"أنصاف".. صراع بين الفناء والبقاء

تصوير: عابر ديوان -

تستمر العروض المسرحية لمهرجان ظفار المسرحي حيث عرض على مسرح مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة العرض الثالث للمهرجان لفرقة أوفير المسرحية الأهلية بعنوان "أنصاف" بحضور لجنة التحكيم المكونة من رئيس اللجنة الفنان عبدالغفور البلوشي وعضوي اللجنة الفنانة الكويتية حصة النبهان والفنان صلاح عبيد، وموسى عبدالله القصابي مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بصلالة.

المسرحية من إخراج المعتمد اليافعي ومساعدة مخرج حمدة الفزارية، وتأليف طارق هاني وسينوغرافيا ماجد معتوق وأزياء طارق كوفان وميكاب إلهام وأشعار الشاعر صلاح شجنعة، وتمثيل محمد العجمي وسهام البلوشي وحسام هبيس وهويد الزدجالي وباسل الشكيلي وأسامة السيم ومختار الشنوي.

تناقش مسرحية أنصاف الجدلية الأزلية بين الحضور والغياب، والفناء والبقاء، والوجود والعدم. فهي لا تستجدي جوابًا سابقًا من طرف، بل تحاول أن تكون طرفًا في ذاتها من السؤال الوجودي الذي يكتشف فيه كل إنسان إجابته الخاصة.

وعن العرض المسرحي قال المخرج المعتمد اليافعي: أنصاف تنهض على نسبية الثنائيات المتجادلة دون رجحان لطرف على طرف، من قبيل الوجود وعدمه، والفناء والبقاء، والحياة الكاملة، ونصف الحياة من خلال قطبيّ صراع، يعبّر كلّ منهما عن هذه النسبية، في أفعاله وأقواله، وتقتربُ أنصاف بالنصف من النصف الآخر، أو ترتقي بالجزء الناقص، سعيًا إلى استيضاح المشوّه، وغير الواضح مما يتصل بالثنائيات المذكورة وغيرها، كما أنها تشير إلى اللقاءات العابرة والفارقة في آنٍ واحد، والتي تجمع بين ما هو مستبعد، وقريب، وإلى وحدة المعاناة البشرية، وتعسف السؤال، وإلحاحه، عن الوجود والنزوات والمصير والمال والأنا والآخر.

وقال محمد العجمي نائب فرقة أوفير وبطل العرض: القصة تدور حول متوفيين، كل بطريقة، أحدهما في قبره الصغير (اللحد) والآخر في قبره الواسع الفسيح (الدنيا)، فيرتطم أحدهما بالآخر عند رغبة الخلود، والبقاء، ليدوي الارتطام عبر صراع مواز، يتوسل كل واحد فيه دعوة يراها ناجحة، وعادلة، حتى تقضي النهاية بفشلهما معًا. يتجلى جانب من الصراع في طغيان الأنا، وأنسها بهلاك الهو، والنجاة الواحدة في مقابل الفناء الجمعي، في تقاطعات غريبة، بين الشخصيتين في هذه المسرحية. وبعد انتهاء العرض المسرحي أقيمت الجلسة النقدية الخاصة بمسرحية أنصاف الذي قدمها الفنان أحمد الجابري وشارك فيها المخرج خالد الشنفري ومخرج المسرحية المعتمد اليافعي.