أولياء أمور: جودة التعليم اساس المفاضلة بين المدارس الحكومية والخاصة
يعد التعليم ركيزة أساسية من ركائز المجتمع، فهو المحرك الحقيقي والفعلي لتنمية وبناء المجتمع والأجيال سواء من الناحية المعرفية أو الثقافية الفكرية وكذلك الناحية الاقتصادية التي تعد شريان المجتمع والحياة، فالتعليم ضرورة من ضرورات الحياة وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور لمستقبل زاهر.
التعليم في سلطنة عُمان ينقسم بين التعليم الحكومي والخاص، حيث إن بعض أولياء الأمور يفضلون لأبنائهم المدارس الخاصة والبعض الآخر عكس ذلك يفضلون المدارس الحكومية، ولكل أسبابه في هذا الصدد.
«عُمان» استطلعت آراء بعض المواطنين في هذا الصدد وجاءت آراؤهم كالتالي:
خالد بن عبدالله الحوسني من ولاية الخابورة يقول: ابتداء «تحتاج فترة الطفولة إلى اهتمام أكثر من قبل الوالدين ومؤسسات الرعاية والتربية وتوفير جميع الوسائل التي تؤدي إلى نمو الطفل الجسمي والحركي والنفسي والعقلي والاجتماعي، إلى جانب توفير الأمان والراحة والحنان وتوفير الغذاء الجيد والتعليم وتنمية الفكر وتنمية التواصل الاجتماعي».
واستطرد قائلاً: إن المدارس الحكومية يتم فيها تحديد المناهج الدراسية فتتَّبِعُ جميع المدارس المنهج نفسه، والقبول والاختبارات أيضا.
أما المدارس الخاصة فلديها مرافق وبنية أفضل وتكنولوجيا حديثة عند مقارنتها بالمدارس الحكومية كما يتم تحديد مناهج المدرسة من قبل الإدارة لذلك ليس لديهم منهج مشترك وحجم الفصل الدراسي أصغر من حجم المدارس الحكومية وهذا يرجع أساسا إلى توفر الموارد والمرافق.
وأكد أن بعض الأهالي يأخذون في الاعتبار قرب موقع المدرسة من البيت، وسهولة الوصول إلى المدرسة، بالإضافة إلى الأقساط الدراسية، وآخرون ينظرون إلى جودة التعليم عند تقييم المدارس مما يعني أنهم على استعداد لدفع أقساط أعلى والذهاب إلى مدارس أبعد عن مكان سكنهم إذا كان ذلك يعني ارتياد أبنائهم مدرسة ذات سجل أكاديمي أفضل.
واختتم كلامه قائلا: إننا غالبا ما نسأل عن أفضل مدرسة وجوابنا: إن الأمر يتسم بالتعقيد؛ إننا نقر بوجود العديد من خيارات المدارس، إن عملية الاختيار والالتحاق قد تشكل عبئا كبيرًا على الأهل في اختيار المدرسة يكون بتقييم المدرسة ورؤيتها وقيادتها وليس بنسبة عدد الطلاب.
أما عبدالله بن جمعة الشموسي من ولاية صحم فقال: هناك ميزات في التعليم الخاص؛ حيث يعتقد بعض أولياء الأمور أن المدارس الخاصة أفضل من المدارس الحكومية من حيث إنها تقدم تعليما متميزا ومرتفعة التحصيل مقارنة بالتعليم العام ويحاول أولياء الأمور الذين يرسلون أطفالهم إلى مؤسسات التعليم الخاص دفعهم إلى تحقيق مستويات أعلى في النجاح ورفع مستويات التحصيل العلمي لديهم أو يستهدفون توفير رعاية ذات مستوى أعلى أو توفير بيئة آمنة للحفاظ على سلامة الطلبة.
وهناك «نقطة أساسية» وهي التخاطب بحرية أكبر مع معلمي المدارس الخاصة وكذلك تبذل مؤسسات التعليم الخاص جهودًا أكثر من مؤسسات التعليم الحكومي لرفع معيار التعليم وشحذ همم الطلبة لنجاح وتحسين أدائهم الدراسي وذلك لزيادة الإقبال على المدارس الخاصة.
وأشار إلى أن السمعة الأكاديمية لها دور مهم في اختيار نوع واسم المدرسة الخاصة من كادر إداري وتدريسي، فتوجد عدة مدارس متميزة خاصة يستفيد منها الطلبة ويكتسبون المعرفة وتعلم لغة العصر التي هي اللغة الإنجليزية.
وأكد أن هناك تأثيرا كبيرا يرجع لنسبة أعداد الطلاب في المدارس واختيار أولياء الأمور المدرسة الأنسب لأبنائهم من حيث كثافة الطلاب في الصف لها تأثير سلبي؛ وكلما زاد عدد الطلاب في الصف قلت مشاركة وتفاعل الطلبة.
أما علي بن جمعة الزعابي من ولاية السويق فقال: من أسباب رغبة أولياء الأمور في تدريس أبنائهم في المدارس جودة التدريس والمكان المناسب للتعلم لأن التعليم الحديث يحتاج هذه المقومات بعد كثرة الناس وكثرة الضجيج.
