No Image
ثقافة

عمر اليزيدي يحيي ذاكرة البيوت القديمة بقرية الثابتي في إبراء

05 يوليو 2025
05 يوليو 2025

تمكن الشاب عمر بن محمد اليزيدي من قرية الثابتي بولاية إبراء من استغلال موهبته الفنية من خلال رسم جدارية فسيفسائية من بقايا السيراميك على أحد جدران منزلهم القديم، الذي يقع على حافة ساقية الفلج في إحدى الطرق المؤدية إلى البساتين (الضواحي) في قرية الثابتي، عندما كانت هذه الأماكن الجميلة تضج بالحضور، وهو إقامة الناس في بيوت الطين التي تقع بين النخيل خلال أيام القيظ، وهو وقت جني ثمار النخيل بمختلف أصنافه، والذي يستمر قرابة أربعة شهور، يبدأ من شهر مايو وحتى نهاية أغسطس، وفي بعض الأحيان يمتد إلى نهاية شهر سبتمبر، من خلال أول القيظ لنخلة النغال وحتى نهاية القيظ مع نخلة الخصاب.

ويوضح عمر اليزيدي بأن هذه الفكرة جاءت من خلال وجود كمية كبيرة من السيراميك المتكسر، بعدما انتهى والدهم من بناء منزل جديد لهم، وبدلًا من رميه في مخلفات البناء، أردت أن أصنع منه لوحة فنية جميلة، راودتني بعدما وجدت تناسق الألوان بين ذلك السيراميك، مع وجود مساحة جدارية جيدة في منزلنا القديم يمكن أن تكون كافية لتلك الصورة التي وضعتها في ذهني، وبالفعل بدأت العمل مع مساعدة بعض من إخواني، الذين لم يرحبوا بهذه الفكرة في البداية، إلا أنه مع استمرار العمل وتشجيع من أهالي القرية الذين يمرون على البيت من خلال ساقية الفلج، واصلنا عملنا بكل جهد، والشيء الجميل أن هذه الجدارية تتمازج بألوانها ما بين ظلال النخيل الوارفة والأشجار المختلفة، وأيضًا جريان الفلج، الذي يعكس الصورة الجميلة في الماء المتدفق في فترتي الصباح والمساء.

وعن اختيار شكل ورسم هذه الجدارية الجميلة، أوضح "اليزيدي": لم يكن في ذهني شيء معين، إلا أن من خلال سير العمل بدأت تتشكل أمامي هذه الصورة، وأيضًا من خلال المقترحات التي قدمها إخواني لي في كيفية إخراج هذه اللوحة بهذا الجمال.

واختتم عمر اليزيدي حديثه بأنه للأسف هناك الكثير من بقايا مواد البناء، سواء السيراميك أو غيرها، والتي تعتبر من المواد الطبيعية، لا تُستغل وتُرمى في أماكن المخلفات. فمثلًا، يمكن الاستفادة من بقايا الطابوق أو الإنترلوك أو الرمل وغيرها الكثير، سواء كانت للمنتزهات أو حتى للأماكن الطبيعية التي يرتادها الناس في الأودية والأماكن المفتوحة، من خلال تحويط الأشجار أو عمل ممرات وممشى بطريقة جميلة.