مقومات وأسس الحفاظ على قاعدة الناشئين واستحداث الأكاديميات الرياضية
استطلاع - مريم البلوشية
تعتمد الاتحادات العالمية في استراتيجياتها لتطوير المسابقات بشكل أساسي في تطوير قطاع المراحل السنية والناشئين وكذلك في إنشاء الأكاديميات الرياضية في مختلف الألعاب وأيضا من خلال زيادة عدد المسابقات ووضع رؤى فنية وإدارية وتطويرية من أجل الارتقاء بالمراحل السنية بحكم أنها الركيزة التي تبنى عليها المنتخبات الوطنية في المستقبل، ومن المهم جدًا الاهتمام بالمراحل السنية وإنشاء الأكاديميات الرياضية للناشئين، وبلا شك أن جيلي الناشئين والشباب أصبحا متعطشين لمثل هذه الأكاديميات التي يجب أن تقام وفق مواصفات خاصة تساعدها على إيجاد أجيال جديدة تعد إعدادًا مهنيًا تدعم من خلالها الاتحادات والمنتخبات الوطنية، ومن المهم توسيع قاعدتها ورفع مستوى الأداء فيها لأنها تساعد على اختيار المواهب وتهذيبها وصقلها وإعدادها من أجل تكوين جيل يستطيع تمثيل السلطنة في المحافل الرياضية الخارجية على مختلف مستوياتها. «عمان الرياضي» استطلع آراء عدد من المهتمين حول أهمية تطوير قطاع الناشئين وإنشاء الأكاديميات وتطوير هذا القطاع المهم.
راشد الكندي: نتائج مراكز الناشئين والأكاديميات متواضعة جدًا ومنها فشل!
قال راشد الكندي نائب رئيس اللجنة العمانية للرياضات البحرية: في البداية لا يمكننا الحديث عن الأكاديميات أو المراكز التدريبية ذات المستوى العالي للمراحل السنية دون تحديد برامج النهوض بالنشء ودور تلك الأكاديميات في الأندية أو في الاتحادات الرياضية، حيث التجربة الماضية في إنشاء مراكز الناشئين أو الأكاديميات على المستويات المختلفة سواء في الهيئات الرياضية أو الخاصة كانت نتائجها متواضعة جدًا، والكثير منها باء بالفشل، وأصبحت تلك الأكاديميات أو مراكز التدريب كأنها أراضٍ جافة أو ميتة بدون ماء، وفي أغلب الأحيان في الوقت الحاضر فإن مخرجاتها غير مكتملة في جوانبها المختلفة وغير متقنة عند انتقائها على مدار سنوات العمل.
وأوضح الكندي أن الناشئ هو المصدر المتجدد لفرق الكبار في المنتخبات الوطنية، غير أن قلة الاهتمام وتدهور المسابقات المحلية لهذه الفئة يعد تدمير البنية الأساسية لرياضة المجتمع عامة ولرياضة الأداء العالي خاصة، وضمن الاحتياجات المطلوبة لرفع مستوى الاهتمام بالنشء الموهوب أيضًا الاهتمام والاكتراث بالتغذية الصحيحة وتعويده على العادات الغذائية المناسبة بالإضافة إلى السلوكيات الرياضية الجيدة.
وأضاف: تؤشر تلك الغايات إلى هدم تلك الموهبة سواء في الأندية أو المنتخبات الوطنية، وإضافة إلى ذلك غياب الرؤية تجاه الناشئين والبراعم في تلك الهيئات رغم وفرة الإمكانيات والذي تسبب دون تواصل بين الأجيال، وأدى إلى غياب نتائج الهيئات الرياضية عن المنصات التتويج في البطولات الدولية المختلفة، إلا في الحالات النادرة وبسببها الأكبر غياب المادة العلمية للاعبين الصغار.
