آثار «شاهين» تُطابِق نتائج دراسة حول المناطق الأكثر عرضة للأعاصير في السلطنة
- شوقي منصور لـ"عمان": كثافة النخيل في جنوب وشمال الباطنة قللت من الخسائر في الأرواح أثناء الحالة المدارية شاهين
شكلت كثافة النخيل في محافظتي جنوب وشمال الباطنة مصدات للرياح العاتية مما أسهم في تقليل الخسائر في الأرواح أثناء الحالة المدارية شاهين.
إذ أظهرت دراسة في جامعة السلطان قابوس نُشِرت في يوليو 2021م في المجلة الدولية المحكمة "مارين بوليسي"، وجود تطابق بشكل كبير بين الخريطة النهائية لمؤشر المخاطر من الأعاصير، والتأثيرات والأضرار الناجمة عن إعصار "شاهين" الذي أثّر على السلطنة في أكتوبر الجاري وسبب أضرارا وخسائر خصوصا في محافظة شمال الباطنة.
وسعت الدراسة التي ترأسها الدكتور شوقي منصور، أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا تخصص نظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس إلى تقييم الأخطار الناجمة عن الأعاصير وتوقعها، وقياس شدتها ودرجاتها على سهل الباطنة ومسقط والشرقية، كما شارك في هذه الدراسة الدكتور ستيفن داربي، والدكتور جوليان ليلاند من جامعة ساوثهمبتون، مع الدكتور بيتر اتكنسون عميد كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة لانكستر في المملكة المتحدة.
واختارت الدراسة هذه المناطق في السلطنة بالتحديد؛ لأنها الأكثر عرضة لتأثيرات الأعاصير المدارية في شبه الجزيرة العربية، والأكثر عرضة للعواصف الرعدية والرياح العاتية والأمطار الغزيرة المرتبطة بالأعاصير.
وقام الباحثون في الدراسة بتطوير مؤشر قياسي مكاني لتوقع تأثير الأعاصير المدارية على طول السواحل الشمالية والشمالية الشرقية للسلطنة، كما قاموا بعمليات محاكاة باستخدام 17 متغيرًا وأدوات بحثية كمية متقدمة كالطريقة التحليلية التراتبية لحساب الأوزان وأدوات نظم المعلومات الجغرافية وصور الأقمار الاصطناعية، بالإضافة إلى ذلك كشفت أبرز نتائج الدراسة والتقييم المكاني للمخاطر عن تباين تأثيرات الأعاصير من منطقة لأخرى وفقًا لاختلاف مستويات التعرض والتحمل على طول السواحل، ويُعزى هذا الاختلاف إلى تباين المكونات والبنيات الطبيعية والطبوغرافية وتوزيع منشآت الاستعداد والمجابهة.
كما أوضحت خرائط مؤشرات المخاطر المتوقعة أنه على الرغم من القدرات التكيفية المتصورة للتخفيف من الآثار المتوقعة للأعاصير، إلا أن المناطق المنخفضة الواقعة بالقرب من خط الساحل في شرق مسقط، والولايات الساحلية لمحافظتي جنوب الباطنة وشمالها، تصنف على أنها ذات مستويات عالية من المخاطر.
وبيّنت النتائج كذلك أن المناطق الساحلية للولايات الحضرية في محافظة مسقط معرضة لخطر من مرتفع إلى مرتفع للغاية.
وجاءت الخريطة النهائية لمؤشر المخاطر المحسوبة في الدراسة متطابقة بشكل كبير مع التأثيرات والأضرار الناجمة عن الإعصار شاهين.
يُذكر أن الدراسة التي تم نشرها في يوليو الماضي تضمنت العديد من الجوانب التطبيقية التي يمكن أن تمثل إرشادات فعالة للتأهب للمخاطر الطبيعية والتخفيف من حدتها عبر السواحل الشمالية للسلطنة.
وقال الدكتور شوقي منصور، أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا تخصص نظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس والباحث الرئيس بالدراسة: إن الهدف الرئيسي للبحث وهو محاكاة تأثيرات الأعاصير على المناطق الساحلية الشمالية والشمالية الشرقية للسلطنة بمشاركة باحثين من جامعات ساوثهمبتون ولانكستر في المملكة المتحدة، أ.د ستيفن داربي، د.جوليان ليلاند، أ.د بيتر أتكنسون هذا وقد تم بناء نموذج للمخاطر التي من المحتمل أن تؤثر على هذه المناطق، ونشرت هذه الدراسة في المجلة الدولية المحكمة "مارين بوليسي".
وأشار إلى أن الدراسة اعتمدت على أدوات نظم المعلومات الجغرافية المتقدمة وصور الأقمار الاصطناعية ومسار أحد الأعاصير التي وقعت عام 1898 إذ قدم هذا الإعصار من بحر العرب مرورًا بمحافظة الوسطى ثم الباطنة وصولًا إلى بحر عمان.. مشيرًا إلى أن ولايتي السويق والخابورة من المناطق ذات المخاطر الكبيرة لتأثيرات الأعاصير هذا وقد تم حساب وإنشاء 17 متغيرًا وأدوات بحثية كمية متقدمة كالطريقة التحليلية التراتبية التي تتضمن المتغيرات الطبيعية والسكانية ونوعية التربة والقرب من مجرى الأودية ومسارات الأعاصير السابقة وكذلك عدد كبار السن وغيرها.
وأضاف: إن الدراسة خرجت بالعديد من النتائج التي من بينها المؤشر القياسي المكاني وخريطة تأثير الأعاصير التي جاءت مطابقة إلى حد كبير لتوزيع تأثيرات الأعصار شاهين. كما أن نتائج الدراسة أكدت على تفاوت التأثيرات من منطقة إلى أخرى وفقًا لمستويات تحمل أذرع الإعصار المداري ودرجات المجابهة الطبيعية والبنيوية.. مضيفًا: إن كثافة الغطاء النباتي كالنخيل وغيرها مثلا مثلت مصدات للرياح العاتية وحماية للأرواح والمنازل، إذ أن كثافة النخيل في جنوب وشمال الباطنة قللت من الخسائر في الأرواح أثناء الحالة المدارية شاهين.
