No Image
بريد القراء

"النساء أولا ".. ما القصة؟

02 مارس 2023
02 مارس 2023

كنا في طابور التفتيش في أحد المطارات، فإذا بامرأة تخترق الطابور الطويل الذي يصطف به كبار السن والأطفال والنساء في عمرها أو أكبر منها، وعندما انزعج أحد الواقفين من مزاحمتها للواقفين في صمت، التف إليها وذكرها بإن على الجميع الالتزام بالطابور قالت:" المرأة أولا "Ladies first ".

هذه المقولة استفزت الكثير من الناس، واعتبروا أن هذه المقولة لم ترد في مكانها الصحيح أو الوقت المناسب.. ترى ما هي قصة هذه المقولة؟ هذه الحادثة ظلت عالقة في ذهني لفترة طويلة، وودت أن أتعرض إليها في سياق هذا المقال، لتوضيح صورة قد تكون غائبة عن أذهان البعض، وحاضرة لدى البعض الآخر، ولكن المجال يسمح لنا بالتعرض لها لتوعية أن ليس كل ما نسمعه ولا نعرف معناه نطبقه في جميع الأوقات والظروف، فقد نوجد مشكلة من لاشيء بسبب عدم إدراكنا لبعض الأشياء ومعرفة جوهرها ومتى يمكن أن نستخدمها أو نمتع عن ترديدها.

في الحقيقية تعددت الروايات حول أصل عبارة " النساء أولا وبالإنجليزية "Ladies first "، فالعم "جوجل" يرصد لنا أن سبب هذه التسمية جاءت من ثلاث روايات، وأجمعت الكثير من المواقع الإلكترونية على ذكرها في صدر صفحاتها كل بأسلوبه المختلف، فالرواية الأولى ترجع هذه العبارة لها قصة عجيبة حدثت في إيطاليا في القرن الثامن عشر ميلادي ومفادها أنه كان هناك شاب من إحدى الأسر الغنية في إحدى مقاطعات إيطاليا وقع في حب فتاة من أسرة أقل منه في المستوى المعيشي والطبقات التي ينتمون إليها اتفق الاثنان على الزواج ولكن الشاب لقي معارضة من قبل أسرته التي اضطرت لتهديده بعدم مباركة هذا الزواج كبرت الضغوط على الشاب وعلى الفتاة وقررا أن لا يفرقهما إلا الموت وبالفعل بعد أن كثرت الضغوط خافا أن يفترقا وقررا الانتحار وتوجها إلى صخرة عالية جدا ومطلة على البحر عندها قررت لفتاه القفز أولا ولكن الشاب منعها من القفز بحجة أنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه واتفقا على أن يقفز الشاب أولا وبالفعل قفز الشاب وسقط ومات،..ولكن عندما رأت الفتاه هذا المنظر غيرت رأيها وغدرت بالشاب وعدلت عن مرافقته في الموت ورجعت إلى البلدة وتزوجت شخص آخر من طبقتها وخانت حبيبها الذي ضحى بنفسه من أجلها.. وعندما علم أهل القرية بذلك قرروا أن تكون النساء أول من يقومن بالأعمال.

وظهرت مقولة النساء أولا "Ladies First". أمَّا الرواية الثانية فتقول: بأنَّ كان من أهمِّ مبادئ الجنود في الحرب هو تأمين مكان آمن للنساء حال وجود أيّ خطر وذلك خوفا عليهم من تعرضهم للأذى.

وأمَّا الرواية الثالثة فتقول: أنَّ نداء القبطان السفينة الغارقة التايتنك ظلَّ يردد عبارة "النساء والأطفال أولا" لنقلهم إلى قوارب الإنقاذ قبل الرجال.

ومن تلك القصص السابقة، أصبح البعض يردد عبارة:" المرأة أولا "Ladies first " سواء عن وعي بالقصص التي وردت بها هذه العبارة، أو من جهل لمغزى ذلك، إذا المسألة ليس لها علاقة بتخطي الطوابير الطويلة والتعدي على حقوق الآخرين، وإنما تتعلق بالحوادث التي ذكرت في الماضي.

ما يعنينا أن البعض يستخدم بعض العبارات بدون أن يعي معناها، فإن صدقت الرواية الأولى فإن تقديم المرأة يأتي لضمان عدم تراجعها والحذر من غدرها، وأن صدقت الثانية فهو تأمين على سلامة المرأة من الأذى والخوف على سلامتها واحترام لدورها في المجتمع، أما إذا صدقت الرواية الثالثة وقد تكون الأقرب للواقع، فإن المجتمعات الإنسانية تنظر إلى المرأة والطفل على إنهما الحلقة الأضعف في المجتمع من الناحية الجسمانية وعدم القدرة على تحمل المشاق، وربما هي أيضا جزء دفين من مشاعر الرجل تجاه الطفل والمرأة فهو على اقتناع تام بتفضيلها على الحياة ليعيشا معا.