وقال نائب رئيس اللجنة العمانية للرياضات البحرية: غياب منهج يتبع من قبل المدربين الفنيين في تلك الهيئات الرياضية تسبب إلى القدوم والاجتهاد فقط والذي تكون غالبًا النتائج العكسية للرياضي الصغير والذي قد يتسبب في العزوف عن الاستمرارية من قبل الناشئ، وقلة الموازنات التي تخصص للمراحل المختلفة ابتداء من مرحلة المجتمعي، الانتقاء والمشاركة كان له الدور الكبير في عدم الاستمرارية في ممارسة الرياضة، حيث يتم تخصيص ما يفوق 90% من الموازنة لدعم المشروعات والبرامج للاعبين الكبار أو المحترفين.
وأضاف الكندي: إن التواصل مع بعض المهتمين في الرياضة بأن الموهبة لا تزال موجودة، ولكنها اندثرت أو قد تندثر لعدة أسباب أهمها غياب من يقوم بعملية اكتشاف للمواهب، حيث تظهر في الوقت الحاضر الصدفة هي أهم العوامل للحصول على الموهبة، وأيضا سوء فهم أو اختلاف بين الأكاديميات الرياضية والمراكز التدريبية ومراكز لرياضة المستوى العالي، ومثالا على ذلك، المراكز التدريبية «مدارس الإبحار الشراعي» بعمان الإبحار تتبع نماذج من المناهج التدريبية العالمية للعمل كمركز تدريبي وليست كأكاديميات رياضية، وخلال السنوات الخمس الماضية حقق عمان للإبحار إنجازات بدأت من الجذور وحتى حقق إنجازات آسيويا، واستطاع تربع الإبحار الشراعي على المستوى الإقليمي والعربي، وحقق الذهبيات في فئة العموم على المستوى القاري والاعتماد الكلي على مدربين وطنيين بالإضافة إلى الكشافين والذين تم تأهيليهم مسبقًا لهذا الغرض، ومن رأيي الحل هو اتباع الطرق العلمية الحديثة في التدريب الرياضي خاصة للناشئين وكيفية انتقاء المواهب وتوصيلهم إلى منصات التتويج في منافسات الكبار بعد مضي 8 إلى 12 عاما من العمل الشاق، ولا نغفل هنا إيجاد الحوافز المناسبة لكل مرحلة عمرية، مضافة المتابعة في تطور المستوى الرياضي دراسيًا وصحيًا على أن تتناسب مع المعايير التي وضعت لقيد اللاعب بعد إجراء الفحوصات الطبية والفيسيولوجيا اللازمة والابتعاد عن التخصص المبكر، ومن النقاط المهمة تقوية الرابط بين الهيئة الرياضية وعائلة اللاعب والمدرسة التي ينتمي إليه.
موسى البلوشي: هناك أسس ومعايير اختيار أعضاء الأكاديميات
قال موسى البلوشي أمين السر العام باتحاد العماني لكرة اليد: البداية ممكن أن تكون في اختيار النشء للدخول في الأكاديميات حيث إنه يجب انتقاء اللاعبين وفق أسس ومعايير صحيحة من خلال الحالة الصحية أولا، ويتم الكشف عن ذلك من خلال إجراء فحوصات شاملة (الطول والوزن واللياقة البدنية) وتخصيص مدرب مختص للفئات العمرية والسنية وكذلك تشجيع المشاركين من اللاعبين الناشئين لممارسة اللعبة وتقديم حوافز مادية ومعنوية مع ضرورة وضع خطة تستمر لأربع سنوات يتم من خلالها تقييم العمل والمشاركة في المهرجانات والفعاليات بشكل دائم، فعلى سبيل المثال لنا تجربة في مراكز إعداد الناشئين حيث تمت الاستفادة من بعض تلك المراكز من خلال انضمام مجموعة من اللاعبين الناشئين لأندية وفق الأعمار المحددة وينطبق ذلك على الأندية القريبة من هذه المراكز والتي تقع في محيط هذه المراكز ولبعد مناطق لاعبين آخرين فلم تتم الاستفادة منهم وتركوا اللعبة، والخلاصة عندما يتم فتح مركز تدريبي وأكاديمية في المحافظة فيجب متابعة هؤلاء اللاعبين من أنديتهم.
