المروج للألبان تستعد لتشغيل المشروع الريادي في صلالة خلال نوفمبر القادم
مسلم قطن: تتوقع الشركة تجميع 18.000 لتر من حليب الإبل والأبقار يومياً.
ناصر بيت سعيد: نقل الحليب لمراكز التجميع بواسطة المربين وتخصيص رقم تعريف لكل مربٍ
كتب – بخيت كيرداس الشحري
تصوير – حامد الكثيري
قامت شركة المروج للألبان بالتعاون مع المديرية العامة للزراعة والثروة السمكية بتنفيذ ندوة تعريفية لطريقة استقبال الألبان في نيابة غدو بولاية صلالة وكما ستقوم الشركة خلال الأيام القادمة بتنفيذ محاكاة تجريبية بالماء للطريقة التي سيتم بها استقبال الألبان استعداداً لبدأ تشغيل المشروع خلال الفترة القادمة وذلك في مركز التجميع بنيابة غدو بولاية صلالة.
وقد أكد الشيخ مسلم بن سعيد قطن رئيس مجلس إدارة المشروع أنه بحسب خطة الشركة تعتبر المرحلة الحالية مرحلة تنفيذ المشروع الريادي في حدود ولاية صلالة وسيتم من خلال تشغيل منشآته إعداد التقييم الفني لأداء النماذج التي تضمنتها دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع والوقوف على المعدلات الفعلية لتوريد الحليب من المربين كماً ونوعاً ومن ثم استخدام تلك البيانات لتعزيز الإيجابيات وتصويب السلبيات في منشآت المشروع قبل الانطلاق في تنفيذ المشروع بصورته المتكاملة في بقية ولايات المحافظة.
وأوضح انه في هذه المرحلة الريادية للمشروع تم إنشاء ثلاثة مراكز لتجميع وتبريد الحليب في نيابة زيك ونيابة غدو ومركز آخر في السهل التابع لنيابة حجيف. ويشتمل كل مركز على قسم استقبال وفحص ووزن الحليب الوارد من المربين ومعدات التبريد الفوري وخزانات تجميع الحليب المبرد والمختبر وبرنامج حوسبة استقبال وتسجيل الحليب. وكما يشتمل المركز على قسم الخدمات المساعدة ومحطة التنظيف للمركز وأواني جمع الحليب، كما توفر بكل مركز محطة معالجة وتنقية مياه الغسيل. ولقد تم تزويد المراكز الثلاثة بالآلات والمعدات الضرورية لاستقبال ومناولة وفحص ووزن الحليب وتبريده فورياً ومن ثم تخزينه في خزانات مبردة لحين نقله للتصنيع.
وحول إمكانية إضافة نقاط تجميع متنقلة للألبان في تجمعات سكانية أخرى بعيدة عن مراكز التجميع الثلاثة الموجود مع انطلاق المشروع قال الشيخ مسلم قطن: إن الشركة حرصت منذ إنشائها على دراسة تجارب الدول المجاورة في مجال جمع وتصنيع الألبان للاستفادة من تلك التجارب وتوطينها بمنطقة المشروع بالصورة التي تتناسب مع البيئة الاجتماعية وبيئة وأساليب تربية الحيوان بمحافظة ظفار. وسوف تقوم الشركة بدراسة أسلوب جمع الحليب من خلال نقاط تجميع صغيرة أو بالوسائل المتنقلة بين التجمعات السكانية لاستقصاء جدواه الفنية والمالية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب.
وأما فيما يتعلق بالكمية التي تتوقع الشركة الحصول عليها يومياً من الألبان من الإبل والأبقار بحسب دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية التي أعدها الاستشاري الهولندي HVA International للمشروع يتوقع جمع كميات تتراوح بين 90 ألف و120 ألف لتر من حليب الإبل والأبقار في اليوم الواحد عند مرحلة التطوير الكامل للمشروع في جميع ولايات محافظة ظفار. أما في مرحلة المشروع الريادي الذي يتم تنفيذه حالياً في حدود ولاية صلالة تتوقع الشركة تجميع 18.000 لتر من حليب الإبل والأبقار يومياً.