وأشار إلى انه يمكن للوالدين مراعاة هذه الأسباب لتهيئة الأبناء قبل الاختيار فبعض الذين يعيشون في القرى يفضلون المدارس الحكومية عن الخاصة بسبب أن المدارس الحكومية يكون فيها الطلبة من نفس (القرية) أما المدارس الخاصة يفضلونها طلبة المدن أو من يقطنون في مسقط.
ويضيف قائلاً: إن المدارس الخاصة تُعطي الاهتمام الأكثر بالطالب وتهتم بمواهبه وتنمي قدراته العقلية، كما أن المدارس الخاصة تجلب المعلمين الأكفاء أصحاب خبرة في مجال التدريس، وفي نهاية الأمر يتوجب على الوالدين اختيار الأفضل للأبناء.
بدر بن يعقوب البوسعيدي من ولاية منح يرى أن هناك العديد من العوامل والاعتبارات التي يحرص عليها ولي الأمر قبل اختيار المدرسة لابنه، منها السيولة المادية لدى ولي الأمر وكذلك القدرات والفروق الفردية التي توجد لدى ابنه وكذلك الكادر التدريسي والبيئة المدرسية الجاذبة، حيث إن هذه الأسباب والعوامل تسهم في رفع المستوى التحصيلي والانسجام لابنه في المدرسة.
وأشار إلى أن التعليم الخاص قد يكون أكثر جاذبية من حيث البيئة المدرسية وأيضا قلة الكثافة الطلابية في الفصول، وتوفر العديد من المميزات للطالب من حيث الترفيه والاهتمام بوسائل النقل المريحة.
كما أشار إلى بعض العوامل التي تميز المدارس الخاصة عن المدارس الحكومية التي ذكر منها المناهج المتنوعة، والمبنى المدرسي الملائم، والكادر التدريسي المجيد، ووسائل النقل.
وأكد أن السمعة الأكاديمية في المدارس الخاصة لها دور كبير في اختيارها عوضا عن المدارس الحكومية، حيث إن الطاقم التدريسي المتوفر بالمدرسة وخبرته تلعب دورا كبيرا، وكذلك الأساليب المستخدمة في التدريس تجعل من ولي الأمر يلجأ لهذه المدارس الخاصة لأنها تساهم على رفع المستوى التحصيلي وتكوين شخصية الطالب.
وأكد أن الكثافة الطلابية في الفصول مرهقة جدًا بالنسبة للمعلم من حيث الشرح والمتابعة، بينما نسبة الأعداد البسيطة تجعل المتابعة سهلة وأكثر اهتماما بالطالب وانسجامه في البيئة الصفية.
زينب بنت صالح الشيبانية من سكان مسقط قالت: إن من أهم الاعتبارات التي يجب أن تُراعى عند اختيار المدرسة هي جودة التعليم والنظام المتبع في المدارس والمخرجات التعليمية بشكل عام والكثافة الطلابية إضافة إلى مستوى المعلمين وأدائهم.
وأكدت أن ما يميز التعليم الخاص هو الاهتمام البالغ بالطالب والتركيز عليه أيا كان مستواه الدراسي كما يتيح لولي الأمر إبداء آرائه وملاحظاته في كل ما يخص الطالب.
وأضافت: إن من أهم العوامل التي تميز المدارس الخاصة عن المدارس الحكومية الاهتمام المضاعف بالجانب التعليمي والسلوكي للطالب، وكذلك الأعداد الصغيرة للطلاب في كل صف، وأيضا الرعاية الصحية للطالب.
وأضافت أن للسمعة الأكاديمية في المدارس الخاصة لها الدور الأكبر في اختيارها، حيث إن ولي الأمر دائما ما يستفهم ويستفسر عن المدرسة الخاصة ومقوماتها وحوافزها قبل تسجيل ابنه لأنه يسعى للوصول للعناصر المهمة في رفع مستوى ابنه التعليمي.
وأكدت أن العدد الكبير لأعداد الطلاب في المدارس الحكومية يلعب دورا مهما في اختيار ولي الأمر للمدرسة؛ لاسيما أن المدارس الحكومية أصبحت ذات كثافة عالية جدا.
الجودة معيار المفاضلة
علياء بنت سالم الكلبانية من مسقط قالت: إن هنالك الكثير من العوامل تحكم اختيار ولي الأمر للمدرسة التي سيلحق بها أبناءه، سواء أكانوا في بداية مشوارهم الدراسي أو المراحل الدراسية المتقدمة، فمن بين أهم العوامل التي يأخذها ولي الأمر بالحسبان عند اختيار المدرسة الحكومية موقع المدرسة وقربها من مكان سكنه ومدى توفر خدمة النقل الحكومي من وإلى المدرسة.
وبالنسبة للمدارس الخاصة يضع في حسبانه سمعة المدرسة ومستواها في مجال التدريس والإدارة، والرسوم بالإضافة إلى الكثافة الطلابية بالمدرسة ومستوى المبنى المدرسي وصلاحيته للتدريس ودرجة الأمن والسلامة المتوفرة فيه عند إلحاق ابنه بمدرسة خاصة.
