ريادة الأعمال تزدهر في سلطنة عمان.. وركيزة مهمة في الاقتصاد الوطني
أشاد عدد من رواد ورجال الأعمال العمانيين بالدعم الحكومي الذي شهدته مؤخرا مؤسسات ريادة الأعمال، ويتطلعون إلى مواصلة الدعم من الجهات المعنية كونها تعد صناعة مزدهرة وأداة فاعلة لرفد الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل.
وقالوا لـ(عمان): إن من التحديات التي ما زالت تشكل عقبة أمام المستثمرين لعقد شراكات، صعوبة الإجراءات لفتح الحسابات البنكية إذ تأخذ مدة طويلة، إضافة إلى تأخر إجراءات المعاملات في المحافظات، إذ ما زال بعضها مرتبطا تخليصه بمحافظة مسقط على الرغم من التأكيد على اللامركزية إلى جانب عدم وجود منصة إلكترونية متكاملة لرواد الأعمال ملمة بكافة التصاريح والمستندات.
وقال أحمد الشيدي وهو رجل أعمال: إن حكومة سلطنة عمان أولت اهتماما بريادة الأعمال من خلال التمويل والبرامج التدريبية لتأهيل الشباب العمانيين في فتح مشروعاتهم، ولكن لا تزال هناك بعض التحديات مثل التأخير في بعض المعاملات والكثير منها مرتبط بمحافظة مسقط على الرغم من تطبيق اللامركزية في المحافظات، مما يؤدي إلى التأخير وأخذ الكثير من الوقت بالإضافة إلى وجود بعض الرسوم الغير مبررة.
عائد أعلى
وأوضح الشيدي أن الشباب ينخرطون في العمل بالقطاع الخاص كون الدخل والعائد الشهري أعلى من الوظيفة الثابتة إلى جانب أن البعض ينخرط في القطاع الخاص لقلة الوظائف المعروضة بسوق العمل في بعض التخصصات، فيكون الخيار الوحيد أمامه الدخول في العمل الحر وريادة الأعمال.
ولفت الشيدي إلى أنه على رائد العمل ومن أجل تحقيق النجاح والاستدامة في مشاريعه التوسع والتطوير والابتكار في المشروع إلى جانب التنويع في المشروع وعدم التركيز على قطاع واحد بل الدخول في قطاعات متنوعة كالزراعية والصناعية كونها ذات عائد مربح جدا وتحقق الاستدامة.
بدوره قال ماهر الحبسي الرئيس التنفيذي لمصنع وقود إن العوامل التي تحفز الشباب على العمل الحر هي: ريادة الأعمال التي تزدهر في سلطنة عمان وتعتبر ناجحة ماديا، حيث إنها تتيح فرصا وظيفية ذات عائد مادي، مع توفر التشريعات لضمان استقرار الأعمال، وتخصيص نسبة من عقود المشروعات الحكومية المطروحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتكثيف البرامج التدريبية لريادة الأعمال.
وأوضح الحبسي أن من التحديات التي يواجهها رواد الأعمال هي غياب بعض التشريعات، وتأخر تخليص الإجراءات في الحصول على القروض التمويلية، ومنافسة الأيدي العاملة الوافدة، وعدم التأهيل الكافي للرواد أكاديميا وتجاريا.
الصناعات الرقمية
وحول الاستراتيجيات التي يتبعها رواد الأعمال الناجحون لتحقيق النجاح والاستدامة في أعمالهم أشار الحبسي إلى أن التخطيط السليم والدراسة قبل البدء في المشروع، وحساب التكاليف بشكل صحيح، ووجود خطوط مالية لمدة طويلة هي أساس لنجاح المشاريع.
وذكر الحبسي أن من أهم الصناعات الناشئة التي تشهد نموا وازدهارا في الوقت الحالي هي الصناعات الرقمية، وإعادة التدوير، والسياحة، والنقل، ومصانع الأغذية، والمطاعم، ومشاريع الترفية.
