مراكز الطب الرياضي .. قصة تحكي نجاح العلاج الطبيعي والتأهيل وإصابات الملاعب
سالم الغيلاني: هدفنا حماية ومعالجة وتأهيل الرياضيين لكي يعودوا إلى ممارسة أنشطتهم بأمان
إشهار دائرة معنية بالطب وعلوم الرياضة سيسهم في الرقي بمنظومة التدريب محليًا ورفع القدرة التنافسية خارجيا
أكد هشام بن جمعة السناني مدير عام مساعد المديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب على الاهتمام الذي توليه الوزارة لمجال الطب الرياضي وعلوم الرياضة كعنصر أساسي من عناصر تقدم وتطور الرياضة العمانية، حيث إن رؤية الوزارة خلال السنوات الماضية خطط واضحة لتأسيس وتدعيم كفاءة مراكز ووحدات الطب الرياضي بمحافظة مسقط وعدد من محافظات السلطنة بالتجهيزات والمعدات الطبية في سبيل تقديم خدمة تشخيص الإصابات الرياضية والعلاج والتأهيل الرياضي لمختلف فئات الرياضيين لا سيما رياضيي المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية.
وقال مدير عام مساعد المديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في حديث لـ«عمان الرياضي» قائلا: استمرارًا للاهتمام الذي توليه الوزارة بمجال الطب ودوره في تطوير منظومة التدريب والأداء الرياضي، ومن منطلق عدم اقتصاره على تقديم خدمات العلاج والتأهيل الرياضي، فقد أكد توجهات الوزارة وبما يتوافق مع «رؤية عمان 2040» على ضرورة الاهتمام بعلوم الرياضة كونها الركيزة الأساسية في رفع كفاءة القدرة التنافسية لرياضيي السلطنة بغرض تمكينهم مهاريًا وبدنيًا وصحيًا لتحقيق الإنجازات باسم السلطنة في المحافل الإقليمية والدولية وترجم ذلك في الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة والمتمثل في إشهار دائرة معنية بالطب وعلوم الرياضة.
وأضاف: سيعمل هذا بلا شك على الاهتمام بالعلوم الأخرى المرتبطة بالرياضة كعلوم التغذية والحركة وغيرها إلى جانب ما يتطلبه ذلك من تعزيز الشراكات مع الجامعات والأكاديميات الوطنية والدولية والمؤسسات الصحية لإجراء الدراسات والبحوث العلمية في مجال تطوير منظومة الأداء الرياضي بالسلطنة والتبادل والاستفادة المشتركة بين أطراف هذه الشراكة من الخبرات الأكاديمية والتجهيزات العلمية المتوفرة لدى كل طرف بما يحقق التكاملية وتحقيق الأهداف المشتركة، كما أن الوزارة ومن منطلق أهمية خدمة العلاج والتأهيل بالنسبة للرياضيين فقد عملت المديرية والدائرة المختصة ومراكز ووحدات العلاج الطبيعي خلال فترة الجائحة على استمرارية تقديم الخدمة للمستفيدين وفق فترات محددة وبآليات دقيقة تضمن تطبيق الإجراءات الاحترازية والتعليمات والتوجيهات في شأن مواجهة جائحة كورونا.
قصة الطب الرياضي
من جانبه قال سالم بن محمد الغيلاني مدير دائرة الطب وعلوم الرياضة بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: تم تأسيس وحدة العلاج الطبيعي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في عام 1995 وكان بمسمى مركز الطب الرياضي ويتبع مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وفي عام 2007 تم إصدار الهيكل الإداري لدائرة الطب الرياضي ويتبع المديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي وتوالى فيما بعد افتتاح وحدة العلاج الطبيعي في صحار عام 2008 ثم وحدة العلاج الطبيعي في صور 2009 وبعدها وحدة العلاج الطبيعي في نزوى 2012م ووحدة العلاج الطبيعي في صلالة 2014م وبعدها ووحدة العلاج الطبيعي في البريمي 2015م، وجارٍ العمل حاليًا على افتتاح وحدات العلاج الطبيعي في المجمع الرياضي بعبري وخصب والرستاق.
