العرب والعالم

الفلسطينيون يشيعون الطفل "ريان" وواشنطن تدعو للتحقيق في ظروف وفاته

30 سبتمبر 2022
عشرات الآلاف يؤدون الجمعة في الأقصى رغم اجراءات الاحتلال المشددة
30 سبتمبر 2022

القدس المحتلة "وكالات": شُيع امس الجمعة جثمان الطفل ريان سليمان البالغ من العمر 7 سنوات الذي استشهد الخميس خلال مطاردته من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تنفيذه عملية في الضفة الغربية المحتلة، فيما دعت واشنطن إلى إجراء تحقيق "فوري" في ظروف وفاته.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيردانت باتيل إن الولايات المتحدة "تؤيد إجراء تحقيق فوري ومعمق في الظروف المحيطة بوفاة الطفل".

لُف جثمان الطفل ريان سليمان بكوفية فلسطينية وتجمع المئات في موكب جنازته في بلدة تقوع، في جنوب الضفة الغربية.

قال محمد سليمان ابن عم الطفل ريان لوكالة فرانس برس أثناء وجوده مع والد الطفل في مستشفى بيت جالا "إن عددا من جنود الاحتلال دخلوا (الخميس) بيت عائلة الطفل ريان ... كان ريان عائدًا من المدرسة ولدى رؤيته للجنود امام بيتهم ركض خائفا وهرب ووقع أرضا"، من دون مزيد من التفاصيل.

وحول مستشفى بيت جالا جثمانه الخميس للتشريح في معهد التشريح الشرعي في أبو ديس.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إن "ريان ياسر سليمان استُشهد إثر سقوطه من مبنى، اثناء مطاردته من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي" في تقوع.

ووقع الحادث بعد يوم من عدوان اسرائيلي دموي على الضفة الغربية، إذ استشهد أربعة فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب 44 آخرون بجروح صباح الأربعاء في مخيّم جنين بالضفة الغربية المحتلّة خلال عملية عسكرية والمواجهات التي أعقبت ذلك، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف التصعيد الإسرائيلي قبل فوات الأوان، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التصعيد الحاصل.

غير كافية

ورحبت الخارجية بردود الفعل الدولية التي اعقبت استشهاد الطفل ريان سليمان (7 أعوام)، والتي طالبت دولة الاحتلال بإجراء تحقيق فوري بظروف استشهاده، خاصة مطالبتي الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية.

واعتبرت "الخارجية" في بيان صدر عنها، امس الجمعة، بأن ردود الفعل الدولية غير كافية مالم ترتبط بضغط حقيقي على دولة الاحتلال لاجبارها على القيام بتحقيقات جدية بمراقبة ومشاركة دوليتين، مشيرةً أنه "بدون مثل هذا الضغط لن يكون هناك تحقيق جدي، خاصة انه كانت هناك مطالبات دولية لمثل هذه التحقيقات لأحداث سابقة تجاهلتها إسرائيل بالكامل، كما هو الحال في قضية الشهيدة شيرين أبو عاقلة".

ولفتت "الخارجية" إلى أن "حالة الطفل ريان فريدة من نوعها، فبمجرد التفكير كيف أن كتيبة من الجنود الإسرائيليين المدججين بكل أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا، يركضون خلف طفل عمره سبع سنوات خارج من مدرسته بسلام نحو بيته بهدف اعتقاله وضربه، لأنهم اعتقدوا أن هذا الطفل رمى حجرا بحجم قبضة يده، وقذفه لأكثر من متر بحكم قوة ذراعه، مما عرّض الكتيبة العسكرية الإسرائيلية المتواجدة خصيصا على بعد بضعة أمتار من أمام بوابة المدرسة لإثارة الطلبة، للخطر!!. وعليه وبدلا من إطلاق النار على الطفل ريان بهدف قتله لتعريضه حياتهم للخطر، قرروا عدم إطلاق النار والركض خلفه لاعتقاله وربما محاكمته كما حاكموا أحمد مناصرة وأطفالا آخرين".

وتابعت: "الطفل الصغير ريان، ضحية إرهاب جيش الاحتلال وانحطاطه الأخلاقي، بكل وضوح وعن سبق إصرار وتعمد"، مؤكدةً وجوب محاكمة هذا الجيش الذي يستهدف الأطفال الفلسطينيين، خاصة وأن اليوم هي الذكرى السنوية لاستشهاد الطفل محمد الدرة، الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي، ورفض الجيش في حينه تحمل مسؤولية استشهاده، وسوف تتكرر نفس المواقف، ونفس التفسيرات، والإدعاءات من قبل جيش الإرهاب الإسرائيلي".

رغم التشديدات

وأدّى عشرات آلاف الفلسطينيين، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم التشديدات والقيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة والمسجد المبارك.

وأفادت مراسلة "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت المصلى المرواني ودققت في هويات المصلين، كما حررت عشرات المخالفات "الكيدية" لمركبات المصلين في منطقة باب الأسباط.

وأضافت أن قوات الاحتلال كثفت من انتشارها في شوارع المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصى وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في هوياتهم الشخصية، وفرضت تضييقات على الأهالي الوافدين إلى المسجد، ومنعت المسعفين من إدخال أدوات الإسعاف الأولي إليه.

وكان آلاف المواطنين أدوا صلاة الفجر في المسجد الأقصى، رغم العراقيل والعوائق التي وضعتها قوات الاحتلال في أزقة البلدة القديمة، وذلك تلبية لدعوات من هيئات مقدسية لشد الرحال إليه وأداء الصلاة فيه.