من الدكان القديم
من الدكان القديم
الاقتصادية

شباب حولوا أفكارهم إلى مشروعات ناجحة بإرادة وعزم والطموح يقودهم للأفضل

14 يونيو 2021
صمدوا في وجه التحديات فصنعوا مستقبلهم
14 يونيو 2021

مالك المالكي: مهارة التسويق تدفع المشروع نحو مواصلة النجاح

روان السيبانية: أطمح لافتتاح مركز تجميلي متكامل

عبدالله الحراصي: أهمية عمل دراسة جدوى للمشروعات قبل تنفيذها

ميرا الحسنية: أنصح الشباب باكتساب المعرفة العلمية في تخصص المشروع

استطلاع - شمسة الريامية

الشغف بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا، دفع مالك بن محمد المالكي إلى تأسيس شركة صغيرة في تقنيات الهولوجرام ثلاثية الأبعاد، تقوم بتصميم وصناعة المحتوى الهولوجرامي وبيع وتأجير الأجهزة اللازمة لتشغيل المحتوى.

جاءت فكرة مشروعه بعد سلسلة من المشاركات المحلية والخارجية في مسابقات المشروعات التقنية. فهذه المشاركات دفعته إلى البحث واكتساب المعرفة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة وتقنياتها. ومن خلال التعمق في هذا التخصص، تعرف على شركة عالمية متخصصة في تقنية الهولوجرام، وقام بتوقيع اتفاقية رسمية معهم والتي كانت بداية الانطلاق في هذا المشروع.

وكان أول تحدٍ واجهه المالكي هو كيفية استقطاب الكفاءات ذات الخبرة المناسبة للعمل في الشركة، فتكوين فريق العمل الكفؤ في التقنيات الحديثة هو أهم ما يحتاجه لنجاح هذا المشروع الصغير حتى يكتب له إكمال المشوار نحو الهدف المنشود. ولذلك بحث المالكي في رفوف الذاكرة التي تحتفظ برفقاء المسابقات التي شارك فيها، وترشيح ممن كان يجد فيه روح البحث والمثابرة وحب المغامرة.

لم يتوقف المالكي عند المعارف التي اكتسبها من هنا وهناك، وإنما انضم إلى عدة دورات في صناعة نموذج العمل التجاري، والتسويق الرقمي، والإدارة المالية والتمويل، والذكاء الاجتماعي في بيئة العمل وغيرها الكثير من حلقات العمل والدورات التي ساعدته في تخطي الكثير من التحديات، ودفعت بالمشروع نحو الأفضل.

ويطمح المالكي اليوم إلى توسيع شركته الصغيرة في التقنيات التي تمتلكها، إذ يعكف حاليا على برمجة الحساسات الذكية لقياس مؤشرات الحملات الإعلانية عن طريق تقنية الهولوجرام.

ودعا المالكي الشباب المقبلين على افتتاح مشروعاتهم الخاصة إلى اكتساب مجموعة من المعارف والمهارات الأساسية قبل الدخول في سوق العمل، وأهمها مهارة التسويق للمشروع التي بدورها تساهم في التغلب على جميع التحديات التي تواجهه، إضافة إلى مهارة التأقلم مع أي تغيرات جديدة تطرأ على السوق.

هذه قصة المالكي، رائد الأعمال الذي أثبت جدارته في عالم التقنيات، ولكن ما قصة رواد الآخرين الذين دخلوا ريادة الأعمال في سن مبكرة، ولم تثنهم التحديات ولا العراقيل في افتتاح مشروعاتهم الخاصة، بل دفعهم شغفهم ومعارفهم العلمية إلى مواصلة المسير قدما نحو طموحاتهم الكبيرة..

«عمان» استمعت لحكايتهم وسردتها في السطور التالية..

