موسم "التبسيل" تلاحم مجتمعي لتحقيق الأمن الغذائي
تصوير ـ عبد الواحد الحمداني
انطلقت اليوم فعاليات موسم "التبسيل لإنتاج الفاغور" بمحافظة شمال الشرقية التي تشتهر به ولايات المحافظة وخصوصا ولاية بدية التي تنتج أجود أنواع البسور نظرا لطبيعتها الجافة، وتستمر الفعالية لمدة يومين من أجل تعزيز وعي المزارعين إلى ضرورة الاهتمام بجودة منتج "الفاغور" جراء استخدام أحدث التقنيات في جنيه وتحضيره وتسويقه في الأسواق الخارجية.
رعى الفعالية سعادة الشيخ علي بن أحمد الشامسي، محافظ شمال الشرقية، التي ركزت على أهمية وإسهام "الفاغور" في الأمن الغذائي، وتعزيز طرق تسويقه، وأثره الاقتصادي بالإضافة إلى تشجيع التجارب الرائدة في مجال استثماره وتعزيز الصناعات التحويلية النوعية من منتجاته.
وقال سعادته: إن الفعالية تدعو إلى الاهتمام بالحرفة القديمة والعريقة في عملية إنتاج "الفاغور" وخصوصا ولاية بدية، إذ نشجع من خلالها إلى زيادة زراعة نخلة المبسلي وإكثار فسائلها وإدخال أصناف أخرى.
تطوير آلية إنتاج الفاغور
وأشار سعادته أننا نسعى من خلال هذه الفعالية إلى استخدام التقنية الحديثة وتطوير آلية إنتاج الفاغور بطرق حديثة متطورة ذات جهد منخفض والحفاظ على الجودة وتقليل التكلفة، حيث إن طريقة التبسيل التقليدية فيها الكثير من الهدر للمنتج نفسه، فضلا أنها تستهلك جهدا عاليا وتفقد أنظمة الأمن والسلامة، كما أنها تؤدي إلى تضرر البيئة جراء استخدام المخلفات الزراعية التي تحرق نتيجة غلي البسور.
وأضاف: نحاول من خلال هذه الفعالية لفت انتباه مؤسسات التعليم العالي والجهات المعنية إلى الابتكار وإيجاد آلية حديثة متطورة وإنشاء معمل خاص في المحافظة لإنتاج الفاغور وتقديم خدمة للمزارعين من أجل إنضاج البسور وإنتاجها ثم الوصول إلى المرحلة الاقتصادية وإعادة البيع لتعظيم فائدتها، كما نسعى لتطوير هذه الحرفة وجعلها أكثر تنظيم باستخدام الأسلوب العلمي والبحث عن مصادر للتسويق داخل وخارج السلطنة.
وأكد سعادته أن الهدف الحقيقي من خلال هذه الفعالية هو الوصول إلى مرحلة عدم تصدير المنتج بشكله الأساسي إنما استغلاله في الصناعات المرتبطة به، حيث إنه بالإمكان إنتاج صناعات غذائية من منتج "الفاغور" نفسه وعمل حبوب للإفطار مثل " كورن فلكس"، بالإضافة إلى إمكانية صناعة أقماع الآيسكريم وبعض أغذية الأطفال، وإدخاله في الصناعات الغذائية المختلفة مثل المكملات الغذائية والمعجنات والحلويات، فضلا عن ذلك فإن الفعالية تسعى إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار وعرض العديد من النماذج من المنتجات الغذائية.
الاهتمام بمنتج التبسيل
من جانبه قال محمد بن ناصر المسكري، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية: إن المشاركة في هذه الفعالية من قبل غرفة وتجارة وصناعة عمان هي لتشجيع رواد الأعمال من أجل إنشاء شركات تنتسب للغرفة والاهتمام بمنتج التبسيل، والذي من شأنه ستقوم الغرفة بتوفير سبل التعزيز والدعم لهذه الشركات في مختلف المجالات والمشاركات المحلية والدولية، بالإضافة إلى فرص المشاركة في مختلف الورش وفرص الاستثمار مع شركاء في الأمن الغذائي.
وأضاف: إننا نشجع الشباب الذين يمارسون هواياتهم وأعمالهم في التبسيل إلى تحويلها وإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة أو الانتماء إلى الأسر المنتجة حتى يتم تعميم الفكرة على القطاعين العام و الخاص في المحافظة وخارجها، كما يمكن لهم المشاركة في مختلف المجالات والمهرجانات ومعارض الأمن الغذائي على المستوى المحلي والدولي.
وتطرقت الفعالية في يومها الأول إلى تنظيم محاكاة لعملية "التبسيل" بدءا من عملية "جداد النخلة" وصولا إلى إنتاج "الفاغور"، وتم استعراض الطرق القديمة في عملية "التبسيل" ومراحلها المختلفة من مرحلة جني ثمار "نخلة المبسلي" والتي تُعرف "بمرحلة الجداد"، تلاه تنظيف وتصفية "البسور" ونقلها إلى "التركبة" لبدء عملية طبخها وغليها لإنتاج منتج "الفاغور"، ثم نقلها إلى أماكن التجفيف تحت أشعة الشمس، كما تم عرض الأدوات المستخدمة في هذه الحرفة والاستماع إلى الفنون المصاحبة أثناء عملية "التبسيل".
وأشارت إحصاءات وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن عدد أشجار "نخلة المبسلي" في سلطنة عُمان بلغت أكثر من ٣٧٤.٨ ألف نخلة منها ٧٣.٣ ألف نخلة في ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية، وأن متوسط إنتاج النخلة الواحدة قُدر نحو ٨٥ كجم، ويبلغ إنتاج سلطنة عُمان من المبسلي نحو ٣١.٩ ألف طن سنوياً.
كما أوضحت إحصاءات وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن عدد منتجي "الفاغور" أو المسوقين له في سلطنة عُمان بلغ ٥٤٤ موردا، وتقدر قيمة شراء محصول "الفاغور" سنويًّا قرابة ٩٠٠ ألف ريال عُماني، بالإضافة إلى أن قيمة الدعم للمزارعين الذين قاموا بتصدير "الفاغور" مباشرة بلغت ٦٢ ألف ريال عُماني.
