيّ أو السلوكيّ، وعلى سبيل المثال لا الحصر سبّب هذا الإدمان سلوكا عدوانيا من خلال تقليد مشاهد القتل والعنف التي يرونها في مثل هذه الألعاب، ممّا دفع البعض إلى ارتكاب جرائم قتل فعلية تجاه أخته أو أمه من باب التقليد لا غير؛ لأنه في مرحلة عمرية لا يدرك خطورة مثل هذه الأفعال.
وأضافت البلوشية إنّ من الناحية النفسية، نجد أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال يعانون من الخوف والتردد والانطواء؛ لانعزالهم المستمر عن العالم الخارجيّ، وعن التعامل المباشر مع أقرانهم أو العالم الخارجيّ على وجه العموم.
وأشارت بدرية بنت ناصر السعدية إلى أن إدمان الإلكترونيات من أسوأ مخاطره هو التقليد الأعمى لما يشاهده الطفل من مقاطع وألعاب والشرود الذهني المستمر الذي يتبعه ترك فروض وواجبات ومهمات عليه القيام بها، وعدم القدرة على تذكّر معلومات بسيطة قد استذكرها قريبًا، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى جمود العقل عن التفكير، وسيطرة هذه الألعاب والمقاطع على تطوّر التفكير لديهم.
