No Image
عمان اليوم

أكاديمية «ساندهيرست».. مصنع القادة سياسيا وعسكريا

24 يوليو 2022
24 يوليو 2022

تعد أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة واحدة من أعرق الأكاديميات العسكرية في العالم. وشهدت الأكاديمية التي تأسست في عام 1812م تخريج كبار قادة القوات المسلحة في العالم الذين حفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ، إضافة إلى أجيال من العائلات المالكة في دول العالم، وذلك من خلال دورة اختبارات شاقة للمهارات البدنية والعقلية يتعلم خلالها الضباط قيم الجيش وأساسيات القيادة العسكرية. كما تعد ساندهيرست الواقعة على حدود مقاطعتي ساري مع بيركشاير جنوب إنجلترا مركزا تدريبيا أساسيا للضباط في الجيش البريطاني.

ويعرف العمانيون هذه الكلية جيدًا، كونها المؤسسة العسكرية التي تخرج منها السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه ـ الذي التحق بالكلية مطلع ستينات القرن الماضي. كما أن السلطان الراحل شمل برعايته حفل تخريج دفعتين جديدتين من الطلبة الخريجين بكلية ساندهيرست، وكان من بينهم عدد من الضباط العُمانيين.

وإذا كان أبرز ما يميز الدورة الجديدة من ساندهيرست العسكرية هي أنها جاءت في ظل الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، ـ حفظه الله ورعاه ـ، فإن ميزتها الأخرى أن من بين خريجيها صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد. وقبل انخراط سموه في الدراسة العسكرية بأكاديمية ساندهيرست العسكرية كان قد درس العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة «Oxford Brookes University» البريطانية وفيها حصل على شهادة الماجستير في التاريخ.

وترتبط المؤسسات العسكرية في سلطنة عمان بعلاقات وثيقة مع كلية ساندهيرست العسكرية، حيث يلتحق سنويا عدد من الضباط المرشحين العمانيين بهذه الكلية العريقة. وقام في يونيو الماضي اللواء الركن دنكل كابس سي بي إي، آمر كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية بمعية وفد مرافق له بزيارة إلى سلطنة عمان والتقى باللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السُّلطاني العُماني لبحث وتعزيز التعاون الأكاديمي بين الطرفين، كما قام بالاطلاع على أحدث الأنظمة المستخدمة في مركز الأمن البحري.

وتمتد قائمة خريجي ساندهيرست من الحكام والقادة لتشمل كلا من الأمير ويليام دوق كامبريدج وشقيقه الأمير هاري، وسبقهما أكثر من أمير من العائلة الملكية البريطانية.

إضافة إلى ملك الأردن عبدالله بن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسى، وأمير قطر تميم بن حمد، والشيخ سعد العبدالله الصباح أمير الكويت الأسبق، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة.

وجاء تأسيس الأكاديمية التي تعد الأفضل على مستوى العالم نتيجة دمج الأكاديمية الملكية العسكرية والكلية الملكية العسكرية. حيث تأسست الأولى في عام1741 في وولويتش بغرض تدريب الطلبة العسكريين وإعدادهم من أجل سلاح المدفعية وسلاح المهندسين الملكيين. أما الكلية العسكرية الملكية فقد تأسست في عام 1800 باعتبارها كلية لتخريج ضباط الصف، وبعد ذلك تحول اسمها إلى ستاف كوليدج، وتخصصت في تدريب الطلبة العسكريين. ثُم أنشئت كلية جديدة في مدينة ساندهيرست، وانتقل إليها الطلبة في عام 1812، واستمرت في أداء مهامها حتى قيام الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب ظهرت الحاجة إلى إنشاء أكاديمية مستقلة بذاتها تحمل لواء المحافظة على تقاليد المؤسستين معا ولتدريب الضباط النظاميين من أجل الجيش البريطاني.

وتُعرف ساندهيرست بالمحافظة على تقاليدها في مناهجها، إلا أن ذلك لم يمنعها من وضع برامج متطورة ومتوائمة مع العصر والمتطلبات العالمية، حيث تستقبل الأكاديمية طلبة من ما يقارب 80 دولة حول العالم. وإلى جانب التدريبات العسكرية الصارمة وتمارين اللياقة البدنية، تحرص الأكاديمية على تدعيم منهجها بكل ما يساهم في تنمية وتعميق صفات القيادة. بالإضافة إلى المناهج النظرية التي تعرّف الضباط المنتسبين بأهم القضايا وشؤون الدفاع والشؤون الدولية والظروف السياسية والاستراتيجية، بالتركيز على العلاقات الدولية والأبعاد الدستورية والاجتماعية للعلاقات العسكرية والمدنية وغيرها من المحاور ذات العلاقة.