وأضاف الغيلاني: تهدف الدائرة إلى خدمة جميع الرياضيين العمانيين بالمنتخبات الوطنية واللجان والأندية والجهات العسكرية الرياضية ووزارة التربية والتعليم دائرة الأنشطة الرياضية وجامعة السلطان قابوس قسم الرياضة، وجهات أخرى، كما تقوم الدائرة بإعداد برنامج سنوي للتوعية والتعريف بأهمية الطب الرياضي ودوره في الأنشطة والتأهيل الرياضي، والقيام بحملات التوعية والإرشاد من إصابات الملاعب وتجنب المخدرات والاشتراك في عملية التوعية للوقاية من تعاطي المنشطات.
برنامج سنوي
وحول تنظيم العمل بوحدات العلاج الطبيعي والتأهيل الرياضي، قال مدير دائرة الطب وعلوم الرياضة بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: لدينا برنامج سنوي للتوعية والتعريف بأهمية الطب الرياضي ودوره في الأنشطة والتأهيل الرياضي، بالاشتراك مع الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي، وأيضًا نقوم بمعالجة الرياضيين من الإصابات التي يتعرضون لها أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، وتنسيق وتدعيم علاقات التعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية والخارجية التي تعمل في مجال الطب الرياضي، وأيضًا القيام بحملات التوعية والإرشاد للوقاية من إصابات الملاعب وتجنب تعاطي المخدرات، والاشتراك في عملية التوعية للوقاية من المنشطات، وكذلك تقديم المقترحات الخاصة للاستفادة من وحدات العلاج الطبيعي والتأهيل الرياضي في المجمعات الرياضية، وأيضًا وضع خطة إرشادية عن أهمية المقاييس والاختبارات الخاصة باللاعبين في المنتخبات وفرق الأندية ومتابعة تنفيذها، وترشيح الأطباء في البعثات أو المؤتمرات الطبية بالخارج بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتحديد الاحتياجات اللازمة من الأطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي والفنيين.
أقسام مختلفة
وتابع سالم الغيلاني حديثه قائلا: تتكون الدائرة من عدة أقسام، وهي أولا: قسم الاختبارات والمقاييس ويختص بإقامة الدورات التخصصية في الاختبارات والمقاييس وإجراء قياسات اللياقة البدنية وتوفير المعلومات المتعلقة بالاختبارات والمقاييس لرفع مستوى اللياقة البدنية والصحية للاعبين وقياس التحليل الحركي للرياضي.
ثانيا: قسم المنشطات ويختص بوضع برامج لمكافحة المنشطات وكيفية الوقاية منها والتنسيق مع الجهات المختصة في فحص اللاعبين المشاركين في البطولات والمسابقات للتأكد من عدم تعاطيهم.
ثالثا: قسم الرعاية النفسية ويختص بإعداد برنامج للتوعية والتعريف بأهمية الطب الرياضي والرعاية النفسية ودورها في الأنشطة والتأهيل الرياضي، وتقديم المقترحات الرياضية لاستفادة اللاعبين من الرعاية النفسية، ومعالجة الرياضيين من أي عوارض نفسية يتعرضون لها أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، والعمل على تقوية وتأكيد الدوافع النفسية والمحفزات للاعبين وتنمية روح الإصرار من أجل الفوز في اللقاءات المختلفة ثم تقبل النتائج بروح رياضية.
رابعا: قسم البحوث والدراسات العلمية ويختص بوضع برامج سنوية لإجراء بحوث علمية متعلقة بالإصابات الرياضية الشائعة، وأيضا بوضع برامج سنوية لإجراء بحوث علمية متعلقة بكيفية الوقاية من الإصابات الرياضية، وربط نتائج قسم الاختبارات والمقاييس بالدراسات العلمية في مجال فسيولوجيا الرياضة، وأيضا عرض نتائج البحوث العلمية للدائرة في المشاركات المحلية والدولية.
