مشروع عبري للطاقة الشمسية الكهروضوئية
مشروع عبري للطاقة الشمسية الكهروضوئية
الاقتصادية

"الطاقة المتجددة" في عُمان واعدة.. ومواردها متوفرة وقابلة للتطوير

09 يوليو 2022
تمتلك كثافة شمسية من بين الأعلى في العالم
09 يوليو 2022

  • أشرف التوبي: وجود إمكانيات كبيرة لطاقة الرياح مع سرعات مماثلة لمواقع في أوروبا
  • حاتم القاسمي: الطاقة النظيفة في تطور مستمر وتتوفر في الألواح التي يمكن استخدامها كزجاج
  • العمل على تحويل المخلفات إلى طاقة كهربائية نظيفة يمكن الاستفادة منها

أوصى آخر تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ بضرورة أن يخفّض العالم بشكل سريع العرض والطلب المتعلق بالوقود الأحفوري من الآن وحتى سنة 2050 بنسبة 95% للفحم و60% للنفط و45% للغاز الطبيعي.

وجاء انضمام سلطنة عمان إلى الاتفاق الإطاري للتحالف الدولي للطاقة الشمسية بموجب مرسوم سلطاني تماشيًا ‏مع خطة السلطنة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية.

واتّخذت حكومة سلطنة عمان عدة خطوات لتطوير قطاع الطاقة النظيفة أهمها، تشكيل لجنة وزارية وفرق فنية تختص بتوحيد جهود تطوير قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين، وإطلاق برنامج تنبثق منه مسارات متخصصة مع نظام حوكمة لضمان تخطيط سليم وتنفيذ فاعل ومتّسق مع التوجيهات في هذا الإطار، وتم الانتهاء مؤخرا من دراسة الخطة الوطنية للطاقة التي حددت التوجهات الاستراتيجية لقطاع الطاقة لسلطنة عمان في ظل المتغيِّرات العالمية والإمكانات الوطنية.

  • مشروع مرآة

في قلب حقول النفط يفترش مشروع مرآة الواحة الشمسية لإنتاج البخار الذي يعمل على تعزيز إنتاج النفط الثقيل وهو واحد من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية على مستوى العالم، وليس ببعيد بمنطقة "فتخيت" بولاية شليم وجزر الحلانيات يبرز مشروع طاقة الرياح الأول من نوعه في منطقة الخليج والذي يعمل على إنتاج الكهرباء لخدمة المشتركين في عدد من مناطق محافظة ظفار، وفي الدرب ذاته بمنطقة نمر هناك محطة أمين لتوليد الطاقة الكهروضوئية تبلغ طاقتها 100 ميجا واط وهو مشروع في الطريق الصحيح وحجر زاوية للاستفادة من الشمس التي تسطع على مدار العام.

وأوضح المهندس أشرف بن ناصر التوبي من شركة اينرجيتكس لمحطات الطاقة الشمسية أن دراسة قامت بها هيئة تنظيم الخدمات العامة كشفت أن سلطنة عمان تمتلك كثافة شمسية من بين الأعلى في العالم وبالتالي وجود مجال كبير لتطوير موارد الطاقة الشمسية في جميع أنحاء السلطنة، كما أظهرت الدراسة وجود إمكانيات كبيرة لطاقة الرياح في مناطق بجنوب سلطنة عمان مع سرعات رياح مماثلة لمواقع في أوروبا تدعم أعدادا كبيرة من توربينات الرياح.

  • طاقة لا تنفد

وعن أهمية إضافة مصادر الطاقة المتجددة في خليط الطاقة على المدى البعيد أوضح التوبي أن الطاقة المتجددة التي تُستمد من الموارد الطبيعية تتجدد ولا تنفد وقابلة للتطوير والتنمية وتختلف جوهريا عن الطاقة التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري من نفط وغاز طبيعي قابلة للنفاد، كما أن الطاقة النظيفة والمتجددة لا تسبب تلوثا في الصحة والبيئة كونها لا تنشئ مخلفات كثاني أكسيد الكربون أو غازات ضارة كالتي تعمل على زيادة الاحتباس الحراري، إذ إنها لا تسبب أي انبعاثات مسببة لتلوث الهواء، إضافة إلى أنها تعمل على تخفيض التكاليف بخلاف الغاز والوقود الأحفوري اللذين يتّسمان بتقلب الأسعار بشكل دوري.

  • تستخدم كزجاج

وقال التوبي إن هناك إقبالا على الطاقة المتجددة من قبل المنشآت، حيث وقّعت الشركة عقدا لتصميم وإنشاء محطة طاقة شمسية لمواقف إحدى الشركات بطاقة تبلغ 250 كيلو واط، أما عن أحدث التقنيات الموجودة والتي ممكن أن تسهم في ترشيد الطاقة فيُبيِّن التوبي أنه يمكن توفير الطاقة في المنزل أو العمل من خلال استخدام مصابيح التوفير، حيث إنها توفر الطاقة الكهربائية وتدوم أكثر، إضافة إلى شراء الأجهزة الموفرة للطاقة، وعزل المنزل بحيث يجب عزل الجدران بأصباغ خاصة تسهم في تخفيض الفواتير عن طريق الاحتفاظ بالحرارة في فصل الشتاء وطردها في فصل الصيف، والاستفادة من الطاقة الشمسية وإنشاء محطات للطاقة الشمسية التي تعمل على خفض فاتورة الكهرباء.