وأوضح الحبسي أن الابتكار والتكنولوجيا هي جزء رئيسي وأساسي في نجاح المشاريع، حيث إن تطور المشروعات ونجاحها قائم على طرح أفكار جديدة لتوظيف وتطبيق عنصر التقنية والتكنولوجيا الحديثة فيها لتسهم في تسريع إنجاز الأعمال وزيادة الإنتاج بتكلفة أقل، ويتوقع أن مشروعات الشباب العمانيين ستكون رائدة وناجحة، فهو يرى أن أفكار المشروعات سابقة لزمانها ومبتكرة وستحقق نجاحا ملموسا سواء على المدى القريب أو البعيد.
وأكد الحبسي أن التعاون والشراكات بين رواد الأعمال يسهمان في تعزيز نمو قطاع ريادة الأعمال كما أن التعليم والتدريب يساعدان في تعزيز روح ريادة الأعمال بين الشباب.
ومن أهم الصفات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال العماني للنجاح في مشروعه أشار الحبسي إلى عدد من الصفات والمهارات وهي: دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، والصبر، والتأني في اتخاذ القرار، والاستمرار في التعليم والتدريب في مجال المشروع، والاستفادة من الخبرات العاملة في المجال.
منصة إلكترونية
من جهته قال سالم المنيري مؤسس شركة الخنجر الأنيق للصناعات وبيع الفضيات إن هناك عوامل كثيرة تحفز الشباب العماني على الانخراط في ريادة الأعمال ومنها احتياج السوق للكثير من الصناعات التي يتم استيرادها من الخارج.
وأوضح المنيري أن من أهم التحديات الحالية التي يواجهها رواد الأعمال عدم وجود منصة إلكترونية متكاملة لرائد العمل العماني توضح له أنواع المستندات والتصاريح المطلوبة لكل نشاط تجاري، وصعوبة الحصول على أرض صناعية أو تجارية، وصعوبة الحصول على قروض تمويلية للمشاريع.
ويقول المنيري إن الإدارة الحقيقية للشركة، واستشراف المستقبل للمؤسسة والعمل على إيجاد حلول سريعة دون عقبات من أهم الاستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها رواد الأعمال لتحقيق النجاح والاستدامة في مؤسساتهم.
الذكاء الاصطناعي
بدوره أكد الدكتور سالم الوهيبي مؤسس شركة فلحة أن بيئة الأعمال أصبحت أفضل من حيث التسهيلات، ونأمل الالتفات لها من قبل الجهات الحكومية ومنها عملية فتح الحسابات البنكية، فإجراءاتها ما زالت معقدة مما يؤدي إلى نفور المستثمرين، إذ تأخذ في الغالب ثلاثة أسابيع، وهذا يعطي صورة غير حسنة على تسهيل الإجراءات. وفيما يتعلق بالتراخيص وإصدار السجل أشاد بالتسهيلات الحالية من حيث سرعة إصدارها ويأمل بذل المزيد من التعاون في هذا الجانب.
ويوجه نصيحته للمستثمرين العمانيين بأن تكون لديهم الجرأة بالانخراط في مشاريع نوعية وفريدة من نوعها، كما نأمل من رجال الأعمال العمانيين وأصحاب الاستثمارات الضخمة أن يبادروا إلى تقديم المساندة والدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمبتدئين في ريادة الأعمال.
ويقول رائد العمل سالم الحكماني صاحب مؤسسة الأمن الدوائي الوطنية: إن ريادة الأعمال هي محط اهتمام العالم وهي إحدى ركائز الاقتصاد الوطني وبها يستطيع الفرد الوصول إلى سقف طموحاته وتحقيق أمنياته وبها ينال الاستقلالية سواء الاستقلال المالي أو الإبداعي، حيث إنها بيئة ملائمة لأصحاب الأفكار الإبداعية والصفات القيادية.
