No Image
رأي عُمان

«مفاتيح العودة».. الرمز الذي لا يفنى

15 مايو 2022
رأي عمان
15 مايو 2022

أحيا الشعب الفلسطيني الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة وهم أكثر إيمانا بعدالة قضيتهم وبقرب نصرهم على المحتل الإسرائيلي، وأكثر تمسكا بحق العودة المقدس الذي يرونه منسجما مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ومع الحقوق الإنسانية التي تقرها الأعراف والأديان جميعها.

ورفع الفلسطينيون أمس في كل مكان «مفتاح العودة» مستعيدين الرمزية الكبيرة التي تحملها تلك المفاتيح في التمسك بالحق وفي إشارة إلى مفاتيح البيوت التي تركها الفلسطينيون خلال تهجيرهم في عام 1948 وتأكيدا منهم أنهم لن يتخلوا عن بيوتهم/ قضيتهم مهما مضت السنوات ومهما كبر حجم العدوان الإسرائيلي وتواطأ العالم معه.

وهجّر المحتل في عام 1948 والحروب التي سبقت هذا العام أكثر من 950 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم في وقت كان فيه تعداد الفلسطينيين 1.4 مليون (زاد عدد الفلسطينيين اليوم إلى 14 مليون نسمة) وخلت عشرات القرى من سكانها بعد أن استحلها الصهاينة ونكّلوا بسكانها وارتكبوا أبشع المجازر التي لا يعادلها أي جريمة حرب أخرى. وما زالت تلك المشاهد حاضرة ليس في الوجدان الفلسطيني فقط ولكن في وجدان أحرار العرب بكل تفاصيلها وبكل ما حملته من صلف المحتل وعدوانيته وقمعه وصمت الدول الكبرى التي تآمرت على الشعب الفلسطيني في تلك المرحلة من مراحل التاريخ العربي.

وتزامن إحياء يوم النكبة هذا العام في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية مواجهات عنيفة مع قوات المحتل بلغت ذروتها خلال شهر رمضان المبارك، ويوم الأربعاء الماضي اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفية شيرين أبوعاقلة بدم بارد ويوم الجمعة اعتدت على مشيعي جثمانها وحاولت منع خروجه من المستشفى الفرنسي على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وفيما يبدو الشعب الفلسطيني أكثر إصرارا على النصر واستعادة حقه المقدس تبدو إسرائيل أكثر ارتباكا وخوفا مع قوة إيمان الفلسطينيين بأرضهم وحقهم وأكثر غيابا لليقين تجاه المستقبل المجهول الذي يتبدى نتيجة تشكل نظام عالمي جديد وبروز قوى عالمية وإقليمية قد لا تبقى معها الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل من الغرب في الوقت الحاضر.

ورغم أن نسبة ليست قليلة من الفلسطينيين رضوا بفكرة «الدولتين» التي تبدو خيارا تاريخيا وإنقاذيا للإسرائيليين لبقاء «دولتهم» إلا أن هذا الخيار لم يخرج من سياق المداولات السياسة العالمية التي لم تفعل ما فيه الكفاية لإجبار إسرائيل بهذا القرار الذي رغم موافقة بعض الفلسطينيين عليه إلا أنه يبقى ظالما لحقوقهم التاريخية المقدسة.

وأمام كل هذا لا يملك الفلسطينيون اليوم إلا الاستمرار بالنضال من أجل القضية العادلة وتكريس الإيمان بها لدى جميع الأجيال حتى تأتي اللحظة التي ترفع فيها أعلام فلسطين فوق كل بيوت «فلسطين التاريخية» ويعود الحق إلى أصحابه وتصدق نبوءة «مفاتيح العودة».