No Image
العرب والعالم

المبعوث الأمريكي سيحمل للبنان اتفاق "ترسيم الحدود" لتوقيعه الأسبوع المقبل

19 أكتوبر 2022
"الصحة اللبنانية" تحذّر من انتشار متسارع للكوليرا
19 أكتوبر 2022

بيروت "وكالات": قال كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب لرويترز امس الأربعاء إن مبعوث ملف الطاقة الأمريكي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملا نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقعه مسؤولون لبنانيون.

ويمثل الاتفاق، الذي أشادت به الأطراف الثلاثة باعتباره إنجازا تاريخيا، نقطة تحول دبلوماسية هائلة بعد حرب وعداء على مدى عقود، كما أنه سيفتح الباب أمام التنقيب عن الطاقة قبالة سواحل لبنان بمجرد دخوله حيز التنفيذ.

وأكد بو صعب أن هوكشتاين "جاي الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق اللي رح نوقعه". ولم يذكر متى سيتم توقيع الاتفاق.

ويوضح النص، الذي اطلعت عليه رويترز أن الطرفين أبلغا واشنطن بشكل مستقل بالموافقة على الاتفاق. ومن المقرر أن ترسل الولايات المتحدة إخطارا بعد ذلك للطرفين بأن الاتفاق دخل حيز التنفيذ ومن ثم ترسل الدولتان إحداثيات ترسيم الحدود الجديدة للأمم المتحدة.

لكن من غير المرجح أن تقام مراسم توقيع تقليدية بحضور زعماء البلدين بالنظر إلى أن لبنان وإسرائيل لا يزالان في حالة حرب من الناحية الفنية.

وقال هوكشتاين في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط الثلاثاء إنه سيزور المنطقة الأسبوع المقبل دون أن يحدد تواريخ أو وجهات.

وأضاف "رئيس لبنان ورئيس وزراء إسرائيل سيقرران بشأن التوقيع. تابعوا ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة".

انتشار متسارع للكوليرا

وفي موضوع اخر، حذّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض امس الأربعاء من انتشار "متسارع" لمرض الكوليرا في لبنان، بعد أسابيع من تسجيل أول إصابة في البلاد منذ العام 1993.

وسجّل لبنان منذ السادس من الشهر الحالي 169 إصابة مثبتة، ثمانون منها خلال الساعات الـ48 الماضية، إضافة الى خمس وفيات.

وقال أبيض خلال مؤتمر صحفي "هناك انتشار متسارع للوباء في لبنان"، موضحاً أن "الغالبية العظمى من المرضى ما زالت من النازحين" السوريين، ولكن "بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين".

وتقدر السلطات وجود أكثر من 1,5 مليون لاجئ سوري على أراضيها، يقيم معظمهم في مخيمات عشوائية خصوصاً في شمال البلاد وشرقها.

وأوضح أن "المياه الملوثة" التي يستخدمها السكان هي أحد "الأسباب الأساسية" وراء انتقال العدوى، عدا عن استهلاك خضار ملوثة، لافتاً الى أنه تبيّن أن "مياهاً ملوثة ثبت فيها العدوى كانت تستخدم للري".

ويأتي تفشي الكوليرا في لبنان بعد تسجيل لإصابات في سوريا المجاورة، وفي وقت تشهد البلاد انهياراً اقتصادياً متمادياً انعكس سلباً على قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء واستشفاء.

ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

وسُجلت غالبية الإصابات في لبنان لدى لاجئين سوريين يقيمون في مخيمات عشوائية، تفتقد أبسط الخدمات كالمياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي.

وحذّر أبيض من تداعيات انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على عمل محطات ضخّ المياه وشبكات تكرير الصرف الصحي، مشيراً الى توفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مئة ألف ليتر من المازوت لتشغيل المحطات في شمال لبنان وفي منطقة البقاع (شرق).

وتشهد سوريا المجاورة منذ سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وأدى النزاع المستمر منذ العام 2011 الى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.

ويصيب المرض سنوياً ما بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفا و143 الف شخص.