كانت روان بنت سعيد السيبانية كباقي الفتيات الأخريات تشدها الألوان التي تمتلئ بها مراكز التجميل المختلفة، وتجذبها الرسوم الدقيقة في أظافر الزبائن، وقصات الشعر المبتكرة، ودفء الروائح التي تنبعث من هنا وهناك، فعشقت هذه المراكز، بل دفعها شغفها إلى زيارة كل مراكز التجميل المفتوحة في محافظات مسقط، لتجرب خدماتها وتتعلم بعضًا من أسرار الجمال منها، وتكتسب خبرة جيدة لافتتاح مركز تجميلي خاص بها.

لا تزال روان على مقاعد الدراسة في كلية الدراسات المصرفية، لكنها لم تنتظر تخرجها من الكلية لافتتاح مشروع خاص بها لتقديم الخدمات التجميلية للنساء.

تقول: فكرة المشروع كانت لدي منذ فترة طويلة ولكن هناك بعض التردد للمضي قدمًا فيه، وكان والدي يشجعني بقوة ويدفعني إلى إقامة مركز تجميلي خاص بي لأن هذا المجال هو الذي أستطيع الإبداع فيه، وهو عشقي الذي لن ينتهي.

وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهتها في البداية، أوضحت أن رأس المال كان عائقًا أمامها، فاستطاعت صديقتها المقربة من مساعدتها عن طريق الدخول في شراكة معها.

تقول: لم يكن بإمكاني الحصول على الدعم المالي من البنوك أو من الجهات الحكومية المختلفة لأني ما زلت طالبة على مقاعد الدراسة، ولكن أستطيع أخذ الدعم المالي أو القروض بعد مضي 6 أشهر من افتتاح المشروع.

أما التحديات الأخرى، فهي تتعلق بالإجراءات الحكومية الطويلة التي يتطلب من الشخص التردد على الجهات المختلفة لتخليص المعاملات أكثر من مرة، كما أن اختيار موقع المركز استغرق وقتًا أيضًا لأنها كانت تفضل أن يكون في مكان بقلب العاصمة مسقط، وبمكان يعج بالحيوية والحياة، وبمساعدة والدها تمكنت من الحصول على موقع مناسب.

تطمح روان لأن تتوسع في المركز التجميلي الذي افتتحته منذ أشهر قليلة، إذ أن المركز يقدم الآن خدمات الأظافر والشعر فقط، كما تأمل أن يكون لديها مركز تجميلي فخم وبمساحة واسعة، تستطيع فيه تقديم خدمات متنوعة لأكبر عدد من الزبائن.

وتنصح الشباب الشغوفين بمجال معين أو فكرة معينة الإقدام على تنفيذها على أرض الواقع وعدم التردد، والتحلي بالصبر أمام كل العراقيل التي تواجههم، فالعزيمة والإصرار هما اللذان يجعلان المشروع يواصل مسيره، بل يتوسع أيضا.

الدكان القديم

كان عبدالله بن ناصر الحراصي يجلس بجانب والده -رحمة الله عليه- في الدكان القديم بولاية نزوى، إذ يعرض فيه مشغولات تراثية وسعفيات وزيوتا وبهارات وقهوة إضافة إلى المواد الغذائية، فقد اكتسب مهارات البيع والتعامل مع الزبائن من والده -رحمه الله-، فهو كان الأب والتاجر الذي استلهم منه دروس التجارة والحياة.

يقول عبدالله: أكبر دورة اكتسبت منها خبرة البيع هي الدروس العظيمة من حديث الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي قال: (رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى)، كما أن تلك الأيام الطويلة التي عايشت فيها والدي -رحمه الله- كانت بمثابة الدورات العميقة لصقل مهارتي، فقد لازمته كثيرًا وتعلمت منه كل المهارات الحقيقية للتاجر الناجح، وأهمها الصدق والوضوح، بالإضافة إلى متابعتي الكبيرة لكل ما يدور في مجتمعي من طرق حديثة لعمليات البيع.

