أمهات وتربويات يؤكدن ضرورة مراعاة التأسيس في رياض الأطفال
تؤكد أمهات وتربويات ضرورة مراعاة التأسيس في مرحلة رياض الأطفال، لأهمية مرحلة الطفولة باعتبارها من المراحل المهمة التي بحاجة إلى رعاية واهتمام أكثر، حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة التعلم واكتساب المهارات والمعلومات، وهي أنسب مرحلة يتم فيها تهيأت الطفل للانتقال إلى البيئة المدرسية بعيدًا عن محيط وجو المنزل والعائلة.
وأكدت رحمة الهاشمية مشرفة رياض الأطفال في محافظة جنوب الباطنة على أهمية التركيز في مرحلة إلحاق الطفل إلى رياض الأطفال على برامج ومناشط تحقق نتائج إيجابية، فهناك عدة مناهج يتم إعداد وتأسيس الطفل عليها وهي المنهج العماني المطور، ومناهج تحفيظ القرآن، وأغاريد، وبواكير، حيث يتم في الروضة تعليم الأطفال الأحرف والكلمات والأرقام الصغيرة المكونة من 3 قطع وذلك عن طريق لعبة تكوين الكلمات والقطع المبعثرة التي تساعد الأطفال على التعلم بشكل أسرع، ويتم تعليمهم قصار السور مثل الفاتحة والفلق والناس والإخلاص. أما في التمهيدي فتستخدم نفس اللعبة ولكن تكون ذات 8 أو 10 قطع بما يتناسب مع أعمارهم، وتعليمهم قصار السور بالإضافة إلى السور الأطول نوعًا ما.
وأضافت الهاشمية: إن الموضوعات والدروس متشابهة في كلا المرحلتين وتكون كل وحدة من وحدات الكتاب مخصصا لها 3 أسابيع، ويعود السبب في أن مرحلة الروضة يكون الاستيعاب والفهم والإدراك قليل لدى الأطفال، ولكن في مرحلة التمهيدي يكون فقط استذكار واسترجاع لما سبق دراسته وتثبيت للمعلومات التي تلقاها الطفل. وتتنوع عناوين الوحدات بين الماء والغذاء، والتربة والحيوانات وغيرها من العناوين الأخرى.
وتضيف رحمة الهاشمية أنه يجب تعويد الطفل وتهيئته على أجواء المدرسة، وذلك حتى لا يجد الطفل صعوبة في تقبل الانتقال للدراسة في الصف الأول ولا يشعر الطفل بالانتقال المفاجئ إلى البيئة المدرسية، كما يكتسب الطفل في رياض الأطفال مهارات التواصل مع الآخرين من الجنسين وكيفية التعامل والتعاون فيما بينهم بدون خوف وذلك لأن بعض الأطفال الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال يكون لديهم رهبة وخوف ولا يعلم السلوكيات ولا النظام ولم يتأقلم على العالم الجديد ووجود الأطفال من حوله، لذا لابد من مواجهة هذه التحديات في مرحلة رياض الأطفال حتى يسهل على الأمهات والمعلمات التعامل مع الأطفال في السنة الأولى الدراسية.
وفي هذا الجانب أشارت حفيظة البلوشية إلى دور التأسيس في مرحلة الروضة من خلال تعليم الأطفال الأشياء البسيطة التي تناسب الطفل في هذه المرحلة مثل: كتابة الحروف والأرقام والكلمات الصغيرة يسهل على الطفل قراءتها، أما المرحلة اللاحقة التمهيدي فيتم التعمق في التعليم مثل قراءة الحروف مع المدود وقراءة الكلمات وكيفية كتابتها، ما يساعد الأطفال عند الانتقال من مرحلة التمهيدي إلى الصف الأول بأن يكونوا على علم بالأساسيات والمهارات الإدراكية البسيطة.
وأشارت حنان الحضرمية معلمة روضة الفلق الخاصة إلى أن معلمة رياض الأطفال هي المسؤولة عن تنمية وبناء سلوكيات ومعارف الأطفال وتوجيههم وإرشادهم فهي لها أهمية كبيرة، حيث إنها تساعد وتعمل على اكتشاف قدرات ومهارات ومواهب الطفل وتساعده في تطويرها وتنميتها سواء تنمية جسدية، عقلية، لغوية، دينية، دنيوية وسلوكية.
وقالت زينة الهاشمية: يوجد هناك فرق بين الأطفال الذين تم إلحاقهم برياض الأطفال وبين الذين لم يتم إلحاقهم وذلك يظهر في مستواهم التعليمي، فعلى سبيل المثال لم أقم بإلحاق إحدى بناتي إلى رياض الأطفال والآن هي في الصف الثالث وتواجه صعوبة في دمج الحروف وقراءة الكلمات، بينما ابنتي الأخرى قمت بإدخالها إلى إحدى رياض الأطفال وتأسست بشكل رائع وهي الآن في الصف الأول وقادرة على قراءة الحروف وتكوين الكلمات بعكس أختها.
وأضافت سعاد الهاشمية: إن الطفل الذي يتم إلحاقه إلى الروضة يكون قادرا على القراءة والكتابة بعكس الطفل الذي لم يلتحق برياض الأطفال فسوف يواجه هو ووالداه بعض صعوبات التعلم وسوف يحتاج إلى جهد مضاعف للتأسيس.
أما فاطمة الراشدية فقد أشارت إلى أن من الأفضل للطفل أن يكون قد درس في رياض الأطفال بمرحلتيه التمهيدي والروضة بحيث عندما يذهب إلى الصف الأول يكون قد تأقلم وتأهل للخروج والانتقال إلى العالم الخارجي بعيدًا عن محيط العائلة، ويكون على علم بأنه لن يكون معه أحد من أفراد عائلته في المدرسة، والأمر الآخر ممكن أن يجد أحدا من الأطفال الذين درسوا معه في الروضة الأمر الذي سوف يساعده على تقبل المحيط الذي سوف يكون فيه وهي المدرسة.
وأضافت الراشدية: إن الطفل سوف يعلم أن هناك معلمة تعلمه الصواب من الخطأ، وسيستجيب لكلامها ويطيع أوامرها ويحترمها وأن هناك عقابًا على الخطأ الذي يقوم به وذلك من أجل ألا يكرر الأخطاء مرة أخرى. أما من الناحية التعليمية فسوف يكون على معرفة بأساسيات التعلم مما يسهل عليه أن يكون مع المعلمة خطوة بخطوة دون تراكمات وتأخر في التعلم.
