مشاركون ومنظمون في معرض العسل العماني: بيع 5 أطنان ونصف من العسل وإقبال كبير على المنتجات المعروضة
شارك في منافذ التسويق 44 نحالا من مختلف المحافظات -
بيع 5 أطنان ونصف من إجمالي كمية العسل المعروضة من قبل النحالين -
شهد معرض منافذ تسويق بيع العسل العماني إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين، حيث سجلوا إعجابهم بمثل هذه المعارض التي تجمع 44 نحالًا من مختلف محافظات سلطنة عمان في مكان واحد.
وجاء المعرض الذي استمرت أعماله ما يقارب 10 أيام ليعرض أجود أنواع العسل العماني والمنتجات والمشتقات التي تُصنع من العسل، كما يعد المعرض فرصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإبراز أنشطتها ودعمها.
وهدف المعرض التي نظمته وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع منصة عسل عمان بمركز عمان أفنيوز لتعريف الزوار بمنتجات العسل العماني، وأنواعه المختلفة كعسل السدر وعسل السمر وعسل الزهور وعسل اللبان وعسل زهرة الربع الخالي، وكذلك المنتجات الصحية الأخرى المصنّعة من العسل العماني.
واستطلعت "عمان الاقتصادي" مجموعة من المشاركين والمنظمين في المعرض للتعرف عن قرب على منتجاتهم وتاريخ بداياتهم في إنتاج العسل، وكذلك التحديات والصعوبات التي يواجهونها، ومدى فائدة منفذ التسويق للمشاركين.
وأوضحت المهندسة هادية بنت جمعة البلوشية مديرة دائرة التسويق والصناعات الزراعية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أنه شارك في المعرض 44 نحالا وتم تقسيمهم إلى دفعتين بواقع 22 مشاركا في كل دفعة، وعرض النحالون المشتركون 7 أطنان من العسل العماني، وشهد المعرض إقبالا واسعا من الزوار الذين تجاوز عددهم ألف زائر، وتم بيع 5 أطنان ونصف من إجمالي كمية العسل المعروضة من قبل المشاركين.
عسل الحمراء
وقال عبدالله بن سالم العبري: لدي علامة تجارية بمسمى "عسل الحمراء"، حيث قمت بمواصلة مشروع والدي في تربية العسل الذي بدأه عام 1980م، وطورت المشروع إلى منتجات تواكب متطلبات السوق المحلي والحالي، منها عسل النحل المتعارف عليه كعسل السدر وعسل السمر وعسل الزهور، وأضفت منتج عسل اللبان، وعسل زهرة الربع الخالي، الذي يصنع بعد الحالات المدارية كالأمطار التي تحدث في الربع الخالي، والتي بدورها تؤدي إلى ظهور نباتات نادرة، وكذلك أضفت منتجات صحية من العسل مثل كريم مرطب بشمع النحل وهو منتج يعالج الأكزيما والحساسية والصدفية، ويعد منتجًا طبيعيًا وعضويًا، وأدخلت فكرة إضافة أنواع من المكسرات في العسل، وصنعت بعض منتجات النحل كحبوب اللقاح وحبوب العكبر وأنواع من الشمع بالعسل العماني.
وأضاف العبري: هناك بعض التحديات الميدانية التي واجهتني في مشروعي، كشح المراعي وطبيعة سلطنة عمان التي تجبرنا على نقل خلايا العسل من مكان إلى آخر بحثًا عن المرعى المناسب للنحل، وآلية التسويق خلال فترة جائحة كورونا، كما كانت هناك العديد من الصعوبات التي واجهناها، والتي أثرت على وجود المنافذ التسويقية، كما أن بيع المنتجات عن طريق المنصات الإلكترونية لم يلق الرغبة الكبيرة من المستهلكين، حيث إن أغلبهم يرغبون بتذوق العسل وشم رائحته قبل الشراء، بينما وجود المعرض كنافذة تسويق أتاح لنا العديد من الفوائد القيّمة، التي من بينها الالتقاء بالنحالين من مختلف مناطق سلطنة عمان، وهذا بدوره يعزز بتبادل الخبرات والأفكار، وهو مقر يجمع مربي العسل ويسهل للمستهلكين في اختيار ما يناسبهم، وتعريف الزبائن الجدد بمنتجاتي.
جودة المنتج
من جانبه قال إسماعيل الكندي أحد المشاركين في منفذ التسويق، وصاحب علامة "رحيق العافية": بدأت مهنة النحل منذ الصغر وأعمل فيه منذ ما يقارب الـ20 عامًا، وكانت البداية من خلال مشروع منزلي مصغر، وحولت هذا العمل إلى مشروع تجاري في عام 2018م، وحاليا أنتج كميات وفيرة، أوردها في السوق المحلي وبعضها إلى دول الجوار.
وأضاف الكندي: واجهت العديد من الصعوبات تكمن في إيجاد مناطق رعوية للنحل تكون بعيدة عن البيئة السكانية والزراعية للمحافظة على جودة المنتج، وكذلك آلية تسويق المنتجات الجديدة من مشتقات العسل، والدعم المادي وإيجاد الكوادر البشرية المتمرسة في متابعة المناحل والعناية بها.
ومن بين التحديات التي واجهتها زيادة عدد النحالين الجدد قليلي الخبرة وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف ثقة المجتمع في العسل العماني بعد شرائه، وكذلك قلة الوعي في مكافحة أمراض وآفات النحل، إضافة إلى تشبع السوق المحلي بالعسل المستورد، الذي بدوره يؤثر على أسعار العسل العماني.