وعندما توفي والد عبدالله، قرر مواصلة مسيرة أبيه، وأن يحتفظ بمكانه «الدكان القديم» في السوق الشرقي «الصنصرة» الذي ظل مفتوحًا للزبائن والسياح من مختلف دول العالم لمدة 50 سنة.

وأضاف عبدالله بعض اللمسات العصرية على دكان والده لتلبية رغبات الزبائن المختلفة، بل توسع في مشروعه وفتح محلًا آخر في محافظة مسقط وبالتحديد في قرية الخوض.

وعن التحديات التي واجهها عبدالله، يقول: تتمثل أهم الصعوبات في رأس المال الكافي لتوفير البضاعة بشكل يغطي الطلب، بالإضافة إلى التعقيد في بعض الإجراءات الحكومية لاستخراج التصاريح اللازمة.

وأشار إلى أن أزمة كورونا ألقت بظلالها على قطاعات اقتصادية مختلفة، منها قطاع البيع بالتجزئة، ولكن بالتنظيم المتقن والإصرار على الربح الحلال، واستخدام المنصات الإلكترونية المختلفة للبيع، وتوفير خدمة توصيل البضائع استطاع التغلب على تبعات الجائحة.

ودعا عبدالله الشباب الراغبين في افتتاح مشروعهم الخاص بإجراء دراسة جدوى، وتحديد نقاط القوة والضعف، ودراسة مواطن النجاح والفشل في كل مراحله.

ويقول: لا بد أن يكون رائد الأعمال شغوفا بالمشروع الذي يود افتتاحه، حتى يناضل لأجل نجاحه ويصمد في وجه المنافسة الشرسة.

ويضيف: عليه التحلي بالصبر في بداية المشروع، وعدم التراجع من أول مطب يقف في طريقه، فالبدايات صعبة نوعًا ما، ولكن لما يرى مشروعه بالنمو أمام عينه ينسى كل معاناة مر بها.

يطمح عبدالله لأن يكون «الدكان القديم» علامة تجارية بارزة في أسواق السلطنة، وهذا لم يأت إلا من خلال خطط مدروسة ومتأنية، فالتميز متاح للجميع ولكن المحافظة عليه وديمومته يتطلب جهدًا استثنائيًا.

مستحضرات التجميل

ميرا بنت يحيى الحسنية شغوفة بمنتجات التجميل والعناية بالبشرة قبل تخرجها من دبلوم التعليم العام، وقررت الانطلاق في تأسيس مشروع صغير أو متوسط بعد اكتسابها مجموعة من المعارف وخاصة في مجال التسويق، ولذلك اختارت أن يكون تخصصها الذي تدرسه في الجامعة بالولايات المتحدة الأمريكية هو التسويق والعلاقات الدولية والاتصالات العامة.

ولم تكتف بالمعرفة التي حصلت عليها في أمريكا، وإنما سافرت إلى إيطاليا لتتعمق في أسرار التسويق العالمي، ثم توجهت إلى المملكة المتحدة لتحصل على الماجستير في الابتكار في ريادة الأعمال.

انطلقت الحسنية في مستحضرات التجميل بعد امتلاكها معرفة واسعة في ريادة الأعمال ومهارات التسويق، وفضلت أن تكون البداية بإنشاء حسابات في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لتعرض فيها المنتجات التجميلية، ثم تتوسع في المشروع ليكون لها محل بعد تكوين قاعدة كبيرة من الزبائن.

وعن التحديات التي واجهتها الحنسية، قالت: ارتفاع تكلفة شحن المنتجات والمعاملات الأخرى بسبب الضرائب، مما يجعل قيمة الشراء مرتفعة بالنسبة للزبون.

ووجهت الحسنية نصيحتها للشباب الراغبين في الدخول في ريادة الأعمال بالبحث واكتساب المعرفة العلمية التامة في تخصص المشروع، والتحلي بالمهارات التسويقية والترويجية لتكوين قاعدة كبيرة من الزبائن.