وأشارت إلى أنه عادة ما يتميز التعليم الخاص عن التعليم الحكومي بقلة الكثافة الطلابية في المدرسة والفصول الدراسية، وإمكانية الاختيار بين نظام التعليم ثنائي اللغة أو أحادي اللغة.
أما من ناحية جودة التعليم ووفرة الأنشطة الرياضية والاجتماعية المكملة للمنهج الدراسي فلا يمكن القول: إن المدارس الخاصة تتفوق في هذه الناحية على المدارس الحكومية لأن المدارس الخاصة ليست بنفس الجودة ولا في المستوى نفسه فمنها الجيد المتميز بجودة التعليم والاهتمام بكل جوانب النمو لدى الطالب ومنها الرديء مع الأسف.
وأضافت أنه للسمعة الأكاديمية دور كبير في تفضيل المدرسة من عدمه، وأنها كولي أمر يهمها أن يكون المعلمين متميزين ولديهم شهادات علمية وخبرة كافية وسمعة أكاديمية طيبة لأن هذا ما سيحدد مصير أبنائنا العلمي والأكاديمي في المدرسة.
وأكدت أن عدد الطلاب بكل تأكيد له دور مهم لكنه ليس ضمن الأولوية عند اختيار المدرسة فقد نتغاضى عن العدد الكبير للطلاب في الصف إن كانت سمعة المدرسة الأكاديمية والإدارية ممتازة وسعرها مناسب.
وتشاطرها الرأي مها بنت إسماعيل الزدجالية من مسقط حيث قالت: إن أهم الاعتبارات التي يجب مراعاتها في تدريس الأبناء هي جودة التعليم واهتمام المعلمين بالطالب مع مراعاة الموقع أو القرب المكاني من المنزل ووفرة وسائل النقل، وأكدت انه من خلال تجربتها وجدت أحيانا أن المدارس الحكومية أفضل بكثير من الخاصة، وذكرت نصيحة إحدى الموجهات والمشرفات لها عن المدارس الخاصة، حيث إن هناك مدارس خاصة هدفها تجاري فقط وتهدف إلى الربح وتفتقر لجودة التعليم، وأيضا من ناحية أخرى بعض المدارس الخاصة أسعارها مرتفعة جدًا ولكن جودة التعليم فيها ممتازة فالأفضل إلحاق الأبناء بمثل هذه المستويات من المدارس «فقط» وإذا تعذر بسبب الظروف المادية المنخفضة فالأفضل إلحاقهم بالمدارس الحكومية.
وحول العوامل التي تتميز بها المدارس الخاصة أشارت إلى أنها أحيانا تتميز بقلة عدد الطلاب في الصف الواحد ولها تواصل مستمر مع أولياء الأمور، بحيث «تتوفر بيئة مدرسية صحية بكل المقاييس» منظمة ومرتبة وتتوفر فيها كافة التقنيات والأجهزة الحديثة داخل الصفوف وكذلك التركيز على اللغة الإنجليزية حيث إن المخرجات تكون قوية جداً في هذا الجانب.
وأضافت مها أن السمعة الأكاديمية في المدارس الخاصة لها دور كبير في اختيار بعض أولياء الأمور لها، ولكن للأسف أسعارها تفوق الظروف المادية لغالبية الأسر العمانية.
كما أكدت أن نسبة أعداد الطلاب في المدارس لا تأثر بشكل كبير على مستوى الطالب أو مستوى التدريس بشكل عام.
أما سماح بنت سليمان المحروقية من سكان مسقط فقد قالت: إن البيئة المناسبة والمهيئة للطالب والتي تشمل توفير الملحقات التعليمية المتكاملة والأجهزة الحديثة المتوفرة وإعداد بروتوكول تعليمي مناسب يقلل العبء على الطالب.
وأشارت إلى أن ما يميز التعليم الخاص هو تقديم جميع الوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل الوصول إلى مستوى تعليمي متميز مما يؤدي إلى اتجاه ورغبة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم في المدارس الخاصة، ومن المميزات أيضا سعي المعلم في المدارس الخاصة إلى تقديم الجهد المضاعف وتقديم طرق تدريسية متنوعة من أجل الوصول إلى مستوى تعليمي متقدم حرصاً على السمعة الجيدة للمدرسة.
وأيضا اهتمام أولياء الأمور باللغة الإنجليزية بشكل أكبر، حيث إن المدارس الخاصة تركز كثيراً على هذا المجال وذلك بسبب الاهتمام من قبل ولي الأمر وتسعى إلى توفير ثنائية اللغة.
وأضافت أن ما يميز المدارس الخاصة تقليل وزن الحقائب المدرسية ووضع صناديق خاصة في المدرسة لوضع اللوازم الزائدة والأغراض فيها، وكذلك تنمية مهارات ومواهب الطلاب بشكل أكبر؛ حيث إن هذه العوامل تساعد على تفضيل أولياء الأمور للمدارس الخاصة.