العلاج الطبيعي والتأهيل
وتابع مدير دائرة الطب وعلوم الرياضة بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب حديثه قائلا: يهدف مركز العلاج الطبيعي والتأهيل إلى حماية ومنع وتصحيح وتقييم والاطلاع ورفع الروح المعنوية والبحث والتشخيص ومعالجة وتأهيل الرياضيين المصابين لكي يعودوا إلى ممارسة أنشطتهم الرياضية بأمان، وأيضا يقوم المركز بتقييم وفحص جميع الرياضيين وبشكل رئيسي جميع الرياضيين في المنتخبات الوطنية المختلفة ويعد هذا النوع من الفحوصات فحصا تقييميا قبل المشاركة في المسابقات الرياضية، ويشتمل الفحص التقييمي قبل المشاركات على جميع الفحوصات الجسدية: فحص الدم، وبقية الفحوصات الأخرى المتعلقة بالجهاز الهضمي والأشعة السينية والتخطيط الكهربائي للقلب وتخطيط صدى القلب المقطعي ويتم عمل هذه الفحوصات بالتعاون مع المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية.
وأضاف: يوجد قسمان مستقلان للرياضيين من الرجال والنساء والقسمان مجهزان بأحدث المعدات الطبية، ويقوم المركز إضافة إلى الخدمات الطبية العامة بتغطية خدمية طبية شاملة لجميع الأنشطة الرياضية التي تمارس في المجمع الرياضي، كما يقيم المركز بشكل منتظم حلقات عمل وحوار مع المدربين والرياضيين وآبائهم وموظفي المركز، ويقدم المركز النصائح للمدربين والرياضيين والمتدربين والفرق الطبية وللاعبي الأندية وينشر الوعي بينهم حول مبادئ الوقاية من الإصابات وحول مقدار التمرين والإحماء الجيد وتمارين تفكيك ومد العضلات السليمة وبرامج التغذية وشرب الماء.
أجهزة التأهيل
وحول أجهزة التأهيل الرياضية المتوفرة بالمركز قال سالم الغيلاني: تتوفر لدينا أولا أجهزة العلاج وهي أجهزة الليزر ذات التردد المنخفض وأجهزة الموجات فوق الصوتية وأجهزة الموجات الكهرومغناطيسية وأجهزة الترددات المتفاعلة وجهاز تخفيف الآلام وجهاز العلاج بالثلج وجهاز لقياس قوة عضلات اللاعب وجهاز العلاج بالذبذبات الباردة وجهاز العلاج بالموجات الساخنة وجهاز تردد الذبذبات.
وأضاف: أيضا تتوفر أجهزة التأهيل البدني وهي كل أجهزة تقوية عضلات الجزء السفلي من الجسم وأجهزة تقوية عضلات الجزء العلوي من الجسم وأجهزة السير المتحرك وأجهزة الدراجة الهوائية الثابتة وأجهزة تمارين الاتزان وكرات للعلاج التأهيلي وكرات للعلاج الطبي والأشرطة والأربطة المطاطية وجهاز للقفز و10 أعمدة حائط.
كما تتوفر بالمركز خدمات العلاج بالموجات الصوتية والعلاج بالليزر والعلاج بموجات الإنفاذ الحراري القصيرة والأشعة تحت الحمراء ووحدة السحب وإعادة التأهيل والعلاج الطبيعي لتقوية العضلات والعلاج بالتبريد ومختبر العلاج المائي، كما أن المركز مجهز بأحدث وحدات المسح المستخدمة لتخطيط الصدى، والتي بالتالي تمكننا من اكتشاف أي إصابة عضلية هيكلية، وإذا ما كانت الأنسجة العضلية متمزقة أو إذا كان هناك وروم دموي، أو تجمع لسوائل معينة، وكذلك تمكننا من المتابعة الإضافية.
