نبتة العكوب
نبتة العكوب
الاقتصادية

"العكوب" لذة تحفها الأشواك... من الجبال إلى موائد الفلسطينيين

10 أبريل 2022
10 أبريل 2022

نابلس "العُمانية": يتتبّع الفلسطينيون مع بداية الربيع أماكن وجود نبات العكوب الذي غالبًا ما يوجد في السفوح والجبال وفي السهول، إلا أن الأغوار الفلسطينية وجبال الجليل هي الأغنى بهذا النبات الشوكي.

ويمتاز نبات العكوب الشوكي بأنه هبة الطبيعة؛ إذ ينمو في الجبال الباردة نسبيًّا وخفيفة التربة دون أي تدخّل بشري، ويُعرف بأزهاره متعددة الألوان بجذوره السميكة ما يجعل عملية قطفه أكثر صعوبة، واختار الفلسطينيون فصل الربيع بسبب جفاف النبتة وتيبس أوراقها مع اقتراب الصيف ما يجعل أشواكها قاسية فيصعب قطفها واستخدامها، والقاطف يضطر لاستخدام سكين خاص وارتداء قفازات لتقيه وخز الأشواك.

وتتزيّن المائدة في مناطق شمال الضفة الغربية وخاصة مدينة نابلس بطبق العكوب، إذ يعد من المأكولات الشعبية التي تُخزّن لاستخدامها على مدار العام، ويشتهر بصعوبة إعداده وتحضيره.

وقال جمال المدني صاحب محل تجاري يبيع العكوب لوكالة الأنباء العمانية: "إن نابلس هي المدينة الفلسطينية الأكثر اهتمامًا بالعكوب، ويقول الفلسطيني (إذا أردت أن تُكرم ضيفك فقدِّم له العكوب) و(العكوب أكلة الملوك)، وهذا دليل على اهتمام المدينة منذ القِدم بهذا النوع من الطعام ودليل على تقدير البيوت النابلسية له؛ فإعداده صعب وثمنه غالٍ".

وتُسمّى عملية تنظيف العكوب من أشواكه بالتعكيب؛ فما يؤكل من العكوب هو سيقانه ورؤوسه ذات الحمل الأكبر من الأشواك.

وتجتمع النساء في البيوت النابلسية في هذا الوقت من السنة للتعاون في تنظيف العكوب لأجل التخزين، ويُقسّمن العمل إلى عدة مراحل، كل مجموعة تختص بمرحلة: تبدأ أولاها بقص الأوراق والرؤوس التي تحمل الأشواك، وتأتي المجموعة الثانية لإعادة العمل بدقة أكبر، وفي المرحلة الأخيرة يتم التأكد من التخلص التام من الأشواك ومن ثم يُقطع العكوب ويوضع في الماء المغلي قبل أن يدخل إلى الثلاجات، وهي عملية مرهقة وطويلة وتحتاج إلى وقت وجهد كبير.

أما عن طريقة إعداد العكوب فبعد التعكيب يُضاف إليه اللحم واللبن ويُقدَّم مع الأرز الأبيض، وإلى جانب مذاقه الشهي فإن له الكثير من الفوائد الصحية؛ إذ إن العكوب يحتوي على عديد الفيتامينات والأملاح المعدنية وهو غني بالألياف الضرورية للجسم.

ويتابع المدني أنه بسبب زيادة الطلب في السوق الفلسطينية على العكوب وصعوبة الحصول عليه من مواطنه الجبلية لجأ عدد من أصحاب المشاتل الفلسطينية لتشتيل هذه النبتة داخل بيوت بلاستيكية؛ بهدف بيعها في موسم العكوب، إلا أن الناس يفضّلون العكوب الجبلي لأنه ذو نكهة طبيعية لا يمكن تقليدها.