وأشار الحكماني إلى أنه لا يخلو أي عمل من وجود تحديات سواء في سلطنة عمان أو غيرها من الدول وهي بمثابة ترقيات يتعلم منها رائد العمل وتقوى عزيمته وأكبر تحد يجب مقاومته هو الجهل وعدم المعرفة، فيجب على رائد العمل الإلمام التام بمشروعه ومعرفة ما يدور حوله والاستفادة من جميع الفرص المتاحة التي تخدم مشروعه، مشيرا إلى أن أهم استراتيجية لنجاح المشروع هو وضع خطة عمل واضحة الرؤية من كل الزوايا محددة بوقت زمني والاستعانة بالكوادر ذات الاختصاص في مجال المشروع.
الصناعات التحويلية
وأثنى الحكماني على الدعم الحكومي للرواد الأعمال وعلى سبيل الذكر لا الحصر منها دعم الأجور، وتخفيض الرسوم، والدورات التدريبية، والاستشارات المجانية، والدعم المالي والتدريب على رأس العمل، والأراضي الاستثمارية والتسهيلات الجمركية وغيرها الكثير التي ساهمت في تقدم رواد الأعمال.
وبين الحكماني أن الصناعات التحويلية تشهد نموا وازدهارا في الوقت الحالي وهي ذات أهمية قصوى وتلعب دورا إيجابيا في زيادة الناتج المحلي.
ونوه الحكماني بأهمية توظيف التكنولوجيا في المشاريع العمانية القائمة لما لها من دور مهم في تطوير الأعمال وسهولة تسويقها عالميا واختصار الوقت وتقليل الجهد والنفقات، مبينا أن التعليم والتدريب عاملان أساسيان في نجاح رائد العمل، فلا يمكن أن يكون هناك نجاح بدون علم وتجربة إضافة إلى أهمية التحلي بالإصرار والعزيمة والصدق، والتخطيط السليم، وتنظيم الوقت والأعمال، وتطوير المشروع.
ويرى الحكماني أن التعاون والشراكات بين رواد الأعمال يسهمان في تعزيز نمو قطاع ريادة الأعمال كونهما يكملان بعضهما، فرائد العمل يحتاج للتعامل مع الشركات سواء شركات حكومية أو شركات خاصة وكذلك الطرف الآخر فما يجده مع رائد للعمل لا يجده مع غيره من تميز وابتكار.
نمو كبير
من ناحيته أشاد المنيري بالدعم الذي تقدمه هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للرواد الأعمال العمانيين، مشيرا إلى أن أهم الصناعات الناشئة التي تشهد نموا في العالم هي البرمجيات والذكاء الاصطناعي، فإذا تم استغلال الفرص وتعليمها لطلاب المدارس والجامعات في المراحل الأولى ستكون سلطنة عمان قادرة على إيجاد جيل مبدع ومبتكر في جميع المجالات.
وأضاف أن التقنية والابتكار عنصران أساسيان ومهمان لنجاح المؤسسات والشركات العمانية بغض النظر عن نوع المشروع أو التجارة وكلما كان صاحب المشروع ملمّا بالتقدم التقني كلما كان مشروعه في نمو وتقدم كبيرين، لأن التكنولوجيا هي من تحدد قوة الشركة في السوق.
ويتوقع المنيري أن تشهد ريادة الأعمال نموا كبيرا نتيجة الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان واستطرد قائلا:"هذا ما يجعلنا متفائلين في التقدم والنمو والتوسع"، مشيرا إلى أن التعليم والتدريب مهمان جدا لبناء جيل من رواد الأعمال الناجحين مما يزرع فيهم الثقة في النفس والتقليل من الأخطاء المتوقعة في المستقبل، ويجب على رائد العمل أن يتحلى بالصبر وعدم اليأس وأن يكون مبتكرا لطرق جديدة في مجال عمله. مشيرا إلى أن الشراكات والتعاون بين رواد الأعمال من الممكن أن تصنع حلولا لبعض التحديات والمشاكل.
