No Image
بريد القراء

تساؤلات

12 يونيو 2025
12 يونيو 2025

هل تعلم أنني كنت أنتظر أحدا ما حين اصطدمت بك؟ لم تكن بشرا عاديا، بل كنت مرضا غرست أعراضك في جسدي، وكنت أطوف بك بين الأسرة البيضاء، وتلك الغرف الضيقة الباردة، وصوت الأجهزة يسد فمي عن الحديث، وتشخص عيني بفعل الخوف الذي يطوقني.

حين باغتني ذات يوم، وقفت جامدة إلا من قرع نبضي الذي كان يهدر كقطار عابر بسرعة البرق الخاطف.

ماذا كنت تريدني أن أفعل؟ كنت في لحظة ما أراك في كل مسامي تتسلل كضوء خافت في عالمي.

لا أعلم لماذا قصدتني ودنوت مني ودرت في مداراتي وغرست اسمك في حقلي؟! حين قصدتني لم أكن ألتفت إليك، بل كنت واقفة على نافذة الحياة أنتظر كل الأشياء المدهشة، والمبهرة التي سوف تنتشلني من فوضى طفولتي الأولى، أعلم أنك لم تنساني يوما رغم كل هذه التحولات والتبدلات التي حولت فيها جغرافيتي إلى ما أنا عليها الآن، أو أدركت بأنك تسير بي إلى دهاليز مختلفة ومساحات متسعة بين فضاءات الكون.

كنت يوما أسألك: هل تقرأ لي أم أن الأمراض لا تعرف حبر الأقلام كما تعرف مداد دم وألم؟! وهل يصلك نزيف حبري كما يصلني نزيف وجودك؟! وكيف تبدو حين يصلك نحيب قلمي حين أكتبك؟ كنت أحاول أن أذيبك بكلماتي مرة وبدمعي مرة أخرى.

إنني أتساءل كيف نستيقظ صباحا ونحن محملون بالشعور الوردي الأرجواني ذاته، ونترك خيط الشمس تحط على أحلامنا لتزهر كدوار الشمس في داخلنا، ثم فجأة نستيقظ من حلم وهمي غامض، رغم أننا نعيش في منتصف عتمة ليل وظل نهار.