فرص العمل في المشروع
وأوضح الشيخ مسلم بن سعيد قطن رئيس مجلس إدارة شركة المروج للألبان أن من الأهداف الهامة لهذا المشروع إيجاد فرص عمل نوعية للشباب خصوصاً بالمناطق المستهدفة بالمشروع. وباعتبار المشروع الأول في نوعه وحجمه في السلطنة كان لزاماً على الشركة وضع خطة استراتيجية لتدريب الشباب لتأهيلهم للانخراط في خدمة منشآت وعمليات المشروع بكفاءة واقتدار. ولقد تم استيعاب جميع موظفي المراكز الثلاثة الحالية من المواطنين وأبناء المربين، كما تم إخضاعهم لبرنامج تدريبي مكثف بواسطة خبراء مختصين بالتنسيق مع مجلس الألبان الهندي الذي تم اختياره لإنشاء نقاط جمع الحليب من جمهورية الهند الصديقة. كما تم تعيين مشرفين فنيين لتدريب الموظفين على رأس العمل وتمكينهم من تطوير إمكانياتهم المهنية وسوف تستمر الشركة في هذا النهج في مرحلة تنفيذ المشروع وتشغيله بصورته المتكاملة بجميع الولايات بإذن الله تعالى.
نظام العمل في مراكز التجميع
وقال الدكتور ناصر بن علي مسلم بيت سعيد المدير العام لشركة المروج للألبان أن دور الشركة الرئيسي يتمثل في تجميع الحليب الطازج من المربين وتبريده ضمن النطاق الجغرافي الذي يتكون منه المشروع الريادي ويتوقع افتتاح المراكز تباعاً خلال شهر نوفمبر 2021م بدءاً بالأكثر جاهزية.
وحول آلية نظام العمل في استقبال الحليب من مربي الثروة الحيوانية في مراكز التجميع أوضح الدكتور ناصر بيت سعيد قائلاً: إن عملية نقل الحليب لمراكز التجميع ستكون بواسطة المربين أنفسهم وسيتم تخصيص رقم تعريف من ثلاثة أرقام لكل مربٍ حسب ترتيبه عند توقيع العقد (مثلاً رقم 128)، ويكون معرفاً بالحرف (M) الذي يرمز لاسم الشركة (Morooj) مضافاً إليه في نهايته الحرف الأول من اسم مركز التبريد المحدد الذي يورد إليه المربي الحليب، مثلاً (G) يرمز إلى مركز غدو، ليكون رقم المرور النهائي للمربي رقم 128 هكذا: (M128G).
وأضاف: يتم إخضاع الحليب الواصل من المربي إلى المركز لفحص مبدئي عن طريق أجهزة تقنية متطورة تسمى (Milkoscreen) والذي يتم من خلاله اختبار جودة الحليب ومدى صلاحيته للاستخدام ويتم قبول الحليب وشرائه بناء على مطابقته للمواصفات القياسية المعتمدة، وبعد فحص الحليب يتم إدخال رقم التعريف المخصص للمربي في نظام الحوسبة لتحرر رسالة نصية بكمية الحليب المستلم وقيمته مع الرصيد الجديد لمستحقاته مع إيداع المبالغ في الحساب الخاص لكل مربٍ بالشركة وسيكون صرف المستحقات للمربين عن طريق التحويل إلى حساباتهم البنكية.
وأخيرا بعد إثبات مطابقة الحليب الواصل من المربي للمواصفة القياسية يتم ترشيحه (Filtration) وتبريده ومن ثم حفظه في الخزانات المبردة وبعد ذلك يتم ضخ الحليب آلياً في الخزانات المبردة المحمولة على الشاحنات لنقله إلى مصنع منتجات الألبان المتعاقد معه حيث يتم تعقيمه وبسترته وتعبئته في عبوات متعددة السعة تكون جاهزة للتوزيع حسب أحكام العقد المبرم مع الشركة المصنعة.
حليب الإبل بظفار مطابقة للمعايير الدولية والمواصفات العمانية.
وحول الهدف من قيام الشركة في وقت سابق بأخذ عينات من حليب الإبل من مجموعة كبيرة من قطعان الإبل في محافظة ظفار، أكد الدكتور ناصر بيت سعيد أن الهدف من أخذ عينات من حليب الإبل هو معرفة التحليل الكيميائي للحليب ومدى مطابقته للمواصفات العمانية والخليجية (GSO)، حيث أثبتت نتائج الاختبارات أن مكونات حليب الإبل بمحافظة ظفار مطابقة للمعايير الدولية والمواصفات العمانية.