وينصح التوبي أصحاب الشركات والمنشآت والمصانع بالاستثمار في الطاقة الشمسية في منشآتهم لتقليل التكلفة العالية لفواتير الكهرباء العالية.

من جانبه أوضح حاتم القاسمي مهندس تطوير مشاريع من شركة "سولر وادي" وهي شركة عمانية مطورة ومستثمرة في مجال الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية، أن الطاقة النظيفة أو المتجددة في تطور مستمر وتتوفر حاليا في الألواح التي يمر من خلالها الضوء، ويمكن أن تستخدم كزجاج يمر من خلاله الضوء ويولّد طاقة، وتتوفر الألواح المرنة والألواح القابلة للصق على الجدران أو الزجاج أو أسطح المخازن والمنازل، وتبلغ الطاقة الإنتاجية في اللوح الشمسي الواحد 500 ميجاواط وحاليا بعض الألواح يصل وزنها إلى 4 كيلوجرامات.

  • تحويل المخلفات

ويتحدث القاسمي عن أبرز التقنيات والأفكار الحديثة للشركة، حيث تعمل الشركة حاليا على تحويل المخلفات إلى طاقة كهربائية نظيفة يمكن الاستفادة منها، إذ تتوفر المخلفات بكثرة في سلطنة عمان ويمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية عن طريق استخراج غاز الميثان أو البروبان من المخلفات وتوليد طاقة كهربائية، كما تركز الشركة على الهيدروجين الأخضر بطرح أفكار وطرق حديثة لاستخدامه في تشغيل المولدات الكهربائية.

ويتابع القاسمي حديثه عن المشاريع قائلا: قمنا بإنشاء أول مشروع للطاقة الشمسية في ولاية صحار بطاقة إنتاجية بلغت 100 ميجاواط تغذّي منطقة صحار الصناعية، ومشروع لمسقط مول بسعة 1 ميجا واط.

وبيّن القاسمي أن هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أهمية الطاقة المتجددة، وقامت الشركة بعمل عدة مشاريع سابقا وحسب خبراتها وعملها في مجال الطاقة الشمسية أثبت جدواها على أرض الواقع، مشيرًا إلى أهمية دمج الطاقة المتجددة مع الطاقة الحالية، حيث إنها تخفّض استهلاك الغاز والنفط الأحفوري وتمنحه عمرا أطول، وستكون هناك نقلة نوعية في استخدام الطاقة الشمسية وتطوير الألواح الشمسية بتوليد كمية أكبر تزيد على 500 واط للوح الواحد، فاستخدام الألواح الشمسية يقلل مساحة المشروع والضغط على محطات الكهرباء، وعوضا عن استخدام الغاز أو النفط أو الديزل يُمكن استخدام طاقة الألواح الشمسية والرياح مما يقود إلى تقليص استهلاك النفط بكميات كبيرة والحفاظ عليه لعمر أطول.

ويجد القاسمي أن التحدي الحقيقي في كيفية توعية المجتمع بالطاقة الشمسية بأنها طاقة نظيفة وقابلة للتطوير ومفيدة ومخفّضة التكاليف وأن الاستثمار فيها مُجد، والتحدي الآخر في سعة ومساحة الألواح ولكنها في تطور مستمر.

  • أكبر مشاريع الطاقة

لن تنتهي مشاريع الطاقة المتجددة وهي في نمو ملحوظ، فهناك مشاريع برزت كمشروع عمان للطاقة الخضراء الذي أعلن عن بدء الإجراءات لدراسة إنتاج حوالي 25 جيجا وات من الطاقة الشمسية والرياح المتجددة، ومن المقرر استثمار هذه الطاقة في إنتاج أكثر من مليون ونص طن من الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون سنويا، ومبادرة ساهم وهو مشروع الطاقة الشمسية الهجينة، وبرنامج المسجد الأخضر في مجال الطاقة المتجددة، وتشغيل محطات مكيفة تعمل بالطاقة الشمسية وهو توجه رسم خريطة واضحة الملامح للطاقة المتجددة.

ودخلت سلطنة عمان إلى قائمة أكبر مشاريع الطاقة الشمسية عالميا مع تشغيل محطة عبري للطاقة الشمسية مولّدة طاقة كهربائية كافية لتغطية ما يقارب 50 ألف منزل، فطريق الطاقة النظيفة ماض وسلطنة عمان تمضي إلى مستقبل مشرق.