هبطة المضيرب في ولاية القابل .. فرحة شعبية تتوشّح بعبق التراث
تعد «هبطة المضيرب» بولاية القابل، إحدى أبرز الهبطات العيدية بمحافظة شمال الشرقية، وسط أجواء تقليدية نابضة بالحياة، واستعدادات مبكرة جسّدت التقاليد العُمانية الأصيلة في الاستعداد لعيد الأضحى المبارك.
وتأتي الهبطة هذا العام ضمن السياق الثقافي والتراثي للولاية التي تتخذ من الخيل العربية الأصيلة شعارًا لها، تعبيرًا عن ارتباط أبنائها العميق برياضة الفروسية ومكانتها المتأصلة في الهوية المحلية. وفي هذا الإطار، انطلق «مركاض الخيل» صباح يوم الهبطة في ساحة مخصصة، بمشاركة مجموعة من الفرسان من مختلف الأعمار، الذين قدموا استعراضات نالت إعجاب الزوار، وعبّرت عن روح الفروسية والتقاليد العمانية.
وشهد سوق المضيرب حركة نشطة ووفودًا كبيرة من المتسوقين منذ ساعات الصباح الأولى، حيث امتلأت ساحة المواشي بالأغنام المعروضة بأسعار تراوحت بين ٨٠ إلى ٢٠٠ ريال عماني، وفقًا للحجم والسلالة، وسط إقبال لافت من المواطنين لتأمين الأضاحي.
كما تنوعت المعروضات في السوق بين المأكولات الشعبية مثل العرسية والهريس والثريد التي أعدتها الأسر المنتجة، والبهارات العُمانية، إلى جانب الزيوت العطرية والبخور.
ولإضفاء جو من البهجة على الأطفال، توفرت أكشاك الألعاب والهدايا، التي أضفت لمسة من الفرح على وجوه الصغار في مختلف أركان السوق.
وتماشياً مع طبيعة الولاية والظروف العملية للمواطنين، تم هذا العام تقسيم أوقات الهبطة إلى فترتين: صباحية ومسائية، لإتاحة الفرصة للموظفين والطلبة ممن تعذر عليهم الحضور صباحًا، للمشاركة في الفترة المسائية واختيار ما يناسبهم من مستلزمات العيد.
وبهذه الفعالية المتكاملة، تواصل هبطة المضيرب ترسيخ مكانتها كحدث اجتماعي واقتصادي وثقافي، يُعيد للذاكرة العُمانية وهج الماضي، ويجسّد الاستعداد الجماعي لاستقبال بهجة العيد في أحضان التراث والموروث المحلي.
