الاقتصادية

ضلكوت وجهة سياحية بامتياز.. ومقصد لرعاة الإبل ومربي العسل

19 مايو 2023
تشهد أجواء خريفية استثنائية منذ أبريل الفائت
19 مايو 2023

تعد ضلكوت من الولايات السياحية المفضلة عند العديد من السياح، ومقصدا يتردد عليه العديد من الزوار طوال العام فهي حاضرة جبل القمر بمحافظة ظفار وتشهد هذه الفترة وبالتحديد منذ بداية شهر أبريل الماضي أجواء خريفية استثنائية بامتياز، نتيجة تأثرها بالأمطار المتفرقة التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة، حيث اكتست الأرض بالبساط الأخضر الجميل، كما دبت الحياة والاخضرار في معظم الأشجار بالأودية وسفوح الجبال، مما أعطى الولاية حركة سياحية نشطة من مختلف ولايات محافظة ظفار للاستمتاع بتلك الأجواء الطيبة. وأصبحت الولاية ذات الطبيعة الخلابة مقصدا لملاك الإبل لتوفر المراعي الخصبة.

"عمان" قامت بزيارة لولاية ضلكوت وتجولت في جميع نواحي الولاية ورصدت بعض تلك اللحظات بالكلمة والصورة، فكان هنالك إعجاب من الزائرين بهذه الولاية الجميلة، كما التقينا مع العديد من رعاة الإبل وهم يسرحون مع نوقهم في تلك الأودية الخصبة الغناء. التي وفرت لحيواناتهم المرعى الوفير وخففت عليهم الكثير ووضعت عن كاهلهم حوالي ٩٠ بالمائة من المصروفات كالأعلاف والحشائش وغيرها.

ومما يثلج الصدر ويشد الانتباه هو الوعي المجتمعي الذي يتمتع به أبناء ولاية ضلكوت وذلك في مناح عدة وليس أدل على ذلك من محافظتهم الشديدة على البيئة ويبرز ذلك في منع الاحتطاب، وهذا بدوره حافظ على نمو الأشجار التي تعرضت للسقوط بسبب الأعاصير التي ألمت بالولاية ومكونو تحديدا. كذلك أعطت الفرصة لتجدد التربة والذي يحدث من خلال تحول الأخشاب إلى تراب بفعل دابة الأرض.

ظاهرة الرعي

في صرفيت حدثنا الشيخ مسلم بن سيف هبيس عن المنطقة وبداية اخضرارها، نتيجة الأمطار التي شهدتها المحافظة منذ شهر رمضان المبارك، فقد اكتست بجمالية المنظر وحسن المقام، وتطرق الشيخ مسلم لظاهرة مهمة تخص رعاة الإبل وهي ظاهرة أكل الحيوانات للحاء الأشجار وخاصة شجرة السقوت المتوفرة بكثرة وتعد من أهم أنواع الأشجار التي يعتمد عليها في الرعي، مشيرا بأنه تم تشكيل لجان أهلية من قبل شيوخ وأعيان المنطقة لمتابعة هذه الظاهرة الخطيرة لمراقبة جميع الحيوانات كالإبل والبقر والأغنام التي تأكل لحاء الأشجار وفي حالة ضبطها يتم إبلاغ صاحبها، وذلك حفاظا على الأشجار في المنطقة وباقي جمالها يزين الولاية. مضيفا أن من ضمن النقاط المتفق عليها هي إراحة المراعي من الرعي وذلك بنقل الإبل إلى المناطق التي لا يصلها الخريف بشكل مستمر ويسمى بالمحلية القطن وذلك اعتبارا من أول يونيو وإلى بداية الربيع الذي يوافق نهاية شهر سبتمبر من كل عام. وتابع الشيخ مسلم حديثه بأنه يجب المحافظة على الوضع البيئي للولاية، حيث أصبح في خطر بسبب الرعي الجائر وعوامل التعرية، وغيرها من المتغيرات المناخية، واستخدامات الإنسان المتزايدة التي غالبا ما تكون على حساب البيئة. لهذا فقد انقرضت العديد من الأشجار المحلية كليا من المنطقة وهي ما تسمى محليا بأشجار الـ ( كليت – زركن – شقاف - عقر- هبشنت_ شراص_ طشقوت _ زيرفيت وغيرها.) والآن جاء دور شجرة (اخفت) لتبدأ هي كذلك بالانقراض التدريجي.

ومن خلال التجول المستمر التقينا محسن بن علي العامري من منطقة ديم بولاية ضلكوت وهو أحد ملاك الإبل وأكد لنا استمرار ظاهرة أكل الحيوانات وخاصة الإبل لحاء الأشجار وبالذات شجرة السقوت كما أسلفنا وهذا يعد مؤشرا خطيرا على البيئة ما لم تتدارك الجهات المختصة بالتدخل السريع لوقف هذه الظاهرة. وتابع حديثه فقال: أنا أراقب نوقي في المرعى يوميا وفي حالة مشاهدة إحداها تقوم بأكل لحاء الأشجار على الفور نقوم بخلع أسنانها وهذا لا يؤثر على صحة الإبل إطلاقا.

وأضاف العامري قائلا: تعد ولاية ضلكوت من الولايات التي ما زالت تشتهر بكثافة الغابات الرعوية وخصوبة الأرض وتنوع الأشجار التي قد فقدتها غيرها من المناطق الجبلية لهذا نكرر طلبنا بأن تبذل الجهات المختصة قصارى جهدها للحفاظ على هذه المنطقة الرعوية قبل أن تصل لمراحل خطيرة من التصحر حينها لا جدوى من الحلول ولا مخرج من الأزمة إلا بتبني برامج مكلفة وبعيدة المدى، مما يجعل الحل مستحيلا مقارنة بالظروف الاقتصادية التي لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا.

جني العسل

المنطقة وبعد أن أزهرت جميع النباتات لاحظنا العديد من المواطنين من أبناء الولاية من هواة جمع عسل بوطويق يتجولون بحثا عنه في الأودية والشعاب فحدثنا أحمد بن سعيد غماضان رعفيت عن ذلك بالقول: منذ ما يقارب أسبوعين أقوم بالبحث عن عسل بوطويق والحمد لله الموسم وفير وبجودة عالية خاصة عسل رحيق زهور شجرة السقوت التي تسمى محليا( بييت)، مؤكدا أن عملية البحث شاقة جدا وتحتاج إلى مهارة في معرفة مواقع الخلايا بالإضافة إلى ضرورة الانتباه عند البحث للعسل.

وتتميز ولاية ضلكوت بتنوع جيولوجي نادر من حيث التضاريس المختلفة والأجواء النقية الصافية وطيب أهلها وانفتاحهم على الآخرين، ومعاملتهم الحسنة وكذلك الانتعاش برؤية الصخور المنحوتة على جوانب الطريق وفي سفوح الجبال ذات الطابع الفريد، الذي يتشكل كطبقات متشابهة ومتغايرة وفي نفس الوقت تكسوها زينة قل أن يوجد لها مثيل.