أسعار الحليب
أما فيما يخص التسعيرة الشرائية للحليب من المربين فقد أوضح الدكتور ناصر بيت سعيد أن الأسعار حددت بناء على دراسة الجدوى الاقتصادية التي اعتمدت بالنسبة لشراء حليب الإبل والأبقار من المربين حيث حدد مبلغ 250 بيسة للتر بالنسبة لحليب الأبقار ومبلغ 400 بيسة للتر لحليب الإبل، أما أسعار بيع المنتجات للمواطن في الأسواق فسيتم احتسابها بعد إبرام الاتفاقيات النهائية مع المصنعين والموزعين.
دعم الأعلاف
وحول إمكانية إيجاد خطة لدعم الأعلاف الحيوانية أو تقديم دورات إرشادية لمربي الثروة الحيوانية من أجل تعزيز الإنتاجية والحفاظ على سلامة الثروة الحيوانية أوضح مدير مشروع المروج للألبان أنه من القناعات الراسخة لدى الشركة ارتفاع تكلفة الأعلاف بأكثر من 80% مقارنة بالمدخلات الأخرى، وبالتالي فإن أخطار استمرارية وتذبذب إمدادات الأعلاف واردة وما يهم الشركة هو الحفاظ على استقرار هذا المشروع. ونسعى لإدخال فكرة توفير الأعلاف للمشاركين في المشروع في الأوقات المناسبة وبالأسعار المناسبة حسب ما تسمح به ظروف السوق للحفاظ على نوع من الاستقرار في توفر أهم مدخلات الإنتاج وأسعارها ومن ثم استقرار أسعار الحليب. وفي هذا السياق تخطط الشركة لتوفير الأعلاف للمربين على أن تخصم من استحقاقاتهم على الشركة نظير الحليب المُورّد وبناء على طلب المربي.
البرامج التوعوية
وحول الجانب التوعوي بأهمية هذه المشاريع أكد مدير المشروع أن جانب التوعية والإرشاد يعتبر العامل الحاسم والأوحد لنجاح واستمرارية مشاريع تجميع وتبريد الألبان المرتبطة بالمجتمعات الرعوية ونظم الإنتاج التقليدية في العديد من بلدان العالم. وتعوّل شركة المروج كثيراً على وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بحكم مسؤوليتها عن قطاع الثروة الحيوانية والحفاظ عليه وتنميته في سلطنة عمان بأن تساند وتعزز برنامج الشركة المُعد لتوعية وإرشاد مربي الأبقار والجمال من أجل تحسين إنتاجيتهم من الحليب واستدامتها لضمان نجاح واستمرارية المشروع، حيث من بين أهداف استراتيجية الشركة قصيرة وطويلة المدى التعاون المنسق حسب الأدوار مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في منطقة المشروع فيما يتعلق ببرامج الصحة والتحصين وتحسين السلالات وزيادة إنتاجية الحليب.
ولقد أعدت الشركة برنامجا توعويا إرشاديا طموحا لموردي ألبان الأبقار والإبل بمنطقة المشروع في هذه المرحلة بالإضافة إلى تقديم مواد إرشادية لتوعيتهم وإرشادهم واطلاعهم على أفضل الممارسات في التربية والرعاية والإنتاج وكيفية إدارة الحيازة الحيوانية على أسس اقتصادية مع تقديم دعم خدمي مصاحب لتأهيل حظائر الحيوان لتحسين طرق الإيواء لديهم وإدخال التقنية الحديثة فيما يتعلق بحلب الأبقار والإبل وتعريف المربين بالطرق والوسائل الحديثة لرفع الإنتاجية وتدريبهم على كيفية إدارة القطيع والوحدات الإنتاجية وتدريبهم على وسائل المحافظة على صحة الحيوان .. وذلك بهدف زيادة إنتاجية القطعان من الحليب وعدم انقطاع توريد الحليب للمشروع. ويتم حالياً التنسيق بشأن هذا البرنامج مع المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار لاستقطاب الدعم والمساندة بحكم مسؤوليتها عن القطاع في سلطنة عمان.
