الرافعات الحديثة بميناء الدقم تدخل حيز التشغيل التجاري
أكدت إدارة ميناء الدقم أن الرافعات الحديثة في مناولة الحاويات بالميناء ستدخل حيز التشغيل التجاري خلال الأسبوع الجاري، ويأتي ذلك بعد اكتمال الاختبارات الفنية اللازمة لها وانتهاء البرنامج التدريبي المستمر لمدة 9 أشهر للكوادر الوطنية المؤهلة للتعامل معها. وتتميز الرافعات، والتي يبلغ عددها الإجمالي 4 رافعات رصيف الميناء و12 رافعة جسرية، بطاقة تشغيلية عالية تتراوح من 41 طن للرافعات الجسرية إلى 65 طن لرافعات الرصيف.
وأوضحت إدارة الميناء أن الرافعات تتيح للميناء القدرة على تحميل وتفريغ الحاويات بكفاءة أعلى وسرعة تشغيل متميزة. كما تمتاز الرافعات بقدرتها على التشغيل عن بعد باستخدام الألياف البصرية والشبكة اللاسلكية (واي فاي)، مما يعزز الأمان ويسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين عمليات الإنشاء والتحميل في الميناء.
وقال سيف بن علي المعمري مسؤول صيانة الرافعات و المعدات بميناء الدقم: إن مشروع الرافعات يرفع من الكفاءة والإنتاجية في الميناء بشكل عام من خلال تعزيز قدرة الميناء على التعامل مع حجم أكبر من البضائع بكفاءة أعلى وبشكل أسرع، مما يؤدي إلى تحسين سرعة تحميل وتفريغ السفن وتدفق البضائع.
وأضاف المعمري أن الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة دربت أربعة من الشباب العُمانيين بينهم مهندسة عُمانية للعمل بوظيفة فني رافعات بمحطة الحاويات بميناء الدقم، موضحا أن البرنامج التدريبي كان بالتعاون مع شركة "ليبهير" الإيرلندية لصناعة وتوريد الرافعات لميناء الدقم واستمر لمدة 9 أشهر متواصلة. وقد تم تدريس وتأهيل المهندسين في إحدى الجامعات الإيرلندية لاستيفاء كل المهارات الفنية والخبرات العملية الأساسية اللازمة لمكونات الرافعات ومعرفة كيفية تشغيلها وصيانتها. كما شمل البرنامج تدريبًا عمليًّا في مواقع التصنيع المتخصص لهذه الرافعات، واستكمل المتدربون بعدها البرنامج التدريبي المتبقي في ميناء الدقم خلال فترة تركيب الرافعات. وقد اجتاز المتدربون الفترة المحددة للتدريب وأثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على العمل للمرحلة التشغيلية حيث تم توظيفهم كمشغلي معدات ورافعات بميناء الدقم بعد أن استوفوا كل المتطلبات التدريبية.
مشاريع ضخمة
وقال حمود بن جمعة النبهاني مشرف التصميم والبنى التحتية بميناء الدقم: إن هذه الرافعات الآلية تتميز بقدرتها الاستثنائية على التعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم وسيكون نقلة نوعية في عمليات التشغيل في الميناء، حيث يمكن للرافعات الوصول إلى 71 مترًا إلى الأمام والوصول الخلفي إلى 18 مترا. ومن المتوقع أن يؤدي مشروع الرافعات الآلية إلى تحسين كفاءة وإنتاجية الميناء من خلال تعزيز قدرته على التعامل مع حجم أكبر من البضائع بكفاءة أعلى وبشكل أسرع وتحسين سرعة تحميل وتفريغ السفن وتدفق البضائع، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين خدمات الميناء.
وأشار النبهاني إلى أن تنفيذ مشروع الرافعات سيعزز مكانة الميناء كوجهة استثمارية مهمة وميناء حديث ومتقدم من الناحية التكنولوجية ويجعله أكثر تنافسية ويزيد قدرته على التعامل مع مختلف أنواع البضائع وتحقيق أداء عالي.
الطاقة النظيفة
وبين هلال البلوشي المدير التجاري للأراضي بالميناء أنه قد تم تمهيد 125 هكتار من الأراضي الصناعية و195 هكتار من الأراضي اللوجستية. وأضاف أن شركة ميناء الدقم وقّعت على اتفاقيات حجز أراضٍ مع مجموعة من الشركات العالمية لتصل نسبة تشغيل الأراضي الصناعية إلى 57% ونسبة تشغيل الأراضي اللوجستية إلى 80%.
وأكد البلوشي أن ميناء الدقم يهدف لأن يكون ميناءً أخضرًا من خلال استقطاب مشروعات الهيدروجين الأخضر واعتماد نهج شامل واستباقي للاستدامة البيئية. كما أن شركة ميناء الدقم تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية عمان 2040 بما في ذلك إزالة الكربون والالتزام بالحياد الصفري.
وأوضح أن الميناء يركز على جذب المشروعات التي تستخدم مصادر الطاقة النظيفة لتحقيق التوجه الاستراتيجي في استخدام الطاقة البديلة والموارد الطبيعية المستدامة والتي تأتي ضمن أولويات رؤية عُمان 2040 والاستراتيجية الوطنية الشاملة للاستثمار في الخفض من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
من المتوقع أن تُحدث هذه الصناعات العملاقة نقلة نوعية في قطاع المواد المناولة من خلال الميناء، وتسهم في تعزيز موقع ميناء الدقم كمركز رائد للصناعات الخضراء على المستوى الإقليمي والعالمي. وتهدف هذه المشروعات إلى تشغيل الصناعات باستخدام الغاز في المراحل المبدئية وتحوليها تدريجيًا إلى استخدام الهيدروجين الأخضر، مما يعكس الاهتمام المستمر بالاستدامة والحفاظ على البيئة.
تطوير الكوادر الوطنية
وقال سليمان بن عبالله المحروقي مسؤول التدريب و التطوير بميناء الدقم: أولت شركة ميناء الدقم الأولوية للتطوير المهني لموظفيها العمانيين في عدة مجالات على مدى السنوات الخمس الماضية وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات الطويلة للشريك الاستراتيجي البلجيكي - ميناء انتويرب بروج - من خلال برامج متخصصة لتبادل المعرفة والخبرة، وتطوير أفضل الممارسات في مجال الموانئ وقطاع اللوجستيات. ويأتي برنامجي قادة المستقبل والمواهب الملهمة على رأس برامج التدريب والتأهيل لتعزيز وتمكين الشباب العماني لاكتساب المهارات القيادية والمعرفية في بيئة عمل ذات قدرات تنافسية عالية ودولية. ويهدف هذان البرنامجان إلى تطوير المهارات الفردية للموظفين وتزويدهم بالأدوات المعرفية اللازمة للتميز في أدوارهم الحالية وتعزيز مساراتهم المهنية بالشركة، كما يساعد هذان البرنامجان خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة. ومن خلال هذه البرامج تمكنت شركة ميناء الدقم من الوصول إلى ممارسات وتقنيات وخبرات جديدة مكنتها من الحفاظ على قدرتها التنافسية في الأسواق، كما مكّن هذا التعاون مع ميناء انتويرب بروج من تعزيز مهارات الاتصال والتفاعل عند موظفي شركة ميناء الدقم وإثراء معرفتهم، وتزويدهم بأفضل الممارسات العالمية.