وحول دور الاتحادات في زيادة عدد المنافسات قال البلوشي: تتلخص في إدخال بطولة للأشبال بروزنامة المسابقات بالاتحاد ومن أعمار ١٠ إلى ١٢ سنة والإشراف المباشر من قبل مدرب المنتخب لهذه الفئة مع إلزام الأندية بالعمل المناسب وفق خطة توضع حسب إمكانيات اللاعبين البدنية والفنية للارتقاء بمستوى اللاعب حتى يكون جاهزًا تكتيكيًا وفنيًا على أساس أن هذه الفئة من اللاعبين هي أساس تطوير اللعبة ومع أهمية وضرورة دعم المدرسة في تحفيز اللاعبين المجيدين ورفع درجات الطالب بإعطائه درجات إضافية حتى يكون ذلك كنوع من التحفيز والتشجيع لأهل الطالب والطالب نفسه بممارسة اللعبة كما يمكن للاتحاد أيضًا إضافة بطولة للبراعم بالآلية نفسها التي تحدثنا عنها في بطولة الأشبال.
محمد العاصمي: إعداد أكاديميات للنشء من الأدوار الأساسية للأندية
قال محمد العاصمي عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني لألعاب القوى ونائب رئيس لجنة المنتخبات بالاتحاد: من الأدوار الكبيرة للأندية هي المحافظة على قاعدة الناشئين لعدة أسباب منها توفر مراكز للأعداد النشء من سن ما قبل المنافسة للفئات العمرية 8-14 سنة في الأندية، وأيضا ظروف الأندية تكون مناسبة من حيث موقعها القريب من مناطق الناشئين ولذلك تستطيع الأندية توفير الأكاديميات لهم ويعتبر دورًا أساسيًا للأندية لأنها مؤسسة اجتماعية تقدم خدمة لفئات المجتمع المختلفة، كبيرة وهي فرصة للأندية في الاستثمار للمستقبل لأن وجود مثل هذه الأكاديميات تعمل على اختيار لاعبين للأندية بعد إعدادهم بمنهجية علمية وصقل مهاراتهم وبالتالي يتوفر للنادي لاعب ذو جودة ومهارة عالية تم إعداده منذ صغر سنه، ونشدد على ضرورة التركيز على هذه الفئة العمرية.
وحول دور الاتحادات الرياضية في زيادة المسابقات من أجل إيجاد جيل من اللاعبين المجيدين، قال العاصي: سابقا كان لدينا في كرة القدم دوري «البراعم» للفئات العمرية ما قبل 14 سنة، وهذه فرصة كبيرة للقيام بهذا الدوري أو المنافسة من قبل اتحاد الرياضة المدرسية وذلك لوجود هذه الفئة في المدارس وبالتالي من الممكن تنظيم بطولة مدرسية من مختلف الألعاب لتعطي هذا الفئة حقها من المنافسات مع دور تكميلي للاتحادات لأنها معنية بشكل أساسي بهذا الأمر وكاقتراح شخصي من الممكن إدراجها ضمن مسابقات المهرجانات الترفيهية.
وأضاف العاصمي: يجب علينا توسيع دائرة المنافسات والبطولات والأكاديميات لهذه الفئة العمرية للحصول على مواهب عالية من اللاعبين وهذا يتطلب تنسيقا بين الأندية والاتحادات الرياضية. وذكر العاصمي أنه في اتحاد ألعاب القوى لدينا مسابقات لاكتشاف الموهوبين ونعمل مع الاتحاد المدرسي لوضع مجموعة من المسابقات الخاصة بالمدارس ولدينا حقيبة ألعاب القوى للأطفال التي تمت إضافتها للمناهج الدراسية وهي عبارة عن مجموعة من المسابقات تجرى في المدارس تساعدنا على اكتشاف المواهب في المدارس ويتم تفعيلها في بعض الأندية وبالإضافة لوجود مراكز إعداد الناشئين الخاصة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب.