ويرى الكندي أن التسويق الإلكتروني هو إحدى الطرق المثلى للتسويق التي اعتمد عليها، وكذلك منافذ التسويق التي تقيمها الوزارة، ويعد المعرض ملتقى للتجار والنحالين، ويساعد المعرض على كسب المعارف والصداقات والخبرات.
كذلك نتعرف في المعرض على منتجات جديدة ومتنوعة، وشهد المعرض في هذه النسخة إقبالا كبيرا من الزوار المواطنين والمقيمين، بسبب استحداث التكنولوجيا كالمنصة الإلكترونية.
من جانب آخر قال يوسف بن محمد المسقري، صاحب علامة "مناحل ربوع وادي السحتن": بدأت مشروعي منذ 20 عامًا، وخلال تلك الفترة لا يوجد لدي محل، وإنما لدي زبائني الذين كسبت ثقتهم من واقع تجاربهم بمنتجاتي من العسل الطبيعي، وذلك بثقتهم لجودة منتجاتي التي استخلصها من الطبيعة البعيدة عن السكان والتلوث، فهناك 3 مواسم اعتمد عليها لإنتاج العسل بأنواعه الثلاثة التي أنتجها، كعسل السدر والسمر والزهور، وكل منتجاتي خالية من كل الإضافات.
وختم المسقري بإشادته لجهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على تبنيها مثل هذه المنافذ التسويقية، التي بدورها سرعت من آلية بيع المنتجات، وأضاف المسقري: إن المعرض أفادني كثيرًا في التعرف على زبائن آخرين وتسويق منتجاتي لمستهلكين جدد وبشكل أسرع، وكذلك كسبت معرفة نحالين جدد تبادلت معهم الخبرات ومعرفة أماكن المراعي وأوقاتها في مختلف المناطق.
فوائد العسل
وقال محمد بن أحمد الرزيقي من ولاية وادي بني خالد، صاحب علامة "عسل الخالدية": بدأت مشروعي في مناحل العسل منذ أن كنت في أيام الدراسة الإعدادية، وكان ذلك في عام 2004م، حيث إنني بدأت بخلية واحدة وعملت على تكاثرها، وتوجد لدي حاليا أكثر من 100 خلية، وذلك بدعم وجهود دائرة الزراعة بولاية بني خالد التابعة لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وبدعم إحدى شركات الغاز في الدورات التدريبية لتربية العسل، ومن منتجاتي عسل السدر والسمر واللبان وعسل زهرة الربع الخالي، وحاولت إنتاج عسل الطلح نظرا لفوائده المتعددة، ولكن مع الأسف لم استطع إنتاجه، بسبب أن طبيعة الأماكن التي تنبت فيها زهور الطلح لا تنتج الرحيق، وأسعى إلى صناعة منتجات أخرى أضيفها مع العسل، ولدي أفكار جديدة أسعى لتطبيقها على العسل، كإضافة الزيتون والتين وغيرها من الفواكه.
وأوضح الرزيقي أن العناية الصعبة للمناحل والمتابعة الدقيقة تعد أحد التحديات التي أواجهها، كذلك للأنواء المناخية دور في تأثر الإنتاج، ويعتمد تسويقي على العلاقات والأصدقاء ومنافذ البيع التي تقيمها الوزارة لنا.
من جانبه قال سليمان بن عبدالله البيماني صاحب مشروع عسل البيماني: بدأت مشروعي في عام 2010م، حيث كانت البداية بخلايا معدودة للاستخدام المنزلي، ومن هذا المنطلق استحضرت فكرة المشروع، باعتباره مصدر دخل للوظيفة، وكانت بداياتي ببيع العسل بأنواعه الثلاثة، عسل السمر والسدر والزهور، وعملت علامة تجارية خاصة لمنتجي بمسمى "عسل البيماني"، وفي صيف 2018 بدأت ببيع أنواع من العسل العماني غير المألوف لدى المجتمع، مثل عسل العتم، وعسل الشوع، والسرح، وعسل اللبان، والطلح والصمغ العربي. ولضمان جودة المنتجات تم فحصه من قبل مختبرات معتمدة في سلطنة عمان، وفي عام 2019 استخرجت سجلا تجاريا خاصا لبيع العسل، واعتمد على تسويق منتجاتي في محلي بولاية بهلا، وكذلك عن طريق الترويج في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأضاف البيماني: واجهت الكثير من التحديات في هذا المشروع، ومنها قلة ثقافة المجتمع بأنواع العسل الجديد، حتى البعض شكك في مصداقية هذا العسل ولكن بالجد والاجتهاد وشهادات الفحص وإرسال بعض المنشورات الخاصة بهذه الأعسال النادرة تمكنا من التغلب على هذه التحديات".
وأشاد البيماني بالجهود المبذولة من قبل الوزارة على إيجاد منافذ بيع العسل للنحالين، حيث تعد فرصة لتبادل الأفكار بين مجموعة كبيرة من أصحاب العلامات التجارية المشهورة، وأيضًا التعرف على طرق التسويق والتغليف لبعض المنتجات من قبل المشاركين في المعرض، وإتاحة الفرصة للمستهلكين لتجربة العسل العماني والتعرف عليه عن قرب.
