ثقافة

الباحث محمد الشعيلي يصدر كتابا حول عُمان في ذاكرة الخريطة

28 سبتمبر 2021
مدعومة بـ76 خريطة متنوعة
28 سبتمبر 2021

العُمانية: صدر حديثًا للمكرّم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي، الأكاديمي والباحث في التاريخ العُماني كتاب «عُمان في ذاكرة الخريطة»، الذي يقع في 240 صفحة، ويشتمل على 30 موضوعًا في تاريخ عُمان وحضارتها، مدعومة بـ76 خريطة متنوعة عن عُمان.

وفي تصريح لوكالة الأنباء العمانية تحدث المؤلف الشعيلي عن فكرة الكتاب وأهدافه، وقال: إن فكرة الكتاب انطلقت من البرنامج التلفزيوني (بوصلة) الذي عُرض على شاشة تلفزيون سلطنة عُمان في شهر رمضان من عام 1441هـ/ 2020م، وقامت فكرته على استعراض مجموعة من الخرائط وربطها بالأحداث التاريخية والمعلومات الجغرافية والاجتماعية الخاصة بالسلطنة، بمعنى أنه في كل حلقة وجدتُ خريطة أو أكثر، اتخذت مدخلًا لاستعراض الكثير من الأحداث والمعلومات المتعلقة بعُمان في أطرها التاريخية والجغرافية الخاصة بالفترة الزمنية التي تدور حولها الخريطة، وهي الخرائط التي جُمع عدد كبير منها من خلال معرض (عُمان في الخرائط التاريخية والعالمية) الذي أقيم في ديسمبر من عام 2018م.

ويضيف الشعيلي: بعد نهاية عرض البرنامج بدأتُ العمل على إخراج المادة العلمية الخاصة بحلقات البرنامج مع الخرائط، في صورة كتاب جاء بعنوان (عُمان في ذاكرة الخريطة)، حيث يوثّق المعلومات التي ذُكرت، والخرائط التي عُرضت، وذلك حتى يستفيد القارئ من المعلومات الواردة في تعزيز ثقافته عن الدور التاريخي والحضاري للسلطنة، ولكن مع توسعٍ كبيرٍ وإضافاتٍ كثيرةٍ لم يتم التطرُّق إليها في برنامج (بوصلة)، بحكم محدودية الوقت الذي كان متاحًا في ذلك في البرنامج.

وحول عنوان الكتاب، يقول الشعيلي: جاء من كون أن فكرة موضوعاته تقوم على اعتبار الخرائط منطلقًا أساسيًّا في إعداد وجمع المادة العلمية المرتبطة بكل موضوع، دون التعمق في التفاصيل الجغرافية للخرائط، بحيث تكون شارحة لذاتها، ولذلك وجدت مجموعة كبيرة من الخرائط التي تضمنها الكتاب، مما يجعله أكثر مؤلف عُماني من حيث عدد الخرائط التي توفرت فيه، وكما هو معروف فإن الخرائط تعد وسيلة مهمة يمكن من خلالها الوقوف على الأهمية الاستراتيجية للدول، وتأكيد حضورها باعتبارها كيانًا سياسيًّا له دوره بين الأمم، وتأثيره في الشعوب، وتحديد دورها الحضاري في مختلف المجالات، إلى جانب أنه يمكن الاستفادة من تفاصيلها الجغرافية في مختلف الأغراض والاستخدامات، وتكوين مادة علمية حولها ترتبط بالفترة الزمنية التي تشير إليها، وإلى الأحداث المصاحبة لها، وما دوَّنه واضعو الخرائط عن الدول في مؤلفاتهم.

ولطالما توفر الاهتمام بعُمان في الخرائط منذ القِدم وصولًا إلى وقتنا الحاضر، سواء كانت خرائط خاصة بها، أو الإشارة إليها في الخرائط الإقليمية والقارية، بحكم الأهمية السياسية والجغرافية، والثراء التاريخي والحضاري الذي حظيت به عُمان على الدوام.

وحول موضوعات الكتاب يقول الشعيلي: إنها جاءت متنوعة لتشمل بعض الكتابات حول عُمان في العصور القديمة، مثل الحديث عن حضارة مجان وعن عُمان في خريطة بطليموس، ومن ثم الحديث عن أوضاع عُمان في العصور الإسلامية ابتداءً من قصة إسلام أهل عُمان وعلاقتها بالدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتقالًا إلى دولة الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية، وانتهاءً بالدولة العباسية والقوى المرتبطة بها.

كما يتطرق الكتاب إلى النشاط التجاري للعُمانيين وعلاقاتهم في هذا الجانب مع العديد من المناطق المختلفة، مثل موانئ الخليج، ومناطق الصين وجنوب شرق آسيا، والموانئ الهندية، وموانئ شرق إفريقيا، إضافة إلى تجارة البن بين الموانئ العُمانية وموانئ اليمن والخليج في عهد الإمام أحمد بن سعيد.

ولأن عُمان حظيت باهتمام الكثير من المؤرخين والجغرافيين والرحّالة العرب والمسلمين والأوروبيين، فقد أفرد الكتاب مساحةً كبيرةً تناول فيها أهم ما كُتبَ عن عُمان في مؤلفات هؤلاء، وأهم ما ركّزوا عليه في تناولهم لعُمان، استنادًا إلى الخرائط التي وضعوها عن عُمان أو أشاروا إليها فيها، مثل الرحّالة والجغرافيين العرب والمسلمين على شاكلة ابن حوقل والبكري والإدريسي، أو الغربيين مثل نيبور وولستد وكوكس وثيسجر ومايلز ولوريمر ولاندن، حيث تكشف المادة العلمية الغزيرة التي توفرت في مؤلفاتهم عن عُمان، عن تفاصيل كثيرة تستحق التوقف عندها في إطار دراسة الواقع العُماني في فترات مختلفة، وتشكِّل إضافةً قوية للباحثين والمهتمين بدراسة جوانب كثيرة مرتبطة بعُمان.

وحول المصادر والمراجع التي اعتمد عليها تحقيق هذا العمل، يقول الشعيلي: اعتمدت على مصادر ومراجع كثيرة ومتنوعة ذات الصلة بموضوعات الكتاب، كما سعيتُ إلى إثراء الهوامش بالكثير من المعلومات والتفاصيل التي يُستفاد منها، وإبداء الرأي في بعض الأمور في مواضع من الكتاب الذي أهدف من خلاله إلى تقديم المعلومات بطريقة مختلفة وسهلة تقرّب القارئ أكثر من عُمان تاريخًا وحضارةً، مدعومة بالخرائط حول الموضوعات التي تم انتقاؤها.

وفيما يتعلّق بمصادر الخرائط، فبخلاف المؤلفات التي وردت فيها، فقد وُفِّر الكثير منها من مؤسسات وطنية مختلفة، تتمثل في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والمتحف العُماني الفرنسي، والمتحف الوطني، ومتحف قوات السُّلطان المسلحة، والهيئة الوطنية للمساحة، وكذلك بواسطة الشراء من مواقع متخصصة في بيع الخرائط في شبكة المعلومات الدولية.