سد وادي ضيقة
سد وادي ضيقة
الاقتصادية

خبراء ومختصون: سد وادي ضيقة مؤهل لمشاريع الطاقة المتجددة ومعالجة المياه

24 سبتمبر 2022
دعوا إلى ضرورة استغلال مميزاته المتكاملة مع متطلبات التقنيات الحديثة
24 سبتمبر 2022

  • د.إدريس السيابي: إقامة محطة الألواح الكهروضوئية العائمة بطاقة تصل إلى 60 ميجاوات
  • د. حبيبة المغيرية: تعزيز دوره الاقتصادي من خلال طرح مشاريع للاستثمار السياحي
  • د. قيس السابعي: زراعة محاصيل تحتاج لكميات كبيرة من المياه ومهمة في سلة الأمن الغذائي

    Image

أكد عدد من الخبراء والمختصين في أبحاث المياه أهمية استغلال مياه سد وادي ضيقة في إنشاء محطة كهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية ومحطة لمعالجة المياه لتوفير مياه الشرب للمناطق التي تقل فيها المياه الجوفية وتوسيع الأراضي الزراعية مع تنويع المحاصيل الزراعة كزراعة القمح والحبوب وهي أحد المحاصيل المهمة في سلة الأمن الغذائي، وإقامة أنشطة وفعاليات متنوعة لجذب السياحة.

  • إنتاج الطاقة الكهربائية

قال الدكتور إدريس بن حمود السيابي مهندس طاقة متجددة: إن سد وادي ضيقة يتصدر المشهد بين الحين والآخر من الناحية المثلى لاستغلاله اقتصاديًا سواء من الناحية السياحية أو كمصدر لإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث تعتبر السدود المقامة على مجاري الأنهار من أفضل طرق توليد الطاقة الكهربائية بمولدات الطاقة الكهرومائية، وتتميز الطاقة المنتجة عن طريق الطاقة الكهرومائية بسعرها المنخفض مقارنة مع بعض تقنيات توليد الطاقة الكهربائية، كما إنها تعتبر من طرق إنتاج الطاقة الكهرباء النظيفة على البيئة.

فمن ناحية استثمار السد لإنتاج الطاقة الكهربائية دأبت الجهات المختصة على عمل العديد من الدراسات لاستغلال المياه المخزنة في السد لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الكهرومائية، حيث خلصت إلى عدم الجدوى الاقتصادية بسبب عدم وجود مياه كافية في السد تكفي لإدارة المولدات طوال أيام العام بسبب قلة سقوط الأمطار في بعض المواسم، إلا أنه في الوقت الحالي ومع تقدم التقنيات تم إيجاد فرص جديدة لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة وذلك باستخدام تقنيتين: تقنية الألواح الكهروضوئية الشمسية العائمة على الماء وتقنية تخزين الطاقة عن طريق الجاذبية باستخدام الطاقة الكهرومائية.

وأوضح السيابي أن تقنية الألواح الكهروضوئية الشمسية العائمة على الماء تعتبر في المراحل الأولى من التطوير منذ إن بدأت في الانتشار عام 2016 حيث تقدر السعة الإجمالية المثبتة عالميًا بـ 1.6 جيجاوات في عام 2019، والفكرة الأساسية من استخدام هذا النوع من المحطات هو استغلال المسطحات المائية الواسعة لتثبيت الألواح الشمسية خصوصًا في المناطق قليلة المساحة في بعض دول العالم.

  • محطات الألواح الكهروضوئية

وأشار السيابي إلى أن محطات الألواح الكهروضوئية العائمة تتميز بأن الألواح مثبتة على هيكل يطفو على الماء مثل السدود والبحيرات والبحر، فبالإضافة إلى إنتاج طاقة كهربائية نظيفة تتميز هذه التقنية بقدرتها على تقليل التبخر من المياه المحتجزة في السدود بمقدار 15 إلى 25 ألف متر مكعب لكل 1 ميجاوات بسبب تغطية الألواح الكهروضوئية لسطح الماء.

وأضاف السيابي: إن الألواح الكهرضوئية العائمة تعمل على زيادة إنتاج الخلايا الكهروضوئية من الكهرباء بسبب انخفاض درجة حرارتها بوجود الماء،و تعتبر محطات الكهروضوئية العائمة أعلى تكلفة من المحطات التقليدية بمقدار 20% حيث إن تكلفة الرصيف العائم يقدر بـ 35% من قيمة تكلفة المشروع، موضحًا أن التكلفة النهائية تختلف من مشروع لآخر باختلاف منسوب المياه وموقع المشروع، وبالنظر إلى إمكانيات سد وادي ضيقة فإنه يعتبر من الناحية النظرية مؤهلًا لإقامة هذا النوع من المحطات على بحيرة السد والبالغ مساحتها بحوالي 710 آلاف متر مربع ولإنشاء محطة بطاقة قصوى قد تصل إلى 60 ميجاوات في لحظات الذروة.

  • تخزين الطاقة

وأضاف: إن تخزين الطاقة عن طريق الجاذبية باستخدام الطاقة الكهرومائية أحد الخيارات التي كثر الاهتمام بها في الآونة الأخيرة حيث يتم رفع المياه من بحيرة ذات مستوى أدنى إلى بحيرة ذات مستوى أعلى عن طريق مضخات يتم تشغيلها بطاقة كهربائية رخيصة منتجة على سبيل المثال من الطاقة الشمسية في وقت النهار أو من الطاقة الزائدة عن حاجة الشبكة الكهربائية وعند الحاجة لتلبية الطلب على الكهرباء على سبيل المثال في وقت الليل يتم تحرير المياه من البحيرة في المستوي العلوي إلى البحيرة ذات المستوى السفلى عن طريق المولدات الكهرومائية، وبالتالي يتم إنتاج الطاقة الكهربائية، وتابع قائلا: يعتبر هذا النوع من التخزين يطول عمر المحطة في حدود 30 سنة ويتميز بتكلفته المنخفضة لأعمال التشغيل والصيانة. إضافة إلى أن تكلفة هذه التقنية قد ينخفض أكثر في حالة وجود إحدى البحيرات وتوفر المياه المستخدمة في عملية الضخ، مشيرًا إلى أن سد وادي ضيقة يعتبر من المواقع المرشحة لهذه التقنية بالنظر إلى توافر المياه وتوفر البحيرة السفلية، كما أن سلسلة الجبال المحيطة حول السد تشكل تكوينات طبيعية لإنشاء البحيرة العليا، حيث إن ارتفاع الجبال المحيطة قد تصل إلى 1700 متر.

وقال السيابي: إن استغلال هاتين النقطتين وتكاملهما في سد وادي ضيقة يعد من الطرق المثلى في إيجاد مصدر نظيف للطاقة المتجددة قادرة على تزويد الشبكة الكهربائية بطاقة مستمرة طوال أيام العام وان هذه الخيارات من الجيد دراسة جدواها الفنية والاقتصادية خصوصًا في ظل وجود الموقع الاستراتيجي للسد بقربه من خطوط الطاقة الرئيسية وتوجه سلطنة عمان لاستخدام الطاقة المتجددة لخفض الانبعاثات الكربونية وإيجاد طاقات بديلة ذات تكلفة منخفضة.

  • مشاريع استثمارية

من جانبها، قالت الدكتورة حبيبة المغيرية خبيرة اقتصادية: إن بناء السدود تساعد الدول على تعزيز الاقتصاد المستدام والتنمية الاجتماعية لما لها من العديد من الفوائد الاقتصادية للدول، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي خمس الطاقة الكهرومائية في العالم مصدرها السدود، وتنشأ السدود ليس فقط للسيطرة على الفيضانات وإنما لتخزين المياه الجوفية والري والزراعة، واتجهت بعض الدول المتقدمة لبناء السدود بهدف الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وأوضحت المغيرية أن الدراسات الحديثة أظهرت أن مياه السدود يمكن أن توفر أو تولد طاقة بأكثر من 56% وسد وادي ضيقه لابد من استثماره اقتصاديًا، مشيرة إلى أنه يمكن استغلال مياه السد في الزراعة المائية وتوليد الطاقة الكهرومائية، كما يمكن استغلاله سياحيًا للمساهمة في الاقتصاد الوطني مثل إقامة الأنشطة الرياضية المختلفة، وحديقة مائية، وجولات بالقوارب، ومقاهي قهوة على ضفاف السد وفعاليات متنوعة في المساحات القريبة من السد وزراعة المدرجات الجبلية المحيطة به وإنشاء نوافير مائية لاستقطاب السياح، وطرح مشاريع الاستثمار للشركات المحلية والخارجية، وأكدت المغيرية أن السدود تساهم في تعزيز الاقتصاد المستدام أو الدائري وبناء على أحدث الدراسات فإن إنشاء السدود يسهم بنسبة 67% في الناتج المحلي حتى عام 2050.

  • ري المحاصيل

وأشار الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي إلى أن مياه سد وادي ضيقه عذبة وطبيعية ونقية بنسبة 99% فهي غير محلاه أو معالجة أو مضاف إليها أي مواد أخرى لتحليتها، كما أن مياه السدود تحتوي على معادن وغازات ذائبة وأكثر المعادن شيوعا فيها هي الكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكربونات والبيكروبونات فهذه تجعلها ذات قيمة عالية سواء للاستخدام .................................................

وأوضح السابعي أنه يكمن استغلال السد في ري المحاصيل الزراعية الموسمية، وغير الموسمية وهو الأكثر شيوعًا بين مختلف دول العالم ومعالجة التربة المالحة لما تحتوي عليه المياه الجوفية من معادن وأملاح ذائبة وعمل قنوات صناعية كشق الترع أو الأفلاج أو مجاري المياه الأخرى غير موجودة بحيث يستفاد من هذه المياه إلى أطول فترة زمنية ممكنة، وتكون هذه المياه رافد رئيسي لتغذية جميع المناطق الزراعية قبل أن تصل إلى البحر وتكون هذه القنوات أو المسالك المائية مصدر ري لزراعة أنواع جديدة من المحاصيل واستصلاح أراضي زراعية واسعة لزراعة محاصيل الموسمية والقمح والذي يعد أحد المحاصيل المهمة في سلة الأمن الغذائي، حيث يمكن تحقيق اكتفاء ذاتي منها وتصدير الفائض منها لخارج سلطنة عمان وتوليد الطاقة الكهربائية، و يتم ضخّها بعد معالجتها كيميائيًا؛ مما يجعلها صالحة للشرب والاستهلاك البشري.

وختاما افتتح سد وادي ضيقه في عام 2012 بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 43 مليونًا ويُعدُّ أكبر سدود سلطنة عُمان، ويتكون من سدين اثنين، وهما: سد رئيسيّ، ويصل ارتفاعه إلى 75 مترًا، والسد الثاني هو سد جانبيّ، ويبلغ ارتفاعه إلى 48.5 متر، ويحتوي السد على برج بارتفاع 77.5 متر، ويقوم هذا البرج بتصريف المياه، وبالنسبة لبحيرة السد فإنَّ طولها يبلغ 8 كيلومتر، وأهم ما يُميز سد وادي ضيقة قدرته على احتجاز مياه الأمطار؛ إذ يحتجز حوالي 100 مليون متر مكعب، ويصب في مجراه ما يُقرب 120 واديًا، ويمتد المجرى من ولاية دماء والطائيين شمال محافظة الشرقيّة، وينتهي مصبه عند ولاية قريات في محافظة مسقط.