العرب والعالم

العراق يعتزم نشر قواته على حدوده مع إيران وتركيا

24 نوفمبر 2022
واشنطن تدعو لـ"وقف فوري" للتصعيد التركي بشمال سوريا
24 نوفمبر 2022

عواصم "وكالات": أعلن العراق امس الأربعاء عزمه على إعادة نشر قواته على حدوده مع كلّ من إيران وتركيا، في قرار يأتي بعد القصف المتكرّر الذي نفّذته جارتاه واستهدف في إقليم كردستان العراق متمرّدين أكراداً أتراكاً وإيرانيين.

وقرر المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق في اجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء وضع خطة لإعادة نشر القوات على حدود البلاد مع إيران وتركيا.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول عبدالله في بيان: "ناقش المجلس الاعتداءات والخروقات التركية والإيرانية على الحدود العراقية، والقصف الذي طال عددا من المناطق في إقليم كردستان العراق، وتسبب بترويع الأهالي وإلحاق الأذى لهم ولممتلكاتهم"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) صباح اليوم الخميس.

وأضاف الناطق أنه في إطار العمل لوقف هذه الاعتداءات، إلى جانب استمرار الجهود الدبلوماسية، فقد اتخذ المجلس قرارات تشمل "وضع خطة لإعادة نشر قوات الحدود العراقية لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا"، و"تأمين جميع متطلبات الدعم اللوجستي لقيادة قوات الحدود وتعزيز القدرات البشرية والأموال اللازمة وإسنادها بالمعدات وغيرها، بما يمكّنها من إنجاز مهامها".

وشنّ الحرس الثوري الإيراني ضربات صاروخية وهجمات بمسيّرات مفخّخة على مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية المتمركزة منذ عقود في كردستان العراق، الإقليم المتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.

بدورها شنّت تركيا الأحد عملية عسكرية ضدّ مواقع لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال العراق وسوريا.

ويبدو أنّ الإعلان العراقي موجّه بشكل خاص إلى إيران التي أكّدت في وقت سابق الأربعاء عزمها على الاستمرار في مواجهة "التهديد" الآتي من الإقليم العراقي.

وتخضع المناطق الحدودية في كردستان العراق لسيطرة البشمركة، وهي قوات عسكرية خاصة بإقليم كردستان لكنّها تتبع إدارياً لوزارة الدفاع العراقية.

والثلاثاء، التقى وفد من البشمركة ممثّلين عن وزارتي الداخلية والدفاع. واتفق الطرفان على "استراتيجية تهدف إلى تعزيز أمن الحدود"، بحسب بيان صدر عن إقليم كردستان العراق.

وقال الناطق باسم حكومة إقليم كردستان لاوك غفوري لوكالة فرانس برس إنّ "حكومة إقليم كردستان سترسل تعزيزات من البشمركة إلى الحدود".

وفي طهران، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن بلاده تأمل في "عدم استخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن إيران".

"وقف فوري"

وفي سوريا، دعت الولايات المتحدة اليوم الخميس إلى "وقف فوري للتصعيد" في شمال سوريا حيث تنفّذ تركيا منذ نهاية الأسبوع ضربات جوية طالت عشرات المواقع في مناطق نفوذ القوات الكردية التي تعد واشنطن داعمتها الرئيسية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لصحفيين "تحضّ الولايات المتحدة على وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا. نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة.. وتعرّض المدنيين والأفراد الأمريكيين للخطر".

وتابع "نتفهّم أن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة في ما يتعلّق بالإرهاب. لكننا في الوقت ذاته عبرنا باستمرار عن مخاوفنا الجديّة إزاء تأثير التصعيد في سوريا" على مواجهة "تنظيم داعش وعلى المدنيين على جانبي الحدود".

وتشنّ تركيا منذ فجر الأحد حملة جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق قالت إنها تأتي رداً على هجوم بعبوة ناسفة في 13 نوفمبر في اسطنبول أوقع ستة قتلى، واتهمت حزب العمال الكردستاني الناشط في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، بالوقوف خلفه. ونفى الطرفان الكرديان أي علاقة لهما.

وشكلت القوات الكردية رأس حربة في قتال تنظيم داعش في سوريا، بدعم مباشر من تحالف دولي بقيادة واشنطن.

ونفذت تركيا عشرات الضربات الجوية على مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في شمال وشمال شرق سوريا، طالت نقاطاً عسكرية ومنشآت نفط وغاز ومحيط مخيم يؤوي عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات تنظيم داعش.

وطال القصف التركي كذلك قاعدة مشتركة بين قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي، ما عرّض "قوات وأفرادا أمريكيين للخطر"، وفق ما أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي. كما استهدفت أنقرة مكتباً لقوات سوريا الديموقراطية داخل قاعدة روسية.

وجدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الكلام عن عملية برية محتملة في سوريا، فيما دعا القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي موسكو وواشنطن إلى التدخل لمنع التصعيد. وحذّر الكرملين تركيا من "زعزعة الاستقرار" في المنطقة.

ستواصل الرد

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لنظيره الروسي في اتصال هاتفي اليوم الخميس إن أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تنطلق من شمال سوريا، بعد أن طلبت موسكو من أنقرة تجنب هجوم واسع النطاق في سوريا.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن أكار أبلغ نظيره الروسي سيرجي شويجو أن "أولوية تركيا هي درء التهديدات الإرهابية (من شمال سوريا) بشكل دائم"، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات السابقة بشأن هذه القضية.