كيف يستثمر أطفالنا العيدية ؟
العيد فرحة تلازم الطفل بمجرد سماع الحديث بقدومه، ويتبادر في ذهن الطفل كم سأجني من هذه العيدية من مبالغ وكم سأجمع، ولكن لا يعي قيمة النقد الذي سيجنيه وكيفية الحصول عليه، كما لايعي كيفية استثمار هذه العيدية .
ويرى مواطنون أهمية توعية الطفل بثقافة الادخار واستثمار مبالغ العيدية في مشروع عائلي وتنمية فكره اقتصاديا .
عبدالرحمن بن سرحان السعدي يقول : إن أولياء الأمور دائما ما يبحثون عن سعادة أطفالهم، ولكن غالبيتهم لا يعي كيف يجعل من هذه الفرحة مكسبا يعود بالنفع للطفل، وسعادة الاطفال بمبلغ العيدية شعور لربما لا يستطيع وصفه الا من لامسه، حيث ان العيدية لها أبعاد معنوية ولربما تكون محل بناء شخصية الطفل.
ويضيف السعدي أن هناك جانبا سلبيا وإيجابيا للعيدية؛ يكمن الجانب الايجابي في فرحة الطفل وتعليمه تدريجيا بطبيعة النقد وآلية عمله، حيث ان الطفل يستطيع من خلال امتلاكه العيدية شراء اشياء يحتاجها ومن خلالها يستطيع فهم معنى الانفاق، وبهذا الحال يفهم الطفل معنى قيمة النقد المالي وكيفية امتلاك الاشياء.
اما الجانب السلبي هو ترك الطفل ليصرف العيدية في اشياء غير مفيدة، فهو لا يعي قيمة النقد او العيدية ويؤدي الى سوء صرفها، وربما تنتقل الى كارثة غير محسوب لها وغير مجدية، كصرفها في الالعاب النارية وغيرها.
ويرى السعدي أن على اولياء الأمور متابعة الطفل في آلية صرف العيدية، وتشجيعه في وضع الأموال التي يحصل عليها في "حصالة"، حتى يتسنى له بعد العيد الانتفاع بها في دراسة صيفية،او شراء مستلزمات خاصة له، وبهذا يصبح الطفل يشعر بطعم المساهمة من ماله الخاص.
- استثمار اقتصادي
وتقول سارة بنت صالح القرنية: العيدية هي عادة جميلة توراثتها الاجيال لتصب الفرح والسعادة على قلوب الأطفال في العيد. وفي وقتنا الحاضر اصبحت تقدم بأشكال مختلفة ممزوجة بالهدايا والحلويات والبطاقات عليها طبعات تهنئة بالعيد.
وأشارت إلى أن طريقة صرفها تعتمد على منهج كل عائلة وتوجهها في تنمية فكر اطفالهم، فبعض الأسر تنتهج طريقة الادخار من اجل تشجيع الطفل على عدم استهلاك جميع المبالغ في الملاهي والألعاب والحلويات، والبعض منهم يستطيع تشجيع الطفل لاستثمار هذه المبالغ في اشياء قيمة ومعنوية تعود للطفل نفسه.
موضحة ان الصرف المعنوي يكمن في الصدقة، كدفع مبلغ نقدي أو شراء اغراض معينة والتصدق بها للاطفال المحتاجين حتى يشعروا بقيمة النعمة التي يمتلكوها.
كما أن الاستثمار في الجانب الاقتصادي يكمن في خوض الطفل لمشروع بسيط وليكن في أيام العيد فقط، كشراء كرتون آيس كريم وبيعه بالمفرد على مستوى العائلة حيث ان الوقت حاليا يشجع ذلك للبحث عن الاشياء الباردة، مما يعززه الى جني ارباح من خلال البيع والذي سيشجعه على التنوع وتنمية الفكر الاقتصادي منذ الصغر، كما ان شراء ألعاب بالجملة بشكل مسبق للطفل باعتباره دعما حتى يستطيع الطفل بيعها للاطفال ايام العيد ويجني ارباحا جيدة مع استرجاع قيمة الشراء والاحتفاظ بقيمة الأرباح، كذلك تنوير الطفل بأنه كلما جنى أرباحا يستطيع ان يتطور ويتوسع في التجارة ويملك ما يريد، ونستطيع تحفيز الطفل بمساهمته بوجبة عشاء بسيطة على سبيل المثال ليشعر بسعادة مساهمته مع والديه .
- استثمار في الصدقة
أما سليمان بن سيف الحسني قال: ان الطفل لا يعي قيمة المال الذي حصل عليه، وانما يفرح بمجرد حصوله على مبلغ العيدية من أجل أن يشتري ما يريد، ولا يدرك فكر الصرف او الادخار او الاستثمار.
ويرى الحسني من الضروري تعليم الطفل استثمار المبلغ في الصدقة ولو باليسيرمع التوعية بأنه لا ينقص مال من صدقة، وتعليمه ما هي بركة المال التي يستطيع من خلالها الإنفاق، بالاضافة الى تعليمه التجارة بشراء بعض الالعاب او الحاجيات وبيعها على مستوى اطفال الاسرة والعائلة.
وأشار نايف بن عوض العزري بقوله: يفرح الاطفال بقدوم العيد وتزداد وتيرة فرحتهم بحصولهم على العيدية الروتينية من أهله وأقاربه، ولكن مع الأسف الشديد بمجرد حصولهم على العيدية سرعان ما ينفقها بدون وعي وغير مهتم بمدى إنفاقها، حيث إنها عاة سرت كل عيد بنفس الروتين، وعلى الوالدين تعليم الطفل كيفية ادخار أمواله وترشيد الاستهلاك، بالإضافة الى توصيل الفكرة للطفل حول الاساسيات التي يتم صرف المبالغ فيها.
- الادخار
وأوضح العزري ان شراء الالعاب للطفل يجب ان تكون بقدر حاجته لها، مؤكدا أن ترسيخ فكرة الادخار لدى الاطفال منذ الصغر تكون عونا لهم عند الكبر، وزرع الأفكار الإيجابية التي يستطيع من خلالها الطفل استثمار عيديته كتجميعها في مكان آمن، حيث يصعب الوصول اليها او الاحتفاظ بها عند أحد الوالدين لادخارهما وقت الحاجة.
وقالت صفوى بنت أحمد إبراهيم البلوشية : العيدية تمثل فرحة العيد مع الأطفال ككل، وتعتبر من الموروثات التي تعودنا عليها ولا بد من المحافظة بديمومتها حتى ولو كان مبلغ العيدية بسيطا، موضحة انه من الضروري توجيه الأطفال لتجزئة المبلغ كتخصيص جزء من العيدية للذهاب إلى الهبطة حيث يتجمع الباعة التي يتوافد إليها الصغار والكبار، وشراء ما ينتقيه من ألعاب حتى تترسخ معهم آلية عمل الهبطة وأهميتها، بالاضافة الى إحياء العادات والتقاليد والموروثات التي انتهجها آباؤنا، أما الجزء المتبقي من العيدية يتم ادخاره من اجل تنمية ثقافة الادخار من سن مبكرة.
وترى البلوشية ضرورة تعليم الطفل مشاركة الوالدين بشراء لعبة محببة له أو أي شيء خاص يريد ان يمتلكه من ماله الخاص، وذلك من أجل تعزيز الشعور لامتلاك الشئ من ماله الخاص ويعي ما قيمة المال.
أما علي الرجيبي يرى طريقة كتابة أسماء على الحصالات أفضل لتشجيع الأطفال بملأها، بالإضافة منح أول طفل يملأ الحصالة جائزة معينة،وهذا بدوره يكون حافزا للطفل للمحافظة على أمواله